لبنان

سيزر لإيلاف: النتائج لم تغير جوهر الأوضاع في لبنان

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

إسرائيل:العبرة في سلوك الحكومة اللبنانية وليس في النتائج فقط
البروفيسور ايال سيزر لـ"إيلاف": النتائج لم تغير جوهر الأوضاع في لبنان

عون ربح 20 نائباً وخسر الزعامة

نصرالله يعلن قبوله فوز قوى 14 آذار في الإنتخابات اللبنانية

الضاحية الجنوبية لبيروت مصدومة

أسماء النواب في البرلمان اللبناني : 71 للموالاة و57 للمعارضة

نضال وتد من تل أبيب: تبدو إسرائيل الرسمية، وخلافا للتصريحات العلنية التي رحبت بفوز "معسكر الاعتدال" في لبنان، غير مقتنعة بإرادة الناخب اللبناني وقراره، فهي تصر، سواء عبر تصريحات مسؤوليها الرسميين، أم عبر ما خطه وقاله المحللون للشؤون اللبنانية، أن العبرة ليست في نتائج الانتخابات الرسمية، ولا في الفوز الذي حققته كتلة المستقبل، ومجموعة 14 آذار في الانتخابات النيابية، فهي، أي إسرائيل، ترى أن شيئا لم يتغير في جوهر الأوضاع السائدة في لبنان، من حيث ميزان القوى، ومدى نفوذ وتأثير حزب الله على مجريات الأمور في لبنان. ويرتبط هذا بالتحذيرات التي أطلقها قبيل الانتخابات وزير الأمن الإسرائيلي، ومصادر سياسية إسرائيلية، التي اعتبرت أن فوز حزب الله سيحرر إسرائيل من أية قيود في حال وقعت مواجهة بين إسرائيل ولبنان، حيث ستكون كل الأهداف شرعية ومستباحة، كما أن صحيفة "يسرائيل هيوم"، كانت كشفت قبل يومين أن تل أبيب طالبت الولايات المتحدة بوقف الدعم المالي للبنان في حال فوز حزب الله في الانتخابات.

انصار قوى 8 آذار يحتفلون بالفوز قبل اعلان النتائج

ويبدو أن الخطاب الإسرائيلي المقبل بالنسبة لكل ما يتعلق بلبنان ونتائج الانتخابات الديمقراطية، سيرتكز على حقيقة أن حزب الله لا يزال مؤثرا وفاعلا في السياسة الداخلية اللبنانية، وليس واضحا ما إذا كانت إسرائيل ستحاول عبر الولايات المتحدة ممارسة ضغوط على قوى 14 آذار لاستبعاد حزب الله من الحكم، فهي ترى أن حزب الله في الحكومة، ولو في خانة أقلية سيكون شرعيا على الحلبة الدولية، ولن يكون من السهل مواجهته، بل سيكون من الصعب على نحو بارز محاربة شرعيته الديمقراطية، في اختراق الحصار والوصول إلى الساحة الدولية ممثلا بوزراء في الحكومة اللبنانية المنتخبة شرعيا.

أيال زيسر: النتائج لم تغير جوهر الأوضاع في لبنان

اعتبر البروفيسور أيال زيسر، رئيس معهد موشيه ديان لدراسات الشرق الأوسط التابع لجامعة تل أبيب، في حديث خاص مع إيلاف، أن نتائج الانتخابات لا تغير جوهريا الوضع السائد في لبنان، فلبنان ظل دولة محكومة بالخلافات الداخلية والانقسامات الطائفية، وبوجود معسكرين رئيسيين هما المعسكر السني والدرزي مقابل الشيعي والماروني، وقد كان هذا الانقسام حاصل قبل الانتخابات وبعدها.

وقال زيسر: " إنه على الرغم من أن حزب الله وسوريا وإيران قد تلقوا، من الناحية الرمزية ضربة، لكن ذلك يبقى رمزيا وبمثابة رسالة للمنطقة، وبمقدور كل طرف من المعتدلين، السعودية ومصر وآخرين أن يكونوا راضين عن هذه النتائج، لكن ذلك لا يغير في وضع لبنان، وحتى لو كان حزب الله هو الفائز في هذه الانتخابات، فالانقسامات والخلافات ستظل على ما هي عليه".

..وأنصار قوى 14 آذار بعد اعلان النتائج

وأضاف سيزر ردا على سؤال حول انعكاسات نتائج الانتخابات ودلالاتها في سياق العلاقات الإقليمية، وفي سياق سياسة أوباما، أن النتائج الرسمية ستساعد بدون شك السياسة الأميركية ومحور المعتدلين في المنطقة، أما في لبنان فإن ذلك منوط بسلوك اللبنانيين، فإذا تحصن كل طرف في قطاعه وإقليمه فإن الاستقرار الداخلي سيهتز سريعا، أما إذا عملوا معا فسيصمد الاستقرار الداخلي.

وقال سيزر إن ما يريده حزب الله، هو في الواقع تغيير جوهر الجهاز اللبناني الانتخابي وطريقة الانتخابات، فقد فاز حزب الله بأصوات كثيرة، لكن ذلك لم يترجم إلى مقاعد في البرلمان، لأن الانتخابات اللبنانية مبنية وفق مفتاح طائفي وإقليمي، أي أن النتائج من حيث تقسيم المقاعد في البرلمان، ستظل في نهاية المطاف وفق التقسيم الحالي محكومة بالمفتاح الطائفي، وما يريده حزب الله هو ترجمة الأصوات إلى مقاعد، والانتقال لطريقة انتخابات قطرية ونسبية، تقسم فيها المقاعد وفق قاعدة نسبية وبحسب إجمالي الأصوات، لكن أحدا في لبنان لن يقبل بهذا الطرح والمطلب، لأنه يعني إشعال الحرب.

وقال سيزر إنه من الناحية المبدئية، فقد تلقى "محور الممانعة" ممثلا بسوريا وإيران ضربة، لكنها تبقى ضربة رمزية لن تعني بالضرورة إضعاف وأفول قوة وتأثير إيران وسوريا في لبنان. أما ما يتعلق بإسرائيل فمن الواضح أن هذه النتائج وفرت على إسرائيل "وجع رأس"، وبالتالي فإن إسرائيل راضية عن هذه النتائج، فالأمر مثله مثل المفاضلة بين حماس وأبو مازن، وواضح أن إسرائيل تفضل التعامل مع أبو مازن، وبالتالي فإنني أرى في إسرائيل، أينما تطلعت ارتياحا من هذه النتائج، لافتا إلى أنه لا يعتقد بأن خطاب الرئيس أوباما كان له أثر في حسم قرار الناخب اللبناني، فالناخب اللبناني يصوت في نهاية المطاف وفق انتمائه الطائفي ومصالح طائفته.

بيرس وبراك: العبرة في سلوك وتوجهات الحكومة اللبنانية

وترجمة لتقديرات البروفيسور أيال سيزر، فقد كان كل من الرئيس الإسرائيلي شمعون بيرس، ووزير الأمن إيهود براك، عقبا على نتائج الانتخابات وفوز فريق 14آذار بالقول إن النتائج لم تؤدي لتغيير حقيقي في لبنان، فقد قال شمعون بيرس في هذا السياق:" إنه على الرغم من خسارة حزب الله إلا أنه لا يزال دولة داخل دولة". أما إيهود براك فأعلن أمام أعضاء كتلة حزبه في الكنيست أن انتصار المعسكر المعتدل في لبنان هو إشارة إيجابية، ولكن ومع ذلك يجب أن نرى كيف ستدار الحكومة الجديدة. سنتابع تتابع التطورات في لبنان، وسنحدد موقفنا تبعا لسياسة وسلوك الحكومة اللبنانية الجديدة.

وعلى نفس الخطى أعلن بيان رسمي للخارجية الإسرائيلية أن "إسرائيل تتابع باهتمام، كباقي دول المنطقة والمجتمع الدولي، التطورات السياسية في لبنان. على كل حكومة جديدة تشكل في بيروت أن تهتم بألا يشكل لبنان قاعدة للعنف الموجه ضد إسرائيل وضد الإسرائيليين".

وأضاف البيان أنه :" على الحكومة اللبنانية العمل لتعزيز الأمن والاستقرار في مناطقها، ووقف تهريب السلاح، وتطبيق قرارات مجلس الأمن وفي مقدمتها القرار 1701. إسرائيل تعتبر حكومة لبنان مسؤولية عن كل عملية عسكرية وغيرها تخرج من أراضيها".

ميشال عون الحليف الماروني لحزب الله

بن يشاي: حزب الله بات أكثر خطورة

في المقابل كان المحلل العسكري ليديعوت أحرونوت، رون بن يشاي أكثر وضوحا وحدة في تحليله ورؤيته لنتائج الانتخابات، فاعتبر أن نصر الله بات أكثر خطرا فهو أصبح كالنمر الجريح.

وذهب بن يشاي إلى القول إن نتائج الانتخابات وتصويت اللبنانيين بهذه الطريقة كان ناجما بالأساس عن خوفهم، وليس بسبب أمل ما. فاللبنانيون، ومن كافة الطوائف باستثناء الشيعة منحوا أصواتهم لمعسكر الحريري بغية منع الشيعة من أن يصبحوا العامل المهيمن في الدولة ومنع لبنان من أن يصبح تابعا ومجرورا للمعسكر الراديكالي بقيادة سوريا وإيران، فقد خشي غالبية اللبنانيون أن يحدث للبنان خلال سنوات معدودة ما حدث في العراق بعد الغزو الأميركي، لو أنهم أعطوا أصواتهم "للكتلة الصفراء" وفاز حزب الله في الانتخابات، أي أنهم خافوا من تغيير نظام الحكم بطرق ديمقراطية سوية للغاية من خلال قيام حزب الله وحلفائه بتغيير قوانين الانتخابات، وحتى الدستور اللبناني بصورة تترجم الأغلبية الشيعية بين سكان لبنان (نحو 40% من مجمل اللبنانيين) لسيطرة مطلقة على مؤسسات الحكم والدولة. وفي مثل هذه الحالة فإن كافة الطوائف ومصالحها تكون رهينة بحسن نية نصر الله ودمشق وطهران.

حسن نصرالله خلال خطابه مساء الامس

وبحسب بن يشاي فإن عامل خوف آخر حرك اللبنانيين في تصويتهم ويتمثل بالخوف من أن تصبح لبنان الساحة الأمامية لإيران، تقرر متى شاءت الدخول في مواجهة مع إسرائيل على ظهر وجثث اللبنانيين، فهناك خوف حقيقي من فقدان الرابطة الثقافية والسياسية المميزة مع الغرب شيئا فشيئا إذا أصبح لبنان تابعا للمعسكر افيراني. فعزل لبنان عن الساحتين العربية والدولية يخيف المسيحيين وأهل السنة والدروز للغاية، فهؤلاء يستمدون مكانتهم الخاصة على الساحة الوطنية من العلاقة مع الغرب.

وخلص بن يشاي إلى القول: " إن التصريحات التي يطلقها حزب الله بأنه يقبل بقرار الناخب اللبناني لا تنطلي على أحد، لا على الساحة اللبنانية ولا على الساحة الدولية، وبالتالي هناك مجال للافتراض أن حزب الله سيحاول أن يثبت للبنانيين فداحة الخطأ الذي ارتكبوه عندما حرموه من الحصول على قطعة أكبر من كعكة الحكم".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف