كتَّاب إيلاف

مساعي إيرانية مبكرة لحصد نتائج الصراع في المنطقة

يريد النظام الإيراني الوصول إلى أقرب نقطة من تخصيب اليورانيوم القادر على صنع سلاح نووي
قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

بين نفي تورطها وعلمها المسبق بما جرى يوم السابع من تشرين الأول (أكتوبر)، وبين محاولات رفع وتيرة التصعيد في المنطقة، بدأ بزوغ الحصاد الإيراني المبكر لنتائج الصراع المستمر في المنطقة، حيث أفاد تقرير سري صادر عن الوكالة الدولية للطاقة الذرية بارتفاع مخزون إيران من اليورانيوم المخصب منذ التقرير الأخير للوكالة في شباط (فبراير) الماضي، إلى مستويات قريبة من مستوى صنع سلاح نوويّ.

أضحى جلياً تسخير إيران تداعيات الحرب في غزة، منذ وهلتها الأولى، لاتمام سعيها في تحقيق أجنداتها ومصالحها القائمة على نهج التأثير العسكري وانعكاسه على تثبيت أركان نفوذها السياسي في المنطقة ضمن مسارات العلاقة مع الغرب ليصب ذلك في استكمال دخولها نادي الدول النووية.

إقرأ أيضاً: صراع خفي على مركز الوسيط الأول في حرب غزة

إيران تدرك اليوم أنَّ حماس في طريقها لخسارة الحرب في غزة، وأن أي صفقة منتظرة لمستقبل القطاع لن تنعكس على نظام الملالي بشكل مباشر، خاصة بعد فشل شعار وحدة الجبهات بإيجاد قواعد تبني صفقة تسعى إليها طهران لتخفيف من حدة العقوبات المفروضة عليها، فالولايات المتحدة سعت بحزم لاظهار ردة فعل عسكرية اتجاه تمادي أدوات محور إيران في العراق واليمن، في رسالة واضحة لطهران بعدم جدوى أوراق ضغطها في أي حوار قادم قد يفضي لعقد صفقة جديدة ضمن مستجدات الصراع في المنطقة.

تراجع دور جبهتي بغداد وصنعاء المتزامن مع استمرار جمود جبهة دمشق، قابله سعي إيران لتحسين موقفها التفاوضي عبر الحفاظ على جبهة جنوب لبنان نشطة بصخب عسكري منضبط، فالجبهة التي كانت للإسناد في المرحلة السابقة، سكنت بوتيرة تأثير محدود لتفادي تصعيد إسرائيلي متدرج ذاهب نحو فتح ساحة حرب جديدة، حيث يلتزم حزب الله في سياسة المحافظة على قواعد الاشتباك ضمن حدود البحث عن صفقة في الداخل اللبناني برغبة ايرانية تنعكس بالمحصلة على مصالحها، صفقة يماطل بها الثنائي الشيعي مع اللجنة الخماسية للاستحواذ على مفاصل الجمهورية اللبنانية.

إقرأ أيضاً: المعركة السياسية الفلسطينية- الأميركية في الأمم المتحدة

مساعي إيران المبكرة لحصاد ثمار ما يجري في المنطقة هدفه إثبات موقعها على الساحة السياسية الدولية إدراكاً منها أن لا صفقة مع الدول الأوروبية دون الولايات المتحدة، فإن كانت قد نجحت بقرن تفاصيل الصفقة في لبنان بسير مفاوضات الهدنة في غزة، تمهيداً لفتح الأبواب أمام صفقة أكبر مع طهران، فهي اليوم تسابق الزمن قبيل الانتخابات الرئاسية الأميركية المقبلة، حيث تقف أمام احتمالين؛ أما أن تعقد صفقة مع بدء الولاية الثانية للرئيس جو بايدن أم الدخول مجدداً في مواجهة عقيمة مع الرئيس دونالد ترامب، وفي الحالتين يريد النظام الإيراني الوصول إلى أقرب نقطة من تخصيب اليورانيوم القادر على صنع سلاح نووي كهدف يُبنى عليه استراتيجيتها التفاوضية في المرحلة المقبلة.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف