أخبار

دعا لحل سلمي في سوريا وتبنّي المبادرة العربية للسلام

عبدالله الثاني: سكان العالم مدعوون للحوار والتفاهم

-
قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

قال العاهل الأردني عبدالله الثاني، إن سكان العالم مدعوون جميعًا إلى الجدية في السعي لتعزيز الحوار والتفاهم العالمي، خصوصاً "وأننا نجد اليوم قوى تسعى لدفع المستقبل (العالمي) إلى الخلف، من خلال إثارة النعرات الدينية والعرقية".

وخاطب الملك عبدالله الثاني العالم من خلال منصة مؤتمر "نهضة الأمة: حوار الأديان، والإسلام من أجل السلام والحضارة"، الذي التأم في العاصمة الاندونيسية، جاكرتا، برعاية جمعية نهضة العلماء، وهي أكبر جمعية إسلامية رسمية على مستوى العالم.وحث العاهل الهاشمي على تبادل الثقافات، وقال: قبل وقت طويل من نشوء العالم الحديث المعولم، كانت هناك الأمة، أي المجتمع المسلم الواحد على إمتداد العالم. وقبل وقت طويل من تقارب الثقافات المتباعدة بفضل التقنيات الحديثة، كان الإسلام مضرب المثل في التعايش السلمي والمساواة في الكرامة بين جميع الناس.واشار إلى أن هذه هي رسالة الإسلام الحنيف الحقيقية المتسامح والتعددي، والقائم على المذاهب، والمكرس لمحبة الله، والإقتداء بالنبي محمد، عليه الصلاة والسلام، والداعي لحياة تسودها الفضيلة ومعاملة الآخرين بالإحسان والعدل.وأكد أن القيم الروحية والاجتماعية للإسلام تعد في غاية الأهمية لمستقبل العالم. ولكل مسلم دور يلعبه - خاصة أبناءنا وبناتنا الشباب - للمساعدة في إرشاد البشرية إلى الطريق الصحيح، والعمل مع الآخرين على حل المشاكل، ومواجهة التحديات واغتنام الفرص. قوى الشدّ العكسيواعرب الملك عبدالله الثاني عن الأسف لأن هناك قوى اليوم تسعى لدفع هذا المستقبل إلى الخلف، من خلال إثارة النعرات الدينية والعرقية. ففي الأزمة السورية، نشهد استغلال الانقسامات الطائفية لتبرير العنف والسعي إلى إستحواذ السلطة. لكن الشرق الأوسط ليس المنطقة الوحيدة التي تعاني من ذلك، فمخاطر الصراع الديني تهدد الأمة بأكملها، بل الإنسانية جمعاء. ويجب علينا أن نستجيب جميعاً لهذا التحدي.وقال العاهل الأردني في كلمته أمام المؤتمر الذي يعد من أهم المؤتمرات الدينية على مستوى دول جنوب شرق آسيا، ويشارك به رجال دين ومفكرون وأكاديميون ومختصون، أن الأردن على استعداد للعمل مع الجميع لتعظيم التسامح والاحترام المتبادل بين الناس في مختلف أرجاء العالم.وأشار إلى أن استجابتنا تبدأ بتقوية صوت الإسلام الحنيف المعتدل. وأنا أعلم علم اليقين أن الكثيرين منكم، والعديد في جميع أنحاء آسيا، يعملون لتحقيق هذا الهدف، وهو غاية رسالة عمان أيضًا، التي نفخر أننا أطلقناها قبل عشر سنوات، حيث تبرز هذه المبادرة تعاليم الإسلام القائم على التسامح، والتواضع لله، والرحمة، والتعايش السلمي.وأضاف اننا اتبعنا إطلاق هذه الرسالة العظيمة بجهود للتواصل على مستوى العالم أجمع. وأنا ممتن لإخوتنا في اندونيسيا حيث كانوا شركاءَنا في هذا الجهد. وكانت النتيجة: وجود إجماع تاريخي بين العلماء المسلمين من جميع أنحاء العالم - وهو الأول من نوعه منذ 1400 عام - حيث اتفقوا على تعريف من هو المسلم، وحرَّموا التكفير، واعترفوا اعترافًا صريحًا بصحة المذاهب الإسلامية الثمانية: الحنفي، والمالكي، والشافعي، والحنبلي، والجعفري، والزيدي، والأباضي، والظاهري.وقال ان رسالة عمان، بموادها الثلاث، كشفت الادعاءات الكاذبة لأولئك الذين يستغلون الدين ليفرقوا بيننا. وكما قال الله تعإلى في كتابه العزيز: بسم الله الرحمن الرحيم،"إنما المؤمنون إخوة، فأصلحوا بين أخويكم واتقوا الله لعلكم ترحمون"
التحريض على الفتنةوقال العاهل الهاشمي: في الصيف الماضي، اجتمع قادة وعلماء مسلمون من مختلف أنحاء العالم في عمان، وأدانوا بحزم التحريض على الفتنة الطائفية بين السنة والشيعة. وأقر هؤلاء القادة بأن مبادئ الشريعة الإسلامية والمُثُل الديمقراطية تكمِّل بعضها بعضًا، وأن النموذج الأكثر جدوى للدولة الإسلامية المستدامة والقابلة للحياة هو الدولة المدنية، القائمة على المؤسسات والشورى والعدل. وأكدوا على حرية الرأي والعقيدة، وحرمة دم الإنسان.وأكد أنه يتوجب علينا جميعاً إدخال هذه المعرفة إلى المدارس والجامعات والمساجد ووسائل الإعلام وغيرها. كما علينا الاستمرار في العمل معاً - كما نفعل هنا اليوم - لتعزيز تعاليم إسلامنا الحبيب للوصول إلى الآخرين، ورأب الانقسامات.يشترك سكان العالم في إنسانيتهم. والشعار الوطني لاندونيسيا "الوحدة في التنوع" ينطبق علينا جميعاً. ونحن مدعوون إلى الجدية في السعي لتعزيز الحوار والتفاهم العالمي. كلمة سواءوخاطب العاهل الهاشمي المؤتمر قائلاً: يحتفي مؤتمركم اليوم، وبشكل خاص، بأهمية قيمة التفاهم المتبادل. ويشعر الأردنيون دوماً بهذه المسؤولية المشتركة، وعليه فقد انطلقنا من وطننا في الأراضي المقدسة، حيث تعيش الأديان الثلاثة، ومددنا يدنا للعالم كله.وقال لقد قربت مبادرة "كلمة سواء"، التي أطلقناها، المسافات بين المسلمين والمسيحيين، حيث عكست الجوامع الأساسية بين الديانتين، وهي أن تحب الله وأن تحب جارك. وهناك أيضًا العديد من مبادرات الحوار بين الأديان التي كنا دومًا، وبنعمة من الله، من روادها، أردنيًا وإقليميًا وعالميًا، بما في ذلك المؤتمر الذي عقدناه الصيف الماضي حول التحديات التي تواجه المسيحيين العرب، والمنتدى العالمي الكاثوليكي الإسلامي، وإنشاء الحديقة الوطنية في موقع تعميد السيد المسيح عليه السلام، وغيرها الكثير.كما حظي القرار الذي اقترحه الأردن لإطلاق "الأسبوع العالمي للوئام بين الأديان" بالإجماع في الجمعية العامة للأمم المتحدة. وهذا العام، إن شاء الله، سأعمل على تقديم جائزة لأفضل حدث عالمي في سياق الاحتفال بأسبوع الوئام بين الأديان.وأكد الملك عبدالله الثاني: إننا إذ نأخذ على عاتقنا إطلاق وتنفيذ هذه المبادرات وغيرها، فإن دافع ذلك ليس فقط واجبي كسليل النبي محمد، عليه الصلاة والسلام، وراعي الأماكن المقدسة المسيحية والإسلامية في القدس، بل خدمة لأمتنا، التي تعتبر الحوار فرض كفاية، والحمد لله وحده على كل ذلك. الأزمة السوريةوقال إن علينا جميعًا واجباً نؤديه فورًا، وهو السعي لحل الأزمة في سوريا. وكما هو عهده دائمًا، تعامل الأردن بالرحمة، ومد يد العون لمئات الآلاف من الأسر. وبالفعل، فإن بلدنا يستضيف اليوم أكثر من 600 ألف لاجئ سوري. ويتطلب هذا العبء الإنساني الكبير أن يقدم العالم يده لنا للمساعدة.وتابع الملك عبدالله الثاني: وكأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي، علينا أن نعمل جنبًا إلى جنب مع المجتمع الدولي لتقديم الإغاثة الإنسانية، ووضع حد لإراقة الدماء، ومساعدة الأطراف على التوصل إلى حل سياسي سلمي، والحفاظ على وحدة سوريا وسلامة أراضيها، وتحقيق تطلعات الشعب السوري الشقيق.وأكد انه يتحتم علينا أيضًا أن نجد حلاً لأزمة المنطقة الأطول أمداً، وهي الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، فالتطرف يزدهر عبر استغلال معاناة ويأس الناس.واشار العاهل الأردني إلى أن العالم الإسلامي يقدم هنا وبصوت جماعي رسالة بديلة، فقد تبنى الأردن، وأندونيسيا، والأعضاء الخمس وخمسون الآخرون في منظمة المؤتمر الإسلامي بالإجماع مبادرة السلام العربية، من أجل تسوية نهائية، وحل جميع قضايا الوضع النهائي، على أساس حل الدولتين.وختم الملك عبدالله الثاني أنه يجب أن نسعى معًا وبلا كلل إلى مفاوضات تضمن مستقبلاً من السلام والعدل يشهد قيام دولة فلسطينية مستقلة قابلة للحياة وذات سيادة، ضمن حدود عام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف