الحرب واستمرار الوهم العراقي!؟
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
خمسون عاماً من الحروب تعرض لها الشعب العراقي، وما زالت مآلاتها باقية حتى الآن. تركت آثارها السلبية من تشوهات نفسية وصراعات طائفية وعرقية ومناطقية وإثنية. كان يحتاج إلى أن يستعيد إنسانيته وروح التآخي وثقافة المواطنة، والتعرف على حريته ومعرفة حقوقه، أي أن يعيش مرحلة مراجعة وتنقية واستعادة التوازن، ثم مرحلة انتقالية مناسبة زمنياً وصارمة بمعالجات ثقافية ونفسية تقوم على مناهج علمية، والاستعانة بتجارب الشعوب التي عاشت ذات المراحل. وبعد تأهيله واستعادة إنسانيته، يمكن أن يمارس حقوقه باختيار نوع النظام السياسي المناسب لطبيعة المجتمع وتلويناته وحداثة التطور السياسي والتحولات الجارية في العالم بشكل متواصل.
الخطأ الاستراتيجي الذي ارتكبه الاحتلال الأميركي، والذي لاقى ترحيباً عراقياً، أنه استعجل إنبات الديمقراطية في أرض غير مستصلحة سياسياً واجتماعياً. لهذا جاء الناتج في نظام كليبتوقراطي "لصوصي" دكتاتوري بعنوان (ديمقراطي) وهمي ومضلل لقطاعات واسعة من جماهير مقادة لانتمائها العشائري والطائفي، وعقدها النفسية المتراكمة، وشهيتها المفتوحة للسلطة والانتقام من الآخر المنافس والشريك الوطني.
كانت البلاد بحاجة إلى تأسيس وعي سياسي وطني وحقيقي للشعب، بلا قداسة أو انغلاق مذهبي وعرقي، وليس حفلات الوهم والأكاذيب والتخلف وضياع الزمن والثروات بملاحقة كذبة "الديمقراطية"، المستثمرة كسلطة نافذة لمافيات سياسية واقتصادية محلية وخارجية.
إقرأ أيضاً: غزة لن تعود وإيران لا ترد ولن تحارب!؟
سنوات طوال استغرقنا في الوهم القومي وشعاراته الصاخبة، التي وضعتنا على حافات الانهيار جراء حروب صدام حسين وأحلامه القومية الشاذة في إمبراطورية ينتزعها بحروب مفتوحة على الزمن، حتى انتهت بسقوط نظامه تحت آلة الحرب الأميركية. تم تسليم العراق بمقدراته العظيمة وتاريخه الفاعل حضارياً إلى سلطة أحزاب إسلامية وقومية وأخرى هجينة تحت عناوين ديمقراطية ودستور ودولة مدنية. مفاهيم جديدة لشعب متعطش لها، لكنها لم تنحرف عن مضامينها وحسب، بل شكلت غطاءً لدكتاتورية غرائبية بانتماءات طائفية وعرقية ومذهبية وإثنية تعمل لتثبيت سلطاتها بمنهج المحاصصة سيئة الصيت، وبقوة السلاح والارتباطات الخارجية وصفقات فساد تجاوزت ما يحدث في العالم أجمع.
إقرأ أيضاً: العراق: أزمة تلد أخرى
التحول من النمط الدكتاتوري القومي الذي ساد قبل 2003، نحو النمط الدكتاتوري الطائفي والعنصري بعد 2003، كلا النمطين أو الطرازين اللذين قادا العراق نحو الخراب والتخلف والانهيارات الاجتماعية والأخلاقية والثقافية. انتهت فكرة بناء الدولة العراقية وفلسفة توجهاتها، وليس هذا فقط، بل صار النظام الحالي يتبنى ذات الأخطاء التي ارتكبها النظام السابق في الدخول على طريق خوض الحرب القائمة بين إسرائيل وحزب الله اللبناني، وذلك بمشاركة فصائل مسلحة عراقية ما فتئت تطلق الصواريخ على إسرائيل. في وقت يغيب فيه قرار الدولة الصريح في ابتعادها عن الحرب لعدم امتلاكها مقدرات الحرب من موارد مالية وبشرية، وكذلك لعدم تقدير إمكانيات الآخر (الإسرائيلي - الأميركي) وقدراتهما التدميرية الهائلة على عراق نصفه ما زال مهدماً.
التعليقات
هل من جديد
حسين -الاحظ ما يكتب من قبل العديد ، من السيدات والسادة كاتبي المقالات التحليلية عن العراق ، انهم يعيدون نفس المعلومات ، ولم ارى ما هو جديد والمتغير فيها ، المتغيرات في عموم العالم تجري بسرعة ، والسيدات والسادة يعيدون ويصقلون ويشوهون الصورة عن العراق ... المنطقة تشهد تطورات متسارعة ، منذ 7 اكتوبر 2023 ... هل كتبتم توقعا بما سيحدث وبما سيجري ومعللين الاسباب ولماذا ... ام اعادة الاسطوانه المكررة ، العراق لما بعد 2003 ، طائفية ومليشيات وايران سيطرت على العراق وهكذا .... لا اعرف هل يقرا البعض ما يكتب في الصحافة الدولية من مقالات وتحليلات بمختلف الاتجاهات ، ليلاحظوا التوقعات ... ام نحن اسيري عقم فكري
توفير الديمقراطية ممكن ولكن......
صالح -ارادوا ديمقراطية اخذوا ديمقراطية ولكن تطبيق الديمقراطية في مجتمع خارج من حروب دموية واقتصاد متخلخل حيث اشاع النظام الدموي الزائل الرشوة والمحسوبية والعشائرية والسرقة والنهب والترويع والتعذيب والسجون وتهجير بحجة اللانتماء الايراني وانفال للكورد و دام انتظار الكواسر من السراق والمجرمين للانقضاض على الفريسة ونحرت الفريسة وداسوا على النظام الديمقراطي بارجلهم لالتهام الفريسة
يبدو أن ثقتك بحسن نوايا الأمريكان كبيرة
ابن العراق -تقول جنابك (خطأ الاحتلال الأمريكي انه استعجل إنبات الديمقراطية في أرض غير مستصلحة سياسياً واجتماعياً) يا أستاذ أمريكا لم تأتِ لإنبات الديمقرتاطية في العراق ابداً، أمريكا قبل أن تدخل بغداد اعتمدت على تقارير من بريطانيا العجوز التي خبرت العراق بأنّ القضاء على البنية العسكرية والتحتية ووقف نمو العراق وحرمان المواطن العراقي من معظم الخدمات الأساسية وتغذية الفتنة الطائفية هذه الأمور هي الطريق لإدامة السيطرة على العراق وموارده بل وتحقيق الهدف القريب البعيد لدويلتهم اللقيطة والمعروف لدى الجميع "من النيل إلى الفرات" لذلك عمد بريمر السيء الصيت بتخطيط من أمريكا وكنتها بريطانيا بتلغيم الدستور العراقي وسَنّ المحاصصة وتكريس الإسفين الصهيوني في شماله وجذب بعض اللمم على دباباتهم لفرض حكومات شكلية تأخذ أوامرها من السفارة الأمريكية في بغداد ولا زالت أما الحرب الطائفية التي أشعلت أمريكا فتيلها بين السنة والشيعة فحدّث ولاحرج ثم يأتي بعضهم ويلوم بعض الفتية العراقيين الذين يوجهون ما لديهم من نيران على تواضعها لإسرائيل التي لايمكن أن تهدأ إلا بابتلاع بلدهم. والله ما أدري بماذا أجيب هؤلاء أقول: خلاص إنتهى الكلام!