لايف ستايل

وظائف وهمية.. خسائر حقيقية

ملفات شخصية للبيع! كيف تحوّلت منصة LinkedIn إلى ممر سري للقراصنة؟

صورة تعبيرية ترمز إلى عالم التواصل المهني على منصة LinkedIn، مع إشارات إلى حماية البيانات والأمن الرقمي. أُنتِج بالذكاء الاصطناعي © الحقوق محفوظة للمؤلف
قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

إيلاف من سان فرانسيسكو: تُعد منصة LinkedIn اليوم واحدة من أعظم قصص النجاح في العالم الرقمي. جمعت أكثر من مليار مستخدم من مختلف الدول، وساهمت في توظيف الملايين وتغيير مساراتهم المهنية نحو الأفضل. كل دقيقة هناك أشخاص يجدون فرص عمل جديدة، أو يتواصلون مع أصحاب القرار، أو يتعلمون مهارات مهنية عبر محتوى المنصة الغني. لقد أصبحت LinkedIn جسرًا حقيقيًا بين الطموح والفرصة.

لكن في الوقت نفسه، فإن هذا الجسر لا يخلو من الثغرات. فبينما يفتح LinkedIn أبوابًا للتطور، يفتح أيضًا أبوابًا للمخاطر عندما لا يُستخدم بحذر.
في عام 2021، تم تسريب بيانات نحو 700 مليون مستخدم، وهي حادثة لم تكن ناتجة عن اختراق مباشر، بل عن جمع ضخم للمعلومات العامة من الملفات الشخصية. تضمنت البيانات أرقام هواتف، بريدًا إلكترونيًا، عناوين، ومعلومات مهنية، مما جعلها هدفًا مغريًا للمحتالين.

وفي عام 2022، حذر مكتب التحقيقات الفيدرالي الأميركي من ارتفاع عمليات الاحتيال المالي عبر LinkedIn، بعدما خسر ضحايا حول العالم مئات الملايين من الدولارات في استثمارات رقمية مزيفة.
وفي عام 2023، وقعت الشابة الأميركية أميشا داتا في فخ إعلان توظيف بدا حقيقيًا تمامًا. بعد سلسلة مراسلات، حوّلت آلاف الدولارات لشراء أجهزة عمل، لتكتشف لاحقًا أنها كانت ضحية عملية احتيال رقمية متقنة.

هذه الحوادث كشفت أن LinkedIn يمكن أن يكون بيئة خصبة لمجرمي الإنترنت الذين يستغلون الثقة والمعلومات العامة. بعضهم يستخدم الرسائل النصية القصيرة لإرسال روابط مزيفة بمجرد أن يُعلن المستخدم عن وظيفة جديدة أو ترقية في عمله.

كيف تحمي نفسك؟

حتى لا يتحول حلمك المهني إلى كابوس رقمي، إليك بعض النصائح العملية:

- استخدم رقمًا افتراضيًا من خدمات مثل Google Voice أو TextNow بدل رقمك الحقيقي للتقديم على الوظائف.

- أنشئ بريدًا إلكترونيًا مخصصًا للطلبات المهنية فقط.

- اكتفِ بذكر المدينة أو الولاية دون العنوان الكامل.

- لا تضغط على أي رابط مجهول حتى لو بدا رسميًا.

- فعّل التحقق بخطوتين (2FA) واختر كلمة مرور قوية لا تُستخدم في مواقع أخرى.

- لا تثق بأي رسالة توظيف تطلب معلومات مالية أو بيانات شخصية بشكل مبكر.

مسؤولية LinkedIn ودورها في الحماية:

مع تزايد هذه التهديدات، من المهم أن تتحمل المنصة مسؤولية مضاعفة لحماية مستخدميها. يمكنها مثلًا تطبيق نظام مرحلي لعرض البيانات الشخصية، بحيث لا يرى صاحب العمل بريدك أو رقم هاتفك إلا بعد مرحلة متقدمة من التوظيف وبموافقتك.
كما يمكن تطوير أدوات أمن سيبراني مدعومة بالذكاء الاصطناعي تكتشف الحسابات المزيفة أو الرسائل الاحتيالية قبل وصولها إلى المستخدم.
ولتعزيز الوعي، يمكن للمنصة تقديم محتوى توعوي تفاعلي يروي قصصًا حقيقية مثل قصة أميشا داتا، ويشرح للمستخدمين كيف يحمون أنفسهم بأسلوب واقعي مبسط.

ومن الأفكار الإبداعية، أن تضيف LinkedIn ميزة باسم “NuHack” داخل المنصة، زر توعوي ذكي يظهر للمستخدم أحدث القصص والتحذيرات الرقمية الواقعية لمساعدته على التمييز بين العروض الموثوقة والمشبوهة. يمكن لهذه الميزة أن تستند إلى تجارب منصات توعوية متخصصة مثل NuHackSpace.com، التي تقدم محتوى رقمي مبسطًا لتعليم الناس كيف يحافظون على أمانهم في حياتهم اليومية.

في النهاية، تبقى LinkedIn منصة عظيمة غيّرت حياة الملايين، لكن الاستخدام الواعي أصبح مفتاح الحماية. فالمعلومة التي تشاركها قد تفتح لك بابًا للفرص… أو بابًا للمخاطر.
شارك لتُلهم، لكن لا تكشف أكثر مما يجب، فحتى الفرص تحتاج جدار حماية.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف