كتَّاب إيلاف

ماذا تريد تركيا من العراق؟

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان خلال مؤتمر صحافي بإندونيسيا في 12 شباط (فبراير) 2025
قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

من الغباء، بل من أقصى درجات الغباء السياسي، أن تطلب تركيا من العراق محاربة مقاتلي حزب العمال الكردستاني. فتارة يأتي الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بنفسه إلى بغداد، وتارة يوفد وزير خارجيته ويلحقه برئيس مخابراته بغية إقناع القيادة العراقية بالتورط في حرب بالوكالة ضد الكردستاني.

عجيب أمر هذه الدولة وقادتها، دولة عضو في حلف الناتو ولديها ترسانة هائلة من الأسلحة، وجيشها يُعدّ أكبر جيوش الشرق الأوسط، تحارب تنظيماً منذ أكثر من أربعين سنة دون أن تنجح بإزاحته ولو قيد أنملة من معقله في جبال قنديل. دمرت هذه الدولة اقتصادها، وزرعت الكراهية بين الشعبين التركي والكردي، ومارست قيادتها شتى أساليب القمع والطغيان، وانتهجت كل أنواع السياسات الشوفينية، وزجت بعشرات الألوف من الكرد في السجون، وطردت عشرات القيادات الكردية والبرلمانية طوال العقود الأربعة الماضية. كل هذا ولم تتمكن من تحقيق ولو انتصار واحد في جميع حملاتها العسكرية ضد هذا الحزب؟!

إقرأ أيضاً: جدران صيدنايا

لم يبق أمام القيادة التركية غير اللجوء إلى الحكومة العراقية، عسى ولعلّ تتمكن من إقناعها بخوض حرب لا ناقة لها فيها ولا جمل، ومن أجل ماذا؟ لا شيء!

تصورت قيادة تركيا أنها قادرة على جرّ القيادة العراقية إلى هذا المستنقع القذر، مثلما فعلت مع طرف كردي خانع وذليل، ناسية أنَّ القيادة العراقية استخلصت عبراً ودروساً مريرة من الحروب التي خاضها النظام السابق أيضاً من أجل لا شيء! وتناست أنَّ الشعب العراقي ملّ وشبع من الحروب، فهل يقبل أن يخوض هذه المرة حرباً بالوكالة من أجل دولة أخرى؟

الغريب أن أردوغان ورهطه، الذين يحاولون خداع الشعب الكردي من خلال تسويق شعار السلام والتصالح في الداخل، يعملون اليوم بأقصى جهد لإقناع العراق بالاصطفاف إلى جانبهم ودفعه للحرب بالوكالة، وفي الطرف الآخر يحاول إقناع القيادة الجديدة في سوريا بشن حرب مماثلة ضد مقاتلي (قسد)، وهم ركن من أركان الاستقرار في سوريا.

إقرأ أيضاً: إسرائيل والمقاومة

هذه الألاعيب السياسية باتت مكشوفة تماماً ولن تنطلي على القيادة العراقية، فليس من مصلحة العراق أبداً أن يدخل في حرب ضد العمال الكردستاني، ولا من مصلحته أيضاً أن يثير عداء الشعب الكردي. وعلى أردوغان ورهطه أن يحلّ مشكلته في الداخل، وليس على أرض العراق وبدماء العراقيين.

لقد مللنا الموت، دعونا نعيش.. والسلام.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
يا مستر شيراز شيخاني -- .. الهدف ليس القضاءعلى حزب العمال ،، ولو ارادو لفعلوا ،،
عدنان احسان- امريكا -

حزب العمال - منذ اعتقال - المناضل عبد الله اوجلان الذي اراد - النضال الديمقراطي السلمي والتخلي عن الكفاح المسلح -- اعتقلوه - وقام الموساد - بدعم الاتراك في عمليه الاعتقال - وتحول حزب العمال اليوم لمليشيات ومرتزقه للقوات الامريكيه يعني مثلهم مثل - خماش بغزه ، لم تنته مهمتهم والا من يقضى على حزب الله - ومرتزقه فاغنــــر قادر ان يصفي اي تنظيم مليشاوي يعني بالملخص المفيد - عن اي حزب عمال تتحدث .. ؟!!!وعبد الله اوجلان دفع ثمن مواقفه عندما ارد ان يتحول - من مليشيا الى حزب - ببرنامج سياسي سيناضل من اجل كل تركيا وليس الاكراد فقط ، .. واردوغان معروف من هو - ومن اوصله للسلطه ومن يحافط على دوره ،وبحاجته

العدو الحقيقي
زبير زاندا -

كل شئ صحيح ،بس لاتعادي الديمقراطي الكوردستاني،اعتقد انهم يعرفون ان اردغان الد اعداء الشعب الكوردي...وهو العدو الحقيقي.

الكيل بكيالين
ahmed -

اذا كان هنالك طرف كردي خانع لتركيا، فهنالك طرف كردي اخر خانع لأيران. كفاكم مزايدات.

تركية والتتر
بنيامين م. بنيامين -

ماذا يخطط الساسة الأتراك؟ أيريدون إستعادة أمجاد أجدادهم المغول؟ ألا يميزون بأن جذورهم ليست من منطقة الشرق الأوسط وإنهم غرباء عنها, إضافة الى تصرفاتهم البربرية بحق شعوب المنطقة. بقية الحديث يتبع مستقبلاً

أرجو من الله أن لا يخرج حكومة أردوغان والقيادة التركية من هذا الرهاب الكردي.
Gevan -

بشار الأسد كان شخصاً رخيصاً وارتكب كل الجرائم بحق الدولة السورية وحق السوريين، كان يتصرف كا زعيم عصابه وليس ك رئيس دوله في سوريا لأنه لا يوجد قانون ولا برلمان ولا أي شيء، وحتى قبل أن يكون شخصاً مذلولاً، شحنه الروس ككيس بطاطا إلى قاعدة حميميم، وشحنه الإيرانيون ككيس بطاطا إلى طهران، بمعنى آخر كان شخصاً رخيصاً، لكني لن أرى شخصاً أرخص من بشار الأسد إلا الرئيس التركي والحكومة التركية، فهم رخيصون إلى أبعد الحدود، يمارسون الإرهاب بكل أشكاله ضد الشعب الكردي ومستعدون لفعل كل شيء وكل شيء لدفن الهوية الكردية في كل بقعة على وجه الأرض، وهو شخص رخيص يلجأ إلى أشياء رخيصة ويستخدم أساليب رخيصة لدفن الهوية الكردية، ويبدو أن القيادة التركية مصابة بفوبيا الأكراد ولن تتخلص منها، وفي الختام فإن أرخص شخص وأرخص رئيس وحكومة في دول العالم هي حكومة أردوغان والقيادة التركية. وأرجو من الله أن لا يخرج حكومة أردوغان والقيادة التركية من هذا الرهاب الكردي.