أخبار

الأمم المتحدة قبلت بانقسام السودان وتسعى لسلخ الصحراء الغربية عن المغرب

أنصار استفتاء القرم: ليس الأول فَلِمَ التشكيك في شرعيته؟

-
قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

يدور جدل حاد حول شرعية استفتاء القرم على قاعدة عدم شرعيته، لكن المبرّرات ليست قوية مع استفتاء قسم السودان، واستفتاءات قادمة في كندا واسكتلندا وإسبانيا، لم يُشكَّك في شرعيتها.

لوانا خوري: أقر المجلس الأعلى في القرم الثلاثاء إعلانًا حول استقلال الجمهورية ومدينة سيفاستوبول، من دون انتظار نتيجة الاستفتاء المقرر إجراؤه في 16 آذار (مارس) الجاري.

فقد صوّت 78 نائبًا من أصل 100لصالح تبني إعلان الاستقلال، الذي جاء فيه: "في حال اتخاذ قرار استفتاء 16 آذار (مارس) بشأن انضمام جمهورية القرم ومدينة سيفاستوبول إلى روسيا، فسيتم إعلان القرم بعد الاستفتاء دولة مستقلة وذات سيادة بنظام حكم جمهوري".

أضاف: "ستتوجه جمهورية القرم بصفتها دولة مستقلة ذات سيادة بناء على نتيجة الاستفتاء إلى روسيا الاتحادية باقتراح الانضمام إليها، على أساس اتفاقية بين الدولتين، كما ستكون جمهورية القرم دولة ديمقراطية مدنية متعددة القوميات".

هذا فيما اعلن الرئيس الأوكراني المعزول فيكتور يانوكوفيتش، من مدينة روستوف الروسية، أنه الرئيس الشرعي لأوكرانيا، والقائد العام للقوات المسلحة الأوكرانية، وأنه سيعود من روسيا إلى بلاده.

سوابق

تمثل أول رد فعل غربي حول المسألة في اعتبار الاستفتاء غير شرعي. إلا أن أنصار روسيا يقولون إن خروج إقليم ما من دولة ما ليست فكرة جديدة، وحصلت سوابق بناء على استفتاءات، ولم تقم الولايات المتحدة والدول الأوروبية والأمم المتحدة القيامة على ذلك.

على سبيل المثال، يقام استفتاء في اسكتلندا حول استقلالها عن بريطانيا في ايلول (سبتمبر) القادم.

وبعده، في تشرين الثاني (نوفمبر)، يجرى استفتاء مماثل حول استقلال الكاتالونيين عن اسبانيا، وهم إسبان، بخلاف اهل شبه جزيرة القرم، الذين يتحدرون جميعًا من أصول روسية. فالقرم كانت طويلًا جزءًا من روسيا، فصلت إبان الحكم الشيوعي، إذ منحها الزعيم السوفياتي نيكيتا خروشوف في العام 1954 هدية لموطنه الأصلي أوكرانيا.

وفي الصحراء الغربية، تحاول منظمة الأمم المتحدة تنظيم استفتاء لتقرير المصير منذ العام 1991، تحت غطاء بعثة الأمم المتحدة لتنظيم الاستفتاء في الصحراء الغربية-مينورسو، وهو سيؤدي إلى انفصال الصحراء عن المغرب، وقيام دولة مستقلة فيها. وهذا أيضًا ينسحب على استفتاء استقلال الكيبيك عن كندا.

وفي سوابق أخرى، قبلت الأمم المتحدة واعترفت كل دول العالم بدولة جنوب السودان، التي انسلخت اصلًا عن السودان بعد استفتاء سكانها. حتى أن مجلس الامن اجتمع مرارًا وشدد على إقامة استفتاء تقرير مصير جنوب السودان، حين بدا له أن الأمر قد لا يتم.

غير شرعي

وحدها روسيا حتى الآن تدعم القرميين في سعيهم إلى الانفصال عن أوكرانيا، ثم الانضمام إليها، مؤكدةً أن الاستفتاء شرعي، خلافًا لرأي الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، اللذين يؤكدان عدم شرعية هذا الاستفتاء، بناءً على أن ميثاق الأمم المتحدة لا يقر بأي استفتاء ينتج عنه تفتت أي دولة والاخلال بوحدة أراضيها.

فقد أعلن جاي كارني، المتحدث الرسمي باسم البيت الأبيض، أن الولايات المتحدة ترى الاستفتاء الذي ستشهده جمهورية القرم ذاتية الحكم التابعة لأوكرانيا هذا الأسبوع أمرًا غير شرعي، رافضًا توقع ما إذا كان قرار تنظيم الاستفتاء سيتم التراجع فيه أم لا، "ولو حصل، لن تعترف الولايات المتحدة به لعدم شرعيته، كما أن دعوة الرئيس باراك اوباما لرئيس وزراء أوكرانيا الجديد ارسيني ياتسينيوك اعتراف بالحكومة الجديدة في أوكرانيا".

وكان أوباما وجه تحذيرًا لروسيا، مؤكدًا أن الولايات المتحدة وحلفاءها عازمون على معارضة أي إجراءات تنتهك القانون الدولي، وأنه وقع أمرًا لحظر التأشيرات وتجميد الأصول خاصة بروس وأوكرانيين متهمين بعمليات التوغل العسكرية في شبه جزيرة القرم.

يتعارض مع القوانين

من جانبه، قال وزير الخارجية الإسباني خوسيه مانويل غارثيا-مارغايو إن أيًا من دول الاتحاد الأوروبي الثماني والعشرين لن تعترف بنتائج الاستفتاء المقرر إجراؤه في 16 آذار (مارس) الجاري، لأنه مخالف للقانونين الأوكراني والدولي، وذلك خلال لقائه نائب رئيس الوزراء ووزير الاقتصاد والتنمية المستدامة في جورجيا، جورجي كفيريكاشفيلي، في مدريد.

أضاف: "الاستفتاء ضد الدستور الأوكراني الذي ينص على سلامة أراضي البلاد، والدستور الأوكراني نص على وجوب أن تكون جميع قرارات جمهورية القرم ذات الحكم الذاتي في إطار النظام القانوني المحلي".

وشدّد الوزير الإسباني على أن أعضاء الاتحاد الأوروبي لن تعترف بنتائج هذا الاستفتاء غير القانوني، "لأنه يتعارض مع ميثاق الأمم المتحدة ووثيقة هلسنكي الختامية واتفاقية الصداقة والتعاون بين الاتحاد الروسي وأوكرانيا".

وكذلك حذر رئيس الوزراء البريطاني دافيد كاميرون والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل من أن روسيا الاتحادية قد تواجه عواقب أخرى إذا حاولت إضفاء الشرعية على أي محاولة لانفصال جزيرة القرم عن أوكرانيا، وأكدا أن الاستفتاء المقترح في غضون أسبوع في شبه جزيرة القرم غير قانوني.

وقال ناطق باسم رئاسة الوزراء البريطانية إنهما اتفقا على أن الأولوية هي لوقف تصعيد الموقف وإدخال روسيا في مجموعة اتصال في أسرع وقت ممكن".

الاستفتاءات صارت موضة العصر
حق الشعب في تقرير مصيره مقدّس إلا إذا مسّ وحدة الدولة

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف