كتَّاب إيلاف

تحالف الممانعة والإخوان: الطعن في الإسلام والحج للتحريض ضد السعودية

تميز موسم الحج هذا العام بالتنظيم المميز، والتقنيات المتطورة، والقدرات البشرية الهائلة الموظفة لخدمة حجاج بيت الله الحرام
قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

يشعر المرء عند القيام بجولة موسعة في عوالم وسائل التواصل الاجتماعي ومنصات تناقل الأخبار، أن هناك حرباً موازية الى جانب حرب الإبادة الإسرائيلية على أهل غزة، تخاض ضد الدول العربية، وعلى رأسها السعودية، تتسم بضراوة شديدة نتيجة استخدام الدين فيها كسلاح رئيسي، إلى درجة أنها صرفت اهتمام المسلمين إليها، وخاصة السنة، على حساب المجزرة الكبرى.

يقف خلف هذه الحرب حزب الله وسائر أذرع محور الممانعة، وتنظيم الإخوان المسلمين بأفرعه المختلفة، وفي القلب منها أعضاء حركة حماس ومناصريها. والهدف الأساسي منها هو إعادة تشكيل الوعي الشعبي الإسلامي وتطويعه بما يخدم أجندة التحالف. بيد أنها بلغت مديات خطيرة، بعدما وصل الأمر إلى الطعن بالدين الإسلامي، من خلال التصويب على الحج، أحد أركان الإسلام الخمسة، وإهانة حجاج بيت الله الحرام، فقط من أجل التحريض ضد السعودية.

سؤال قديم
ثمة سؤال قديم دائماً ما كان يطرح في الأوساط الشعبية والنخبوية الإسلامية عن سر العداء بين الدول العربية وتنظيمات الإسلام السياسي، وخصوصاً الإخوان المسلمين. غداة عملية "طوفان الأقصى"، صار هذا السؤال مادة لا تغيب عن نقاشات الشارع والمقاهي والصالونات ووسائل التواصل الاجتماعي، مع ميل واضح إلى تحميل الدول العربية والإسلامية، ولا سيما السعودية، مسؤولية ما يحصل في غزة، بسبب عدم مباردتها إلى "الالتحام مع حركة حماس في المعركة المصيرية التي تخوضها دفاعاً عن الأمة" وفق التعبير الأكثر رواجاً، مع تغييب ملحوظ لـ"سوريا الأسد" عن دائرة الاتهامات.

والحال أنَّ تحالف محور الممانعة والإخوان المسلمين استخدم بمكر مجموعة كبيرة من الأدوات المتنوعة غير التقليدية، تشتمل على شبكة واسعة من المؤثرين والمغردين وممن يطلق عليهم "ناشطين"، وشبكات ومجموعات إخبارية، ومواقع مديات تأثيرها محلي ضيق، وبعضها ظهر حديثاً، بجهات تمويل غامضة، بما يدل على استعداد لهذه الحرب الموازية سابق لـ"طوفان الأقصى" بكثير.

تركزت استراتيجية التحالف على استخدام كل هذا الخليط، لاستفزاز عاطفة المتابعين واللعب على وتر إيمانهم وقيمهم الإسلامية، من خلال الدمج بين الأنشطة المختلفة والمناسبات الثقافية التي تجري في السعودية، والمجازر التي يرتكبها الجيش الإسرائيلي في غزة. فضلاً عن نشر أخبار مختلقة، وبلا مصادر، عن دعم المملكة لإسرائيل من أجل القضاء على حماس، ومقالات منتقاة بعناية، الكثير منها إسرائيلي المصدر، لخدمة الهدف نفسه. وهنا لا مناص من الاعتراف بأن هذه الحرب الموازية نجحت بتحقيق نجاحات لا بأس بها في تأليب الطبقات الشعبية والفئات المحافظة ضد السعودية، وخصوصاً في الدول التي تملك إيران فيها نفوذاً كبيراً.

غثاء السيل
مع بدء موسم الحج، تصاعدت وتيرة عملية الضخ والتأليب. بدءاً من إطلاق وسم "الحج_ليس_آمن" وترويجه، والطعن في الدين عبر استخدام أحاديث منسوبة الى النبي محمد (صلى الله عليه وسلّم)، غير صحيحة، من أجل حض الحجاج على عدم تأدية مناسك الحج، مثل "لقمة في بطن جائع خير من بناء ألف جامع"، و"طوفوا حول الفقراء ولا تطوفوا حول الكعبة" وسواها.

مروراً بنشر صور لاحتجاز أفراد خرقوا النظام الدقيق الذي أرسته المملكة لإدارة الحشود المليونية ورعايتها، وحاولوا تأدية المناسك بدون التأشيرة المخصصة. إلى إشاعة خبر عن منع الدعاء لفلسطين وأهل غزة، مقابل تغييب ذكر الأمر الملكي باستضافة 1000 حاج وحاجة من ذوي الشهداء والأسرى والجرحى الفلسطينيين ضمن برنامج "ضيوف خادم الحرمين الشريفين للحج والعمرة والزيارة"، أي على نفقة المملكة الكاملة. وشملت عملية التعتيم، غياب فيديو لحاج فلسطيني تلقى خبر استشهاد نجله في غزة وهو في الحج.


فيديو لحاج فلسطيني تلقى خبر استشهاد نجله في غزة وهو في الحج

وصولاً إلى استثمار وفاة عدد من الحجاج بسبب الحر الشديد، وغالبيتهم حسبما كشفت وزارة الداخلية السعودية من الذين لم يستحصلوا على تأشيرة الحج الكفيلة بتأمين الخدمات اللازمة، من أجل اتهام المملكة بالإهمال وسوء الخدمات الصحية. إلى جانب تجاهل البيانات الغزيرة التي نشرتها وسائل الإعلام حول تفاصيل التنظيم المميز، والتقنيات المتطورة، والقدرات البشرية الهائلة الموظفة لخدمة حجاج بيت الله الحرام، وبإشراف مباشر من ولي العهد ورئيس مجلس الوزراء السعودي الأمير محمد بن سلمان، والذي اعتذر عن حضور حضور قمة مجموعة السبعة "G7"، بسبب ارتباطه "بالإشراف على أعمال موسم الحج". حتى هذا الخبر جرى تجاهله تماماً من أدوات التحالف رغم أهميته، مع أن الـ"G7" تعتبر أهم مجموعة اقتصادية في العالم، وتتنافس الدول على الانضمام إليها وحضور اجتماعاتها.

لم يقف الأمر عند هذا الحد، بل وصل الحال إلى وصف وقوف الحجاج على صعيد عرفة، في أعظم تجمع بشري على وجه الأرض بـ"غثاء السيل"، المستقى من حديث نبوي، وتحويله إلى وسم لإسباغه على حركة الحجاج! الأمر الذي يعبر عن سردية مأزومة، لا تتورع عن إسقاط شعائر وتأويل الأحاديث النبوية بما يخدم أهدافها وأيديولوجيتها. ناهيكم عن الحملة العاتية التي شنت على الشيخ ماهر المعيقلي، الذي تولى خطبة يوم عرفة بمسجد "نمِرَة"، "لأنه لم يذكر غزة إلا بجملة"، واتهامه بأنه "شيخ السلطان" لقيامه بالدعاء لخادم الحرمين الشريفين وولي عهده.

الدعاء للحاكم
لقب "شيخ السلطان" مستقى من أحاديث نبوية استندت اليها جماعات الإسلام السياسي للطعن في المؤسسات الدينية بسبب دعمها للشرعية والدولة الوطنية فكرةً وكياناً. لكن، وبمعزل عن التأويلات الموسعة والمتغيرة حسب العلاقة مع هذا النظام أو ذاك، ليس كل شيخ يدعو لولاة الأمر من "شيوخ السلاطين". فـ"الدعاء للحاكم" هو تقليد إسلامي عريق، ظهر إبان حكم الأمويين، واستمر مع كل السلالات الحاكمة والدول الإسلامية. ولا يزال هذا التقليد متبعاً في كل الدول العربية والإسلامية بلا استثناء.

اللافت أن خطبة عرفة كانت مسبوقة قبل أقل من 24 ساعة بخطبة للمرشد الأعلى للثورة الإيرانية، دعا فيها حجاج إيران إلى تأدية "مراسم البراء" من المشركين على جبل عرفة. و"البراءة من المشركين" هو مصطلح "مطاط" أفتى به قائد الثورة الإسلامية في إيران روح الله الخميني، وألزم الحجاج الإيرانيين برفعه وترداده خلال مسيرات أثناء تأدية فريضة الحج لأنه كان يرى وجوب تحويله إلى "فريضة سياسية". وبعد اتصالات دبلوماسية سعودية حذرت من مغبة استغلال الحج لأهداف سياسية، انحصرت "مراسم البراءة" في إحدى الخيام بـ"منى".

أما الثانية، فكانت بياناً من المتحدث باسم كتائب عز الدين القسام "أبو عبيدة"، موجه إلى حجاج بيت الله الحرام، عقب خطبة عرفة بعد وقت قصير، رمى إلى تأجيج العاطفة الإسلامية ضد المملكة وتقويض خطبة المعيقلي، من خلال تركيزه على أن حماس تؤدي فريضة الجهاد عن الأمة الإسلامية جمعاء. وتعكس هاتان الخطبتان، بتوقيتهما ومضمونهما، الهدف المشترك لملالي إيران وحماس، والمتمثل بتزعم العالم الإسلامي.

قد يجادل البعض بأن كل ذلك صادر عن جمهور، ولا دخل به للممانعة والإخوان، وخصوصاً حركة حماس. ألم يكن الفلسطينيون الذين احتفوا بوفاة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي ووزعوا الحلوى جمهوراً أيضاً؟ فلماذا سارعت حماس إلى إصدار بيان اعتذار وبخت فيه ما تصفه بـ"شعبها"؟ وبالتالي فإن الصيغة الأدق للسؤال المطروح آنفاً لماذا تكن جماعات الإسلام السياسي كل هذا العداء للسعودية والدول العربية؟

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
الم تسمع بالمثل القائل....
صالح -

يجب ان لا يهتم السيد الكاتب كثيرا بما يكتب من قبل الضحالات, الا تؤمن بالمثل القائل: القافلة تسير والكلاب تعوي؟سمو الاميرمحمد بن سلمان لا يقود السعودية لتكون بمقدمة الدول العربية بل يتعدها لتكون في مقدمة دول العالم ولايمكن للغوغاء ان توقف تقدمها

ضيوف الرحمن
عابر سبيل -

الحجاج هم ضيوف الرحمن ولا يجب على المؤمنين ان يلوموا السعودية على ما يحدث لهم ولو ماتوا في الحج فهذا يعني ان مضيفهم الرحمن إما أنه قد خذلهم أو احبهم واختارهم لكي يكونوا الى جواره. واعتقد ان منتقدي السعودية بهذا الخصوص هم مسلمون منافقون وليسوا مؤمنين حقا بل اصحاب اجندات سياسية معينة كما ذكر الكاتب الكريم.

اي البناء احسن
كاميران محمود -

اين الغلط في كون(لقمة في بطن جائع خير من بناء الف جامع)أوفي كون بناء الف مستشفى اومسكن أو مدرسة أو مركز ثقافي اوفني أكثر نفعا.

السعودية والطريق المنحدرة ،،
بدر عبداللطيف -

بعيداً عن هذيان الشتامين اللئام ، للأسف اختارت السعودية الجديدة العظمى سلوك الطريق المنحدرة نحو الهاوية ، الردة عن الاسلام واعتناق دين العلمانية ، ، كان يكفي النظام الجديد ان يقصي المتشددين ويقرب المعتدلين من الإسلاميين ويشيع جو الاعتدال والحرية ( لا توجد حرية اليوم في السعودية الا للرقص و التطاول على ثوابت الاسلام ! ) وكان يمكن اقامة حلف اسلامي مجاني من ملايين المسلمين الذين يفدون بأرواحهم ارض الحرمين لكن تم اختيار التطرف العلماني والوطنية القومية المتطرفة ، كبديل عن التشدد المذهبي ، واختار ان يصالح ويطبع مع كل عدو للأسلام والعروبة مثل الايرانيين والصهاينة ،والهندوس والبوذة ،،

فقه الطعن
كاميران محمود -

تحالف الإسلامية الشيعية(الممانعة الايرانيةومتعلقاتها)مع الإسلامية السنية(من الإخوان لداعش)ليس بجديد بدليل وجود قياديين من القاعدة في إيران.والتهجم على السعودية(الجديدة) سيستمر لان تحالف الإسلاميين يريد رؤية احد شيوخهم على عل عرش السلطان الذي احسن لجمهم وتاديبهم.اما ان يحسب من يطعن في الدين على التحالف الإسلامي السابق ذكره فامر مثيرللشفقة لان التحالف يتهم من يحاربهم بالطعن. ولا افهم سبب اعتبار(لقمة في بطن جائع خير من بناء الف جامع) طعنا في الدين مع ان المثل يقول(اللي يحتاجه البيت يحرم عالجامع) .اما الدين الذي يضمن للمجرم الذي يصوم يوم عرفة الغفران لجرائم السنة السابقةله وضمان اجرام منزوع الذنب لسنة تالية له فدين مطعون. واعتقد ان بناء المستشفيات والمدارس والمراكز الثقافية اقدس من بناء الجوامع.

الحج لا يغفر حقوق الناس ،،
بدر عبد اللطيف -

الحج لا يغفر حقوق الناس ، فقط حقوق الله على العباد يغفرها الله ، اما حقوق العباد من قتل وظلم وسرقة فلا يغفرها شيء ولو تعلق المسلم بأستار الكعبة ، اليس انفاق الاموال على الفقراء والمساكين و المحتاجين وبناء بيوت ومدارس و مستشفيات لهم افضل من الانفاق على حفلات سخيفة.

الإصرار على الحياة تحديا لكهنة الموت
كاميران محمود -

الحفلات الموسيقية والأنشطة والفعاليات الفكرية والثقافية عموما وبالذات في مصر ولبنان دليل على تشبث الجماهير التي تتابعها بانتزاع الحياة والبهجة من الظلام الذي يفرضه كهنته من خلال نموذج العيش داخل اكفانهم(الحضارية)التي تجرد البشرمن للعقل وللروح بعد أن اغتصب المسودة(كهنة الظلام الايراني)الحرية والمال والقرار في لبنان وبعد نفاق من مخلفات ااسلمة السبعينيات في مصر توغلوا وتغلغلواخلسة في الصحافة المقرؤة والمرئية والمسموعة وفي مؤسسات الدولة بعد ثورة٢٠١٣ في تكاتف وتلاحم مع الأزهر و ألسنتهم تقول لا الإخوان علنا و أعمالهم تحتضن برنامج الإخوان ويتفانون لتطبيقها.

المتنورون النور و بطون الجوعى
كتكوت -

اليس الاموال التي ينفقها اتباع الغرب من العلمانيين والملاحدة في مناسبة الغربيين مثل أعيادهم أعياد الميلاد و رأس الميلاد ، ومناسباتهم اولى بها بطون الجوعى والمحتاجين ،،

ربكم ستالين كان يعشق الموسيقى واهلك ملايين البشر ،،
بلال -

يا ملاحدة المشرق ، ربكم ستالين كان يعشق الموسيقى واهلك ملايين البشر ،، جوزيف ستالين كان محباً لعزف البيانو ويذكر أن ستالين قتل أكثر من 20 مليون شخص بسبب الإعدامات المباشرة والمجاعة ومراكز العمل القسري وعمليات التهجير ‏اعزفوا وغنوا فالذي يحب الموسيقى لا يمكن أن يكون شريراً، الموسيقى لا تصنع الحروب ،،

...
حدوقه -

يبدو ان الأزهر الشريف سبب لكم الغضب يا ملاحدة ، عقبال حريق الجحيم ، يا شتامين لئام جبناء ، لا تهربوا من نقطة البحث يا ملاحدة المشرق ، اليست الاموال المصروفة على الحفلات والمهرجانات والمواسم الثقافية ، اولى بها بطون الجوعى والمحتاجين للغذاء والكساء والدواء و التعليم والإيواء يا ملاحدة ،،؟

احترنا من وين نمشطك يا اقرع ،،
حدوقه -

اموال الحج وعمران المساجد اولى بها بطون الجوعى ، الحفلات التي ينفق عليها مليارات تقدم وتحضّر بهجة ،تصورات لا عقلانية وتعبير عن تنفيس عن احقاد سرطانية ،،من أوهمكم يا شتامين سبابين لئام يا ملاحدة المشرق انتم واخوانكم الكنسيين ، ان الإسلام ضد البهجة والفرح ؟!

....
حدوقه -

هؤلاء المطربين والمهرجين الذين درسوا في الأزهر وأخذهم الشيطان بعيداً ، منهم نظف الأزهر الشريف ، وربما تقابلتم معهم في قعر الجحيم ليبصق كل واحد منكم في وجه الاخر ، ، خلي الحفلات والبهجة تنفعكم ،،

يا اخي الموسيقى غذاء الروح .
كتكوت -

ملك بلجيكا الذي كان يقيم حفلات الموسيقى والمرح الملكية قام بإبادة عشرة ملايين إنسان في الكونغو ونهب ثرواتها ، واستخدم شعبها في السخرة لجمع المطاط واستخدم بتر اطراف المتمردين ذكور واناث من سن ست سنوات إلى الستين كعقاب ، عاشت الموسيقى غذاء الروح ، وعاشت الحضارة الغربية النموذج للعلمانيين والكنسيين والملاحدة الشرق اوسطيين،،