عون ربح 20 نائباً وخسر الزعامة
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
قراءة في نتائج الإنتخابات التشريعية اللبنانية -1-
عون ربح 20 نائباً وخسر الزعامة
إيلي الحاج من بيروت: تلقى جمهور النائب الجنرال ميشال عون نتائج الإنتخابات النيابية باستياء وغضب، بدل الإبتهاج بالفوز في دوائر جبيل وكسروان وبعبدا وجزين حيث حصدت لوائح "التيار" 20 نائباً، يضاف إليهم ثلاثة لحليف "الجنرال" الوزير السابق سليمان فرنجية، وربما نائب حزب "الطاشناق" الأرمني والنائب الماروني عضو لائحة "حزب الله" في دائرة بعلبك - الهرمل، ليصبح عدد أعضاء التكتل الذي يترأسه عون 26 نائباً. ذلك أن هذا الجمهور كان موعوداً بانتصار كبير رسمه زعيمه بحديثه المتكرر عن ترؤسه بعد الإنتخابات كتلة كبيرة من 35 نائباً.
يصب العونيون غالباً غضبهم حيال هذه النتائج على من يصفونهم بـ "أصحاب اللحى"، قاصدين خصوصا البطريرك الماروني نصرالله صفير ومتروبوليت بيروت للروم الأرثوذكس المطران الياس عودة، لمواقفهما التي حملت كثيرين من المسيحيين على الإنفضاض عن عون في بيروت والجبل والشمال والبقاع، وهم وفي المقابل يلهجون بالثناء على الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله الذي أسعف حليفه الجنرال بكتل من الأصوات في كل قضاء- باستثناء كسروان حيث جاءت النتائج متقاربة- أصوات ثمينة مكنت عون من الفوز على خصومه، لا سيما في جبيل حيث ربح ثلاثة مقاعد بنيله نحو 11 ألفا من أصوات الشيعة، وفي المتن الشمالي حيث فاز بخمسة مقاعد بأكثر من 3000 صوت شكلت مع نحو 11500 صوت من حزب "الطاشناق" الأرمني حاجزا واقيا ضد الإقتراع الكثيف الذي واجهه في أقلام اقتراع المسيحيين "العرب" ( تمييزاً عن المسيحيين اللبنانيين الأرمن)، وكذلك في بعبدا حيث صب "حزب الله" لمصلحة حليفه 21 ألفا و700 من أصوات الشيعة ليعادل بهم موجة عالية من تصويت المسيحيين ضده قدرت بنحو 55 في المئة. والأمر نفسه ينطبق على جزين حيث خوله نحو 4000 صوت من "حزب الله" أن يتفوق على خصومه ويربح مقاعد القضاء الثلاثة.
أوباما: الإنتخابات في لبنان ستقود البلاد الى الاستقلال والاستقرار
عودة المزاج الماروني إلى زمن الحيرة
شائعات جزينية تلهب نار العلاقة بين بري وعون
ربح الجنرال عون 20 مقعداً لكنه خسر في المقابل معركة إثبات نفسه الزعيم الأكبر بل الأوحد لمسيحيي لبنان وفق ما يضمر كلامه. فمع نتائج الإنتخابات في الدوائر شبه الصافية مسيحياً حيث خسر صهره جبران باسيل في دائرة البترون ونائبه الجنرال الآخر عصام أبو جمرة في الأشرفية بفارق واسع، في موازاة حاجة عون هو في كل مكان إلى دعم شيعي أو أرمني ليربح في وجه الغالبية من أفراد طائفته. سقطت مقولة تمثيل الرجل 70 في المئة من المسيحيين التي لطالما تباهى بها. وحتى في كسروان كانت النتائج متقاربة بين اللائحة التي ترأسها واللائحة المنافسة لها فلم يتجاوز الفارق بينهما الألفي صوت.
كان عون بنى نظرية متكاملة وروج لها مدى سنوات عن الحضور السياسي لخصومه المسيحيين، مختصرها أنهم يستمدون وجودهم من الدعم الذي يقدمه لهم حلفاؤهم. في هذه الإنتخابات لم يكن في وضع أفضل من الذي كان ينتقده عند غيره.
مع هذه النتائج يمكن التوقع مسبقاً أن الجنرال عون أسير لمواقف "حزب الله" أكثر من السابق، ويصعب تصوّر أنه سيعيد النظر في مساراته فيخفف من غلوائه في معاداة رموز بيئته بدءاً بالبطريرك والذهاب بعيدا في "صدم" الرأي العام الذي يتنفس هو من خلاله.
والأهم أنها قد تكون مناسبة ليعيد النظر في الرهانات الحسابية الخاطئة. فحتى ظهر الأحد الذي جرى فيه الإنتخاب الفرعي في المتن عام 2008 ورشح فيه عونيا ضد الرئيس أمين الجميّل، كانت ماكينة عون وأنصاره يشيعون أن الفارق سيكون ثمانية آلاف صوت، لا بل عشرة آلاف، وفي النتيجة تبين أنه 400 صوت، وثبت أنه كانت ثمة 1500 بطاقة غير صحيحة استخدمها حزب الطاشناق الذي أنجد حليفه تلك المرة أيضا ب 9500 صوت.
وبالأمس كانت الدعاية الإنتخابية العونية تخدع الآخرين ربما بتشييع أخبار الفوز الأكيد ب 35 مقعدا، مع أن استحالة ذلك كانت بادية للعيان. ولكن بدا أن من استخدم الإحصاءات لشن حرب نفسية على خصومه صدقها هو نفسه وأقنع بها حلفاؤه. وإلاما مبرر هذه الصدمة التي تنتابهم؟
أنصار التيار الوطني الحر قبل صدور النتائج الاولية للماكينات الانتخابية - أمس