كتَّاب إيلاف

غزة في الجامعات الأميركية!

تحركات طلابية داعمة لغزة في حرم جامعة Columbia University
قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

نعم، من كان يتوقع ذلك؛ أن تكون غزة حاضرة في الجامعات الأميركية، وأن يرتفع صوت الطلبة الأميركيين في دعم أهالي غزة والمطالبة بايقاف العدوان عليهم.. الصورة لا تكذب وغزة حاضرة بقوة بالرغم من الرد الأمني العنيف.

سنان أنطون، الروائي والكاتب وعضو هيئة التدريس في جامعة نيويورك واحد من أسماء كثيرة اعتقلتهم الشرطة الأميركية على خلفية الاحتجاجات الطلابية المستمرة في عدد من الجامعات الأميركية، التي انتفضت ضد الصمت الأميركي على حرب الإبادة المستمرة في غزة مطالبة بحظر السلاح على الاحتلال وإنهاء العدوان الإسرائيلي المستمر في قطاع غزة مع دخوله الشهر الثامن على التوالي، واستمرار ارتفاع حصيلة الضحايا والمصابين التي سجلت عشرات الآلاف دون اعتبار لحجم الخراب والدمار.

في مشهد بات يعيد إلى الأذهان ما شهدته الجامعات الأميركية خلال حرب فيتنام قبل ستين عاماً، مع اختلاف مهم هو أن المواقع الاجتماعية في زمن حرب فيتنام لم تكن شاهداً على الفظاعات المرتكبة في تلك الحرب، لكن عدسات المصورين لم تفوت اللقطة التاريخية لطفلة النابالم وهي تهرب عارية من الشظايا التي تلاحقها... وبعيداً عن الانسياق وراء الأوهام بأنَّ المجتمع الدولي صحا أخيراً وبات مستعداً لتحمل مسؤولياته ووضع حد للحرب الهمجية على غزة خلال الساعات القادمة، نقول إنَّ المد التضامني في الجامعات الغربية مع القضية الفلسطينية ومع ضحايا غزة وتحرك النخب أمور بدأت تزعج السلطات الرسمية مع انتشار العدوى في رحاب الجامعات الأميركية بعد الجامعات البريطانية، الأمر الذي استنفر اللوبيات اليهودية ودفعها للتحريض على المشاركين في الاحتجاجات بدعوى معاداة السامية وتعريض حياة الطلبة اليهود للخطر، وهو ما برر لاحقاً دخول قوات الأمن إلى الحرم الجامعي في خطوة غير مسبوقة، وفض تجمعات الطلبة الذين انضموا للنخب الأميركية التي تحركت لرفض ما يحدث في غزة من مجازر في حق الأطفال والنساء والشيوخ وفي حق المرضى والمصابين والأساتذة والباحثين والفنانين والإعلاميين في غزة.. وقد دفع ما حدث الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، والمرشح الرئاسي الجمهوري، لوصف ما يحدث بالعار، واعتبار أنه لو كان رئيساً لما سمح بذلك، وهو موقف مشترك بينه وبين الرئيس الحالي جو بايدن، الذي لم يدخر جهداً في الكشف عن دعمه اللامحدود وانحيازه المطلق للحليف الإسرائيلي باعتماد سلاح الفيتو في مجلس الأمن لرفض إيقاف الحرب وإجهاض قرار الاعتراف بالدولة الفلسطينية، ولكن أيضاً بمواصلة تمويله بالسلاح والذخيرة وكل أسباب الدمار والخراب والتجويع الحاصل في غزة.

المثير أنه تم، وعلى وقع الاحتجاجات الطلابية، إغلاق جامعة هارفارد يارد بواباتها، والمشهد ذاته سيتكرر في في جامعتي ييل وكولومبيا وغيرهما من الكليات. ومن الواضح أنَّ سلاح المقاطعة الأكاديمية، الذي ارتبط في السابق بمنظمة "بي دي اس"، بدأ يثمر، وأن الدعوات لمقاطعة الجامعات الإسرائيلية على خلفية الحرب المستمرة منذ أكثر من ستة أشهر في قطاع غزة، والأزمة الإنسانية الكارثية التي تسببت بها، بدأت تحرج السلطات الرسمية الأميركية.

ليس من الواضح ما إذا كانت هذه التحركات إشارة إلى أن اللوبيات العربية والجاليات الإسلامية في أميركا وغيرها من الدول الغربية بدأت تتحرك لمواجهة اللوبيات الصهيونية المتنفذة، وما تروج له من روايات مزيفة لتصفية القضية الفلسطينية ومحوها من الخارطة، أو كذلك لفرض صوتها في الانتخابات القادمة، ولكن الواضح أن هناك بداية وعي يتشكل، وأن هناك أسلحة بديلة أثبتت فعاليتها، ولا يريد لها كيان الاحتلال أن تجد طريقها لمساندة المقاومة، ومنها سلاح المقاطعة الاقتصادية والاكاديمية والرياضية وغيرها، وقد بدأت العديد من المطاعم والماركات المسجلة تسجل خسائر غير مسبوقة في عائداتها منذ بداية العدوان قبل سبعة أشهر... وبدأت نتائج الحملات المستمرة تتجسد على الأرض، ومن ذلك إعلان كندا وبلجيكا التوقف عن تسليح جيش الاحتلال تحت ضغط الشارع والاحتجاجات اليومية، كما أقدمت إيرلندا على سحب استثماراتها وأموالها من البنوك الإسرائيلية، فضلاً عن توجه أكاديميين وجامعيين إلى مقاطعة الجامعات الاسرائيلية.. ومع كل يوم، يُعلَن عن اعتراف مزيد من العواصم بالدولة الفلسطينية، في مؤشر على رفض ظلم الاحتلال وجور الفيتو الأميركي، كما حدث مع باربادوس وجامايكا وغيرها. ومع كل يوم تسقط المزيد من الغشاوات عن الأنظار، وتزول معها الكثير من العقد التي ارتبطت بعقدة الذنب الأوروبية بسبب المحرقة، وتتكشف للعالم مزاعم الاحتلال وانهيار السردية الإسرائيلية...

طبعاً هذا ليس نهاية المطاف، ولكن يسجل للتحركات والاحتجاجات الشعبية في مختلف أنحاء العالم أنها حولت الأنظار إلى المحرقة المستمرة في غزة، وأوجدت إجماعاً على التعجيل بايقاف الحرب التي يقودها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في محاولة لتجنب السقوط وانطلاق المحاسبة... وسيتعين استحضار أن جنوب أفريقيا لم تتخلص من نظام التمييز العنصري إلا عندما جرى استخدام حملات المقاطعة التي أقدم عليها المجتمع الدولي لمحاصرة نظام بريتوريا وقطع الرحلات إلى جنوب أفريقيا ومنعها من المشاركة في الفعاليات الرياضية والثقافية والعلمية، الأمر الذي أفقد جنوب أفريقيا العنصرية في نهاية المطاف السند الإسرائيلي والأميركي.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
ترهيب نفسي
رياض -

لعل أكبر عملية ترهيب نفسي يمارسها ⁧‫ الكيان_الصهيوني‬⁩ إلصاق تهمة معاداة السامية لكل من ينتقد أو يحتج أو يعارض أو يبدي رأياً ضد الإبادات الوحشية الجماعية للفلسطينيين في غزة‬⁩ !"لا تُهِن ذكاء الشعب الأمريكي".. السيناتور الأمريكي بيرني ساندرز يهاجم نتنياهو ويقول له إن الكشف عن جرائم حكومته "المتطرفة" ليس معاداة للسامية أو تأييداً لحماس.، منطق سديد ليس للنتن ياهو فحسب وإنما لكل صهيوني بالأصالة أو بالتبعية من المتصهينين،،

كيان مسكون بالحقد والثأز
رياض -

"نبي الغضب" الإسرائيلي يهاجم من جديد ويحذّر.‏تذكير: وصفوه بذلك لأنه تنبأ بـ"طوفان الأقصى".‏كتب اللواء المتقاعد (اسحق باريك) في "معاريف" أمس، وهذه المرة ضد "غانتس".‏حمّله مسؤولية تعيين ودعم رئيس الأركان (هرتسي هليفي) الذي يتورّط في صناعة الفشل.‏مما قاله:‏"قرارات هليفي قادتنا إلى خسارة الحرب دون إنجاز واحد ودون تحقيق أهدافها وهي: تدمير حماس، ووقف إطلاق حزب الله النار على مستوطنات الشمال، وإطلاق سراح المختطفين".ثم حذّر من "حرب استنزاف طويلة الأمد"، قال إنها "ستؤدي إلى انهيار الاقتصاد والمجتمع وعلاقاتنا مع العالم".هو يصرخ منذ شهور ولا يستمع إليه أحد، وهذا هو "الكيان" في توصيفه الحقيقي بعد 7 أكتوبر.‏كيان مسكون بسُعار ثأر لا يدع مجالا للعقل والمنطق. ‏إلى الجحيم؛ بإذن الله.

صحوة الغرب ،،
رياض -

‏ما يحصل الان من صحوة الشارع الغربي المتمثل في اعتصامات ⁧‫#الجامعات_الأمريكية‬⁩ يفيد أن الوعي الذي انتشر في الضمير الانساني الغربي البعيد عن اجندة السلطات السياسية حصل رغم أنف القيادة هناك و أدواتها و أذرعها الاعلامية ، فلا ندري لعلّ شمس ⁧‫غزة‬⁩ تشرق من الغرب هذه المرة،،

قليل من الثقافه لا يضر ..
قول على طول -

بالنظر الى عدد الخيام واللافتات والملابس والأعلام التى أقيمت فى المظاهرات ونوعية المتظاهرين تعرفين جيدا من وراء هذه الفوضى ومن الذى يدفع التكتاليف ومن المحرض ..نعم فوضى وتم القبض على مثيرى الفوضى لأنهم أعاقوا الدراسه وكسروا القوانين وأغلقوا أبواب الجامعات واحتلوا الحدائق الجامعيه وهتفوا هتافات عنصريه تحريضيه الخ الخ ..كل هذا ينطبق فقط على الذين أمنوا ومحبى الفوضى والمتسكعين وهم الذين قاموا بالمظاهرات ولا قيمة لهذا عند صناع القرار بل جاء بنتائج عكسيه وسوف ترونها قريبا . وسؤال أخير : لماذا لم تقوم مظاهره واحده فى بلاد الذين أمنوا مناصرة ل غزه ؟

سقوط قناع التخفي ،،
رياض -

غزة أصبحت لعنة على الصهاينة واذنابهم، حيث أماطت اللثام عن الوجه القبيح الذي كان يتخفى خلفه الصهاينة وهو (معاداة السامية) ....

تابع ما قبله
قول على طول -

ومن قاموا بالمظاهرات هم المسلمون الوافدون للدراسه ومعهم بعض المسلمين المقيمين بأمريكا وأيضا بعض ذوى البشره السمراء وبعض الفوضويين اليساريين والغرض هو اثارة الفوضى وليس مناصرى غزه ..أغلبهم لا يعرف أين غزه من الأساس . ومن قام بالتمويل هى المنظمات الاسلاميه المتطرفه - كلها متطرفه - كنوع من اثبات الوجود ليس أكثر ..والعالم الان أصبح أكثر وعيا على ارهابكم وارهاب حماس وسيأتى وأتى بنتائج عكسيه سوف تظهر قريبا والأيام بيننا . لماذا لم تظهر مظاهره واحده فى بلاد الذين أمنوا تؤيد غزه ؟

يا غجر مصر و امريكا ،،
حدوقه -

التيار الصهيوني والمتصهين في امريكا والمناهض لحراك الطلبة ستاتهم غجر ، ومتوحشات ومجرمات. الفاظ قذرة وتهديدات بالقتل والشرطة تعتقل الطلبة فقط. ⁧‫؟!‬⁩

حراك الطلبة العظيم
رياض -

طلاب الجامعات في الولايات المتحدة صاروا يقدموا محتوى علمي وأكثر عمقاً لفهم تاريخ النزعة الغربية العنصرية التي تفتح المجال العام للاستماع والتعاطف والمؤازرة مع قصص "ضحايا إسرائيل" مقابل تجاهل معاناة شعب كامل كالشعب الفلسطيني نتيجة الايمان بأن 'البشر نوعان' احدهم متفوق وسامي ويعلو على من سواه وبشر اقل درجة في إنسانيته.. فالعالم الحر يجب ان ينهض من اجل بضعة اسرى عسكريين لدى المقاومة بالمقابل ينبغي تجاهل اختطاف مئات المدنيين الفلسطينيين وتعريضهم للتعذيب وسلخ جلودهم و ذبحهم ودفنهم يقول الطلبة ان هذه المعايير الفاشية يجب ان تتوقف ،،