كتَّاب إيلاف

شعلة الانتفاضة والحرية: رواية ممرضة عن انتفاضة 2022

خطاب غلي رستكار خلال التظاهرة في نيويورك في 24 أيلول (سبتمبر) 2024
قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

نظم الإيرانيون الوطنيون وأنصار المقاومة الإيرانية، الثلاثاء، مظاهرة واسعة أمام مقر الأمم المتحدة في نيويورك احتجاجًا على قبول وحضور رئيس النظام الإيراني، مسعود بزشكيان، في اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة.

شارك الآلاف في هذه المظاهرة. وقد كان الهدف من تنظيمها "الاحتجاج على حضور بزشكيان في الأمم المتحدة بشعار: لا لحامل الرقم القياسي في المجازر وسجل الإعدامات، لا لرأس الأفعى الذي يشعل الحروب والبنك المركزي للإرهاب".

وجهت مريم رجوي، الرئيسة المنتخبة للمجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، رسالة إلى المتظاهرين قرأتها سونا صمصمامي، رئيسة مكتب المجلس الوطني للمقاومة في واشنطن. قالت رجوي في جزء من رسالتها للمتظاهرين: "إن تجمعكم الحماسي يضع الأمم المتحدة وحكومات الدول الأعضاء، وخاصة القوى الغربية، أمام هذا السؤال: ما الذي يفعله رئيس الإعدامات والمجازر في الأمم المتحدة؟".

كان المتظاهرون يرددون هتافات باللغتين الفارسية والإنجليزية: "اطردوا بزشكيان من الأمم المتحدة فورًا".

في بداية المظاهرة، قال أحد المنظمين: "بزشكيان هو ممثل لنظام الإرهاب، يديه ملطختان بالدماء. يجب طرد هذا النظام من الأمم المتحدة".

أحد المتحدثين الذين جذبوا انتباه المتظاهرين كانت غلي رستكار، التي غادرت إيران مؤخرًا بشجاعة كبيرة. ألقت خطابًا حماسيًا ونالت تشجيع الحاضرين عدة مرات.

هذه السيدة، التي كانت تعمل ممرضة في إيران، عرّفت نفسها خلال خطاب حماسي قائلة:

"أنا غلي، ولدت في زمن الثورة عام 1979. منذ شبابي كنت شاهدة على استبداد النظام المستولي على أرواح وممتلكات وحقوق شعبي. رأيت بعيني كيف أن انتهاكات حقوق الإنسان في إيران تحت حكم الملالي بلغت الذروة. القتل والاعتقال لأي شخص يهمس بكلمة الحرية والخلاص من الحكام الظالمين كان يؤلم روحي. رؤية أطفال الشوارع وحياة الناس في الأحياء الفقيرة والفقر الاقتصادي، وعلى رأس كل ذلك غياب الحرية، دفعتني إلى مقاومة الجلادين قدر استطاعتي".

وأضافت، وقد كانت بحكم وظيفتها شاهدة على القتلى والمصابين في انتفاضة مهسا أميني (سبتمبر 2022)، قائلة:

"لقد كنت شاهدة على أن الغاز المسيل للدموع والرصاص الحي من قوات الحرس لم يكن قادرًا على دفع الناس والشباب المتحمسين للتراجع. خلال هذه الانتفاضة رأيت التعاون المذهل بين الناس. كان الكثيرون يتركون أبواب منازلهم مفتوحة ليتسنى للمتظاهرين الاختباء من أعين عملاء النظام. وكان البعض يساعد الجرحى حتى لا يتم القبض عليهم وإرسالهم إلى السجون وغرف التعذيب. وأنا واحدة من هذه الأمثلة، ففي الأيام الأولى للانتفاضة، وبمساعدة عدد من الكوادر الطبية ودعم الشعب المحب للإنسانية، حولنا منزلًا في إحدى الشوارع المحيطة بميدان الثورة في طهران، الذي كان مركزًا نشطًا للانتفاضة، إلى مركز طبي صغير بإمكانيات محدودة. ضم هذا المركز الصغير طبيبًا عامًا، أخصائيًا في الأمراض المعدية، جراحًا، وعددًا من الممرضات. نحن الممرضات نظمنا أنفسنا بحيث يكون هناك ممرضة متواجدة طوال اليوم والليل. في هذا المنزل، كان كل شخص مسؤولًا عن جزء من المهام. كان البعض مسؤولًا عن توفير الإمدادات والأدوية والمعدات الطبية والمواد الغذائية. آخرون كانوا يجمعون التبرعات المالية لتمويل هذا المركز من خلال المساعدات الشعبية. أكبر تحدٍ واجهناه كان تأمين الأدوية، وكانت مهمة صعبة للغاية".

هذه الممرضة، التي شاركت بفعالية في الانتفاضة، تحدثت عن شجاعة ودور النساء في المظاهرات الميدانية، قائلة: "كنت أستمد الحافز من شجاعة النساء لمواصلة مهمتي. كان المتظاهرون يخططون بحنكة، حيث كانوا يتنقلون من حي إلى آخر لخداع قوات النظام".

وأضافت في جزء آخر من حديثها: "شعرت بأنه إلى جانب المساعدة الطبية، بإمكاني تقديم دعم آخر للمتظاهرين وتحمل المزيد من المسؤوليات. لذلك، بمساعدة بعض أصدقائي، تمكنا من العثور على مطبعة، وكان صاحبها مستعدًا لتحمل المخاطر ووافق على طباعة أول دفعة من صور السيدة مريم رجوي، التي كانت رمزًا للانتفاضة بالنسبة للمتظاهرين. عندما شرع فريقنا لأول مرة في توزيع صور مريم رجوي، كان واضحًا لنا أن اعتقالنا سيكون له عواقب وخيمة، ولذلك شعرنا بالخوف والقلق. لكننا تغلبنا على هذا الخوف ونجحنا في إتمام مهمتنا الأولى بنجاح. بعد ذلك، اكتسبنا المزيد من الحافز، وبمساعدة نفس المطبعة، قمنا بطباعة الخطة ذات العشر نقاط لرجوي، ثم وزعناها في الأحياء المختلفة بمساعدة الشباب الشجعان".

وفي ختام حديثها، قالت هذه الممرضة بحماس ومشاعر لا توصف: "يشرفني الآن أن أكون بينكم وأمام مقر الأمم المتحدة كشاهد رأى بأم عينيه وحدة وديناميكية الشعب الإيراني في الانتفاضة الوطنية لعام 2022، ولقد لمستُ كل الصعوبات والمعاناة بجسدي وروحي. أقول لمسعود بزشكيان وأسياده في طهران: لن تتمكنوا أبدًا من إخماد النار التي تشتعل في قلوب شباب إيران الواحد تلو الآخر. لن تستطيعوا أبدًا من خلال القمع والتهم والافتراءات وتشويه الحقائق، إثناء شباب ونساء إيران عن أهدافهم في الوصول إلى جمهورية ديمقراطية قائمة على فصل الدين عن الدولة. لن تتمكنوا أبدًا من وقف الدعم لرجوي وخطتها ذات العشر نقاط التي ترسم وتضمن مستقبلاً واعدًا وحماسيًا.

من هنا أوجه تحياتي إلى جميع معاقل الانتفاضة في أنحاء إيران. ستتحرر إيران بيد صانعي الانتفاضة وبالاعتماد على معاقل الانتفاضة. الثوار يصنعون النصر، ولا شك في ذلك."

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف