كوالالمبور: شواطئ تتناسل

"إيلاف" في رحلة إلى عالم الإثارة والليل في تايلاند (6-6)
صراع خفي مع كوالالمبور وشواطئ تتناسل!

سائحات على شاطئ تايلاند عبدالله المغلوث من بانكوك: ربما يعود الأميركي ماك أندوير (57 عاماً) إلى الولايات المتحدة الأميركية وفي فمه فتاة تايلاندية، يقول أندوير لـ "إيلاف" في مطار بانكوك قبل أن يغادر إلى بلاده أن التزاماته العملية العديدة في لوس انجلوس بكالفورنيا(غرب) ساهمت في انصرافه عن مواعدة ولقاء نساء في موطنه الأصلي لكنه استطاع خلال الستة عشر يوماً التي قضاها في تايلاند أن يكوّن صداقات مع فتيات تايلانديات . وأشار ماك أنه لم يأتِ إلى تايلاند مدفوعاً بغريزة الجنس بل بسبب إشباع الفراغ العاطفي الذي لم يشعر به إلا بعد أن تقدم في السن وأصبح من الصعب عليه سؤال إمرأة لمشاهدة فيلم معها في صالة السينما.

وقبل أن يعلن المذيع الداخلي لمطار بانكوك الدولي عن موعد اقلاع الرحلة التي تقل اندوير، أخرج من محفظته قائمة طويلة لمواقع سياحية في بانكوك طلب أن نشيعها ونروج لها أمام الأصدقاء والأحبة، مبرراً:"حتى تزدهر تايلاند أكثر ونمنحها ابتسامة يسيرة كالتي طبعتها على ملامحنا".
ويساهم قطاع السياحة في دفع عجلة الاقتصاد التايلاندي، حيث بلغ عدد السياح في 2003 حوالي 14.5 مليون شخص، بزيادة قدرها 8.2 %عن عام 2002، وعاد انخفض الى 9 مليون في عام 2005 بسبب آثار تسونامي، ومن المرجح أن يترواح عدد السياح لهذا العام بين 11-12 مليون حسب مركز القياس في وزارة السياحة التايلاندية.
وتشتهر تايلاند بعده مواقع أثرية كـ"قصر غراند بالاس"، وهو مجمع معابد وبنايات تاريخية، كان السكن الرسمي لملك تايلاند من القرن الثامن عشر إلى أوائل القرن العشرين، وبدأ البناء في القصر عام 1782 أثناء عهد "راما"، يجلس القصر على نهر"تشو فاريا"، ومعظم أجزاء القصر محمية من بواسطة حائط دفاعي يبلغ طوله 1900متر يحيط بمساحة 218400 متر مربع، فضلا عن قناة حفرت للأغراض الدفاعية تجعل القصر نائما على جزيرة معروفة باسم "راتاناكوسين". ومن أبرز المعابد المتوفرة في القصر، معبد "فارا كاوي" الذي يحتوي على البوذا الزمردي، ومعبد "تشاكري ماهابراساد" المتأثر بأسلوب عصر النهضة الإيطالي.
تايلاندية في مصنع للكاجو وبمحاذاة مجمع المعابد يبدو قصر الضيافة الذي يستضيف زوار الملك والمملكة، وبإمكانك التجول في حديقته الرحبة والتقاط الصور التذكارية في أنحائها متى ما مالم يكن مغلقا اثر وجود ضيف.
ومايميز تايلاند أيضاً مدارس الحيوانات التي تنتشر في أنحاء العاصمة، فمن خلال زيارة واحدة لها ستستطيع أن تكتشف جوانب للحيوانات لم تعهدها.
ففي مدرسة القرود ستشاهد القرد وهو يقذف الكرة إلى السلة بمهارة لايتقنها الكثير من البشر، ويكتب الأرقام ويرسم.
وفي مدرسة الفيلة، ستتاح لك بالإضافة الى ركوب الفيل بسعر زهيد لا يتجاوز دولار أميركي، أن تشاهده وهو يرقص ويصافح الزوار بخرطومه ويقف على قدمين.
وبالإضافة الى المأكولات البحرية الطازجة التي ستتذوقها في تايلاند بأسعار رخيصة جدا بإمكانك أن تجد كل ماتشتهيه من مأكولات سواء عربية أو أميركية أو ايطالية أو مكسيكية، فضلا عن المقاهي الأوروبية والأميركية "كستار باكس".
وكذلك الفواكه، ففي تايلاند سترتبط بعلاقة غرامية بالأناناس، فنكهته مختلفة عن التي تعرفها، فمذاقه يجمع المانجو بالأناناس.
وحتى تحرز نجاحا حقيقيا في رحلتك يجب عليك أن تذهب إلى مصنع "سري بهرافي" في بوكيت، جنوب تايلاند، الذي يقدم لك أصناف جديدة من الكاجو، كالكاجو بالسمسم، والكاجو مع العسل، والكاجو بالبهارات، ولاتنسى أن تحصل على علبتين من كل نوع قبل أن تغادر المصنع لتهديها إلى أقاربك وأصدقائك الذين ستتيح لهم فرصة تذوق الكاجو الجديد.
ما يجب أن تعرفه قبل أن تصعد الطائرة متجها إلى تايلاند هو أنك ستجد صعوبة بالغة في التعامل مع المواطنين التايلانديين الذين لا يجيدون الانكليزية بطلاقة لذلك عليك أن تحاول حجز الفنادق التي تنوي الإقامة فيها والرحلات السياحية التي تعتزم القيام بها قبل وصولك تحسبا لأي صعوبات ربما تتعرض لها.
وبدأت أخيرا تايلاند في مزاحمة جارتها ماليزيا في جذب العوائل الخليجية بعد أن اصبحت الأخيرة دولة خليجية في الصيف من شدة توافد العوائل الخليجية إليها مما يحرم العوائل من الخصوصية التي ينشدونها.
وتتميز تايلاند في أنها تلد شواطئ وجزر جديدة كل أسبوع، تقول وزارة السياحة التايلاندية في بيان لها الشهر الماضي، أن الوزارة ستبدأ في تدشين رحلات سياحية الى 6 جزر صغيرة تم اكتشافها خلال العام الماضي.

مملكة سيام: حقائق وأرقام

مسلمات في جنوب تايلاند وتقع تايلاند جنوب شرقي آسيا، تحدها كل من لاوس و كمبوديا من الشرق، خليج تايلاند وماليزيا من الجنوب، وبحر أندمان وميانمار من الغرب. تعرف تايلند باسم "سيام" أيضا، وقد كان اسم البلاد الرسمي حتى تاريخ 11 مايو 1949. وتعني كلمة "تاي" الحر في اللغة التايلندية. اشتق من نفس اللفظ (تاي) الكلمة التي تطلق على السكان أي التايلنديون، وتستعمل بعض الأقليات المتواجدة في البلاد كلمة سياميون عند الإشارة إلى سكان البلاد.

ترتبط الأصول التاريخية للبلاد، بتاريخ مملكة "سوكوتاي" التي تأسست عام 1238، حلت مملكة "أيوتايا" محلها منذ منتصف القرن الـ14 للميلاد، ووسعت من رقعتها لتشمل العديد من المناطق المجاورة. كان للثقافتين الصينية والهندية تأثير بالغ على البلاد. بدأ الأوروبيين يتوافدون منذ القرن الـ16 ، إلا أنه ورغم الضغط التي مارسه هؤلاء فقد بقيت تايلاند البلد الوحيد في جنوب شرقي آسيا الذي لم تستولِ عليه القوى الأوروبية. في القرن الـ19 وأمام التهديدات المتواصلة التي كان يشكلها الأوروبيين ومع بداية تغلغل الثقافة التي جلبها معهم، تم الشروع في عملية الإصلاحات، كما قدمت بعض التنازلات لصالح القوات البريطانية، مما حدى بالبعض إلى إدراج تايلاند في قائمة مستعمرات التاج البريطاني، رغم أن سيطرة هؤلاء كانت محدودة.
اندلعت ثورة دموية عام 1932 أدت إلى قيام ملكية دستورية. كانت البلاد تعرف باسم "سيام"، ثم غيرت اسمها إلى تايلاند مرة أولى سنة 1939 ، ثم مرة ثانية منذ 1949 ، بعد أن كانت قد عادت إلى اسمها القديم بعد نهاية الحرب العالمية الثانية. عقدت البلاد تحالف هشا مع اليابان أثناء الحرب، إلا أنها سرعان ما أعادت حساباتها وأصبحت حليفا قويا للولايات المتحدة الأميركية. عايشت تايلاند أثناء تاريخها المعاصر العديد من الانقلابات العسكرية، ثم أخذت ومنذ الثمانينيات تتقدم بخطى ثابتة نحو ترسيخ المؤسسات الديمقراطية.
في يوم 26 كانون الأول( ديسمبر) 2004 وفي أعقاب حدوث هزة أرضية كبيرة المحيط الهندي، اجتاحت موجة تسونامي بلغ ارتفاعها عشرة (10) أمتار السواحل الغربية للبلاد، أحصت الحكومة التايلندية ما لا يقل عن 5,000 ضحية، نصفهم من السياح الأجانب.
تعتبر صلاحيات الملك الرسمي للبلاد محدودة، ويعود ذلك إلى الدستور الذي تم إقراره. بالإضافة إلى دوره السياسي يعتبر الملك حامي البوذية في تايلاند، ورمزا للوحدة الوطنية. يحظى الملك الحالي بشعبية كبيرة ويملك سلطة روحية قوية، يستعملها في أحيانا عند حدوث أزمات سياسية كبيرة. رئيس الوزراء هو رئيس السلطة التنفيذية، يعينه الملك من بين أعضاء الغرفة الثانية للبرلمان، وغالبا ما يكون زعيما للحزب الذي يمكن أن يشكل أغلبية في الحكومة الائتلافية المتشكلة.

المجلس الوطني في تايلاند هو برلمان ذو غرفتين تشريعيتين ويسمى بالمحلية "راتاسافا" ويتألف من مجلس النواب، وعدد مقاعده 500 مقعد، ثم مجلس الشيوخ ، وعدد أعضائه 200. يتم انتخاب أعضاء الغرفتين عن طريق الاقتراع العام. يشغل كل نائب من مجلس النواب مقعده لمدة أربع سنوات، فيما تدوم عهدة أعضاء مجلس الشيوخ ست سنوات. المحكمة العليا هي أعلى هيئة قضائية في البلاد، يقوم الملك بتعيين قضاتها. تايلاند عضو فعال في "جمعية بلدان جنوب شرقي آسيا" الإقليمية.
وتنقسم تايلاد إلى 76 محافظة، وتتجمع في خمس مجموعات. تنقسم كل محافظة بدورها إلى أحياء.

الرجل الطائر في غراند بالاس تضم تايلند العديد من المناطق ذات التضاريس المتباينة، وقد أوجدت التقسيمات الإدارية تبعا لذلك. تغلب التضاريس الجبلية على شمال البلاد، وتتواجد فيه أعلى قمة في البلاد: "دوي إنتانون" ويبلغ ارتفاعها 2,576 مترا. تتواجد هضبة "كورات" في شمالي شرق البلاد، ويحدها من الشرق نهر "ميكونغ". يمتد واد "تشاو فرايا" في وسط البلاد، ويواصل مجراه إلى أن يصب في خليج تايلاند. في الجنوب يقع مضيق "كرا إيستموس" والذي يطل على شبه الجزيرة الماليزية.

المناخ في تايلاند استوائي وتميزه الرياح الموسمية. يسود جو ماطر، حار وغائم عندما تهب الرياح الجنوب شرقية في الفترة من منتصفأيار (مايو) إلى شهرأيلول( سبتمبر). ثم تهب رياح شمالية شرقية حاملة معها جوا رطبا في الفترة من نوفمبر إلى منتصف مارس. من أهم المدن في البلد العاصمة بانكوك بالإضافة إلى ناكون، راتشاسيما وساوان.

عرفت البلاد أعلى معدلات النمو في العالم بين سنوات 1985-1995 ، استقر أثنائها على حوالي 9 % سنويا. في عام 1997 أدت زيادة المضاربة بالعملة التايلاندية"البات" إلى أزمة كشفت هشاشة بعض القطاعات المالية ودفعت بالحكومة إلى تعويم العملة. بعد أن ظل سعرها متعلقا بالدولار حتى 1998 ، بلغ البات أدنى مستوياته سنة 1988 عندما هبط إلى 56 نقطة، انكمش الاقتصاد بـ10.2 % في نفس السنة. انتقلت الأزمة الاقتصادية إلى كامل بلدان جنوبي شرق آسيا.

تهيمن اثنتين من العرقيات، "تاي" و"لاو" على التركيبة العرقية للبلاد، ويتمركز أفراد هذه الأخيرة في مناطق "إسيان" الشمالي شرقية ويشكلون حوالي ثلث السكان في البلاد. تتواجد مجموعات مهمة من التايلانديين من أصول صينية، كان لها دور كبير في تاريخ اقتصاد البلاد. من بين العرقيات الأخرى هناك: الماليزيون في الجنوب، قوميات مون و خمير والعديد من القبائل البدائية في أنحاء متفرقة.

يبلغ عدد سكان تايلاند 62,354,402 نسمة يعتنق حوالي 95 % منهم الديانة البوذية، وهم على مذهب تيرافادا، ينتشر المسلمون في مناطق الجنوب، بالإضافة ذلك تتواجد بعض الجماعات المسيحية الصغيرة وبعض الهندوس.

التايلاندية هي لغة البلاد الرسمية، ولها حروف أبجدية خاصة، إلا أن الأقليات المختلفة تملك كل واحدة منها لهجتها الخاصة، ومن أهمها لهجتي لاو وخمير. رغم تدريس اللغة الإنكليزية في المدارس بشكل واسع، يبقى تداولها وإتقانها محدودا جدا بين أوساط الشعب التايلاندي.

تعد "الملاكمة التايلاندية" حسب موسوعة ويكبيديا الرياضة الأكثر شعبية في البلاد. وهي من الرياضات الأصيلة المحلية، منذ التسعينيات ذاع صيتها عبر العالم. نظرا لتشابه العادات والتقاليد، يمكن العثور على فنون قتالية مشابه في البلدان المجاورة. يرجع التقويم الرسمي في تايلاند إلى الفترة التي عرفت دخول البوذية إلى البلاد، ويتقدم هذا التقويم بـ543 سنة عن التقويم الميلادي. فسنة 2000 للميلاد مثلا، توافق سنة 2543 حسب التقويم البوذي.

الحلقة الأولى: فتيات بأقل من 10 دولارات

الحلقة الثانية: قُبل محظورة

الحلقة الثالثة: مثليون ومثليات

الحلقة الرابعة: تايلانديون يبحثون عن آبائهم السعوديين

الحلقة الخامسة: لصوص خليجيون في بانكوك