السلطات الجديدة تحلّ الشرطة الخاصة
أوكرانيا تنتظر حكومتها الانتقالية
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
تقدّم السلطات الجديدة الموالية للغرب في أوكرانيا اليوم الاربعاء تشكيلة الحكومة الانتقالية، فيما تمّ حلّ قوات الشرطة الخاصة التي قمعت المتظاهرين.
يكشف مجلس الميدان، الذي يضم أبرز قادة المعارضة وممثلي المجتمع المدني ومجموعات متطرفة في أوكرانيا، الاربعاء في ساحة الاستقلال عن تشكيلة الحكومة الانتقالية الجديدة التي ستتسلم مقاليد الحكم، حتى اجراء الانتخابات الرئاسية في 25 ايار (مايو) القادم.
وقال النائب فاليري باتسكان، على الموقع الالكتروني الخاص بحزبه "اودار"، إن التشكيلة ستعلن مساءً امام المتظاهرين في ساحة الاستقلال في كييف، مركز الحركة الاحتجاجية التي يحتلها المتظاهرون منذ أكثر من ثلاثة اشهر.
لم تعد موجودة
واودار هو حزب فيتالي كليتشكو، بطل العالم السابق في الملاكمة الذي اصبح احد قادة المعارضة، وأعلن ترشيحه للانتخابات الرئاسية المقررة في 25 ايار (مايو). وفي انتظار ذلك، اعلن وزير الداخلية الأوكراني الانتقالي الاربعاء حلّ القوات الخاصة لمكافحة الشغب "بيركوت" التي كان يخشاها المتظاهرون ويكنّون لها مشاعر الحقد.
وكتب الوزير ارسين افاكوف على صفحته على فيسبوك: "بيركوت لم تعد موجودة"، مضيفًا: "لقد وقعت المرسوم رقم 144 بتاريخ 25 شباط (فبراير) 2014 المتعلق بحل وحدات الشرطة الخاصة بيركوت".
وكانت هذه الوحدة رأس حربة القمع ضد المعارضين في أوكرانيا، ونشرت لها صور وهي تطلق الرصاص الحي على الحشود. وكان من السهل التعرّف على عناصر هذه الوحدة بسبب بزاتهم المختلفة عن بقية وحدات الشرطة، والتي كانت عليها شارة نسر ابيض (بيركوت تعني النسر الملكي بالأوكرانية).
لا يمكن الانتظار
وقتل 82 شخصًا على الاقل، بينهم عشرة شرطيين، في مواجهات بين قوات الامن ومتظاهرين الاسبوع الماضي في كييف، في حمام دم أدّى إلى اقالة الرئيس فيكتور يانوكوفتيش بعد ثلاثة اشهر من حركة احتجاج، ووصول المعارضة إلى السلطة.
وسيعقد البرلمان جلسة جديدة صباح الخميس. وفي مؤشر إلى صعوبة التوصل إلى تسوية، ارجأ البرلمان إلى الخميس تعيين الحكومة الذي كان مقررا الثلاثاء. وقال الرئيس الانتقالي اولكسندر تورتشينوف للبرلمان: "يجب اتخاذ القرار الخميس، لا يمكن الانتظار اكثر".
والشخصيات التي ترددت اسماؤها بشكل متكرر لمنصب رئيس الوزراء هم المصرفي وزعيم الحركة الاحتجاجية ارسيني ياتسينيوك، والثري المعارض بيترو بوروشنكو، ورئيسة الوزراء السابقة يوليا تيموشنكو. غير أن تيموشنكو أعلنت من قبل انها غير مهتمة بالمنصب، وتستعد للتوجه إلى المانيا لتلقي العلاج.
اما بطل العالم السابق للملاكمة فيتالي كليتشكو، الذي اصبح من قادة الاحتجاجات، فأعلن ترشيحه للانتخابات الرئاسية المبكرة في 25 ايار (مايو). كذلك اعلن حاكم منطقة خاركيف الموالي لروسيا ميخايلو دوبكين ترشيحه للرئاسة.
نزعات إنفصالية
وسعى الغربيون والروس الثلاثاء لخفض التوتر بشأن أوكرانيا، حيث تكافح السلطات الانتقالية لإنقاذ البلاد من الافلاس والتصدي للنزعات الانفصالية في الجنوب والشرق. وبعدما طعنت موسكو الاثنين في شرعية القيادات الجديدة في أوكرانيا مشكّكة في امكانية التعامل مع حكومة منبثقة من تمرد، عادت موسكو وخففت من حدة لهجتها.
واذ اعرب وزير الخارجية سيرغي لافروف عن معارضته لتنظيم انتخابات رئاسية مبكرة، قال انه سيكون من الخطير وغير المثمر ارغام أوكرانيا على الاختيار، "اما أن تكونوا معنا أو أن تكونوا ضدنا". وفي واشنطن أدلى وزير الخارجية جون كيري بموقف مماثل: "إن المسالة ليست لعبة... الأمر يتعلق بشعب أوكرانيا وبخيارات مستقبل الأوكرانيين".
من جهتها، قالت وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي كاثرين آشتون: "اننا نعرض الدعم وليس التدخل". ووصل مساعد وزير الخارجية الاميركي وليام بيرنز بعد ظهر السبت إلى كييف.
هوة عميقة
وكانت روسيا اعلنت في كانون الاول (ديسمبر) عن قرض بقيمة 15 مليار دولار لم تصرف منه سوى 3 مليارات حتى الآن، وتخفيض كبير في أسعار الغاز لأوكرانيا غير انه من المستبعد أن تواصل تسديد باقي القرض على ضوء التوتر بين العاصمتين.
وبحسب وزير المال في الحكومة الانتقالية الأوكرانية يوري كولوبوف فإن كييف بحاجة إلى 35 مليار دولار على سنتين، وهو يعول على عقد مؤتمر للمانحين الغربيين، العرض الذي لقي استجابة من الاوروبيين. من جهة أخرى، دعا الرئيس بالوكالة إلى وضع حد فوري للمظاهر الانفصالية الخطيرة، من دون أن يذكر حالات محددة. وفي سيباستوبول وسيمفيروبول في شبه جزيرة القرم الموالية لروسيا، قامت تظاهرات تأييد لموسكو الثلاثاء شارك فيها مئات الاشخاص.
ولا يخفي الغربيون منذ عدة أيام مخاوفهم على وحدة أراضي أوكرانيا وهم يخشون أن تكون أزمة الاشهر الماضية عمّقت الهوة بين الشرق الناطق بالروسية والمؤيد لروسيا الذي يمثل الغالبية في البلاد، والغرب القومي الناطق بالأوكرانية.
وصوّت البرلمان الأوكراني بغالبية كبيرة على قرار يطلب من المحكمة الجنائية الدولية ملاحقة يانوكوفيتش بتهمة ارتكاب جرائم بحق الانسانية.