أخبار

حلف الاطلسي يعزّز قوته الدفاعية في أوروبا

أوكرانيا تتهم روسيا بإقامة "جدار برلين جديد"

-
قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

كراماتورسك:قالت الاستخبارات الاوكرانية الاربعاء أنها اعترضت اتصالات تفيد بأن القيادات العسكرية الروسية في شرق البلاد اصدرت اوامر للمقاتلين الموالين للكرملين بـ"اطلاق النار للقتل"، بعدما باشرت كييف عملية عسكرية لطردهم.

وجاء في بيان للاستخبارات الاوكرانية أن الاتصالات التي اعترضتها "تبين أن ضباطًا نظاميين في الاستخبارات العسكرية الروسية يقودون بكل وضوح عمليات التآمر في شرق اوكرانيا، واصدروا اوامر باطلاق النار للقتل ضد الجنود الاوكرانيين".

واتهم رئيس حكومة اوكرانيا ارسيني ياتسينيوك الاربعاء روسيا باقامة "جدار برلين جديد" يهدد أمن اوروبا. وقال ياتسينيوك خلال اجتماع حكومي إن "احداث اليوم... بدأت بتعريض اوروبا والاتحاد الاوروبي للخطر. اصبح من الواضح الآن ان جيراننا الروس قرروا بناء جدار برلين جديد والعودة الى عهد الحرب الباردة".

واعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الاربعاء أن نموذج الدولة المركزية في اوكرانيا "توقف عن العمل" داعيًا الى الانتقال لبنية فدرالية غداة مفاوضات يتوقع أن تكون حاسمة لمستقبل البلاد. وقال لافروف في تصريحات للصحافة الروسية نشرت على موقع الوزارة الاربعاء إن "الدولة الموحدة في اوكرانيا توقفت عن العمل. أسسها انهارت إثر سلسلة من التقلبات السياسية".

وتابع إن "تبني الفدرالية سيكون وسيلة لضمان احساس كل من مناطق البلاد بالطمأنينة واعتبار أن حقوقها مضمونة وأن تقاليدها ونمط عيشها محفوظة". وتؤيد روسيا فكرة ادراج نمط "فدرالي" في الدستور الاوكراني يمنح المزيد من السلطات للمناطق الناطقة بالروسية في شرق البلاد.

وترفض سلطات كييف المؤيدة لاوروبا، والتي لا تعترف بها موسكو حتى الآن، هذا الخيار معتبرة أنه يمهد لتفكيك البلاد وترفض بحث المسألة في المفاوضات الرباعية المقررة الخميس في جنيف بين اوكرانيا وروسيا والاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة.

رتل من مدرعات الجيش الاوكراني يسلم سلاحه لموالين لروسيا

وبدأ جنود اوكرانيون في تفكيك اسلحتهم وتسليمها الاربعاء بعد ان طوق حشد من النشطاء الموالين لروسيا عرباتهم المدرعة في المنطقة الشرقية المضطربة من البلاد وطالبوهم بذلك، بحسب ما افاد مراسل وكالة فرانس برس في الموقع.

وسلم الجنود في بلدة كراماتورسك أجهزة اطلاق النار في بنادقهم الى زعيم المحتجين الموالين لموسكو مقابل وعد بالسماح لهم بمغادرة المنطقة مع عرباتهم.

وكان الرتل يضم 15 عربة خفيفة مدرعة واعترضه صباحا متظاهرون موالون لروسيا اثناء عبوره كراماتورسك باتجاه سلافيانسك التي تشهد حركة كثيفة للموالين للروس ويسيطر عليها منذ السبت انفصاليون مسلحون.

واستولى مقاتلون موالون للروس على ست مدرعات اخرى رفعوا عليها العلم الروسي وانضموا الى حراك سلافيانسك.

وينتمي الرتل الذي تم اعتراضه في بلدة كراماتورسك الى كتيبة المظليين 25 من دنيبروبتروفسك وتم الاتفاق مع الضباط الاوكرانيين على ان يسمح لهم بالعودة ادراجهم بعد تفكيك اسلحتهم.

وقال رجل يمثل الانفصاليين الموالين للروس ان الاسلحة التي تم تسليمها "ستكون تحت اشرافنا، ولن يتم توجيهها ابدا نحو الشعب".

وبكى بعض الجنود الاوكرانيون فوق المدرعات وخبأ آخرون وجوههم خلف قبعاتهم في حين صرخ الحشد "احسنتم، احسنتم".

وارسلت حكومة كييف الثلاثاء قوات للتصدي للناشطين الموالين لروسيا الذين يتمردون منذ عشرة ايام على السلطات المركزية مطالبين باستفتاء حول الحكم الذاتي للمناطق الناطقة بالروسية في اوكرانيا أو الانضمام الى روسيا.

وعبرت ثلاث مدرعات خفيفة على الاقل ترفع العلم الروسي وشاحنة تنقل رجالاً بأسلحتهم وبدون شارات تفيد عن انتمائهم، صباح الاربعاء، مدينة كراماتورسك في شرق اوكرانيا، على ما افاد مصور في وكالة فرانس برس.وتوجهت القافلة نحو سلافيانسك على مسافة بضعة كيلومترات الى الشمال، آخر مدينة سيطر عليها مسلحون متمردون على سلطات كييف في سلسلة المدن التي تمردت على النظام المركزي.

واعلنت الولايات المتحدة الثلاثاء استعدادها لفرض عقوبات جديدة على موسكو في حال فشل الاجتماع الدولي الذي يعقد الخميس في جنيف في محاولة جديدة لحل الأزمة الاوكرانية.وفي وقت بلغ التوتر ذروته في شرق اوكرانيا حيث بدأت سلطات كييف الثلاثاء عملية عسكرية ضد الانفصاليين الموالين لروسيا، أشاد البيت الابيض الثلاثاء بضبط النفس الذي تتحلى به القوات الاوكرانية. واعتبر البيت الابيض أن سلطات كييف تواجه وضعًا "غير مستقر" في ظل تمرد الانفصاليين، واصفاً عملياتها بأنها "مدروسة". واذ دعا الى ضبط النفس واتخاذ كل "التدابير الوقائية الضرورية"، اكد المتحدث باسم الرئاسة الاميركية جاي كارني أن الحكومة الاوكرانية تتحمل "مسؤولية" فرض احترام القانون والنظام. من جهتها، أعلنت المتحدثة باسم الخارجية الاميركية جينفر بساكي أن وزير الخارجية الاميركي جون كيري تشاور هاتفيًا الثلاثاء مع نظرائه الفرنسي والالماني والبريطاني ومع وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي كاثرين اشتون.وقالت بساكي إن "فريقنا المكلف بالأمن القومي يجري مشاورات مكثفة حول رزمة مقبلة من العقوبات"، مضيفة أن تنسيق الولايات المتحدة مع الاتحاد الإوروبي هو "اولوية". وتابعت "لا نعد فقط لعقوبات جديدة بل نحضر مراحل جديدة"، موضحة أن هذا الامر يعني استهداف عدد من الافراد يفوق ذلك الذي استهدفته العقوبات الحالية، وربما حظر بعض القطاعات الاقتصادية الرئيسية مثل المناجم والطاقة والخدمات المالية. لكن بساكي اعتبرت أنه "وفق ما تضمنه الجدول الزمني ومقاربتنا الاستراتيجية، فإن المرحلة المقبلة ينبغي أن تكون، من وجهة نظرنا، (اجتماع جنيف) الخميس، لأنه فرصة لكل طرف أن يجلس الى طاولة ويتشاور". وسيتوجه كيري صباح الاربعاء الى جنيف حيث يلتقي الخميس نظراءه الاوروبيين والاوكراني والروسي في محاولة لحل الازمة. وارسلت اوكرانيا الثلاثاء قوات مسلحة ومن الحرس الوطني الى شرق البلاد للتصدي للمتمردين الموالين لروسيا. وهدد قائد العملية بأنه ستتم "تصفية" هؤلاء اذا لم يسلموا اسلحتهم. وسبق أن حذرت موسكو مرارًا السلطات الاوكرانية من التدخل ضد المتمردين، فيما اعلن الحلف الاطلسي انها حشدت اربعين الف جندي على حدودها مع اوكرانيا. والثلاثاء، طلب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من الامم المتحدة أن "تدين بوضوح" اعمال كييف "المنافية للدستور"، فيما اعتبر رئيس الوزراء ديمتري مدفيديف أن "اوكرانيا على شفير حرب اهلية". حلف الاطلسي يعزّز قوته الدفاعية في أوروبا من جانبه، اعلن حلف شمال الاطلسي الاربعاء انه سينشر قوات جوية وبحرية وبرية اضافية في غرب اوروبا ردا على تأزم الاوضاع في اوكرانيا. وقال الامين العام لحلف شمال الاطلسي اندرس فوغ راسموسن بعد اجتماع لسفراء الدول الاعضاء الـ28 في بروكسل "اتفقنا اليوم على رزمة من الاجراءات العسكرية"، مضيفا "سيكون لدينا طائرات أكثر في الجو وسفن أكثر في المياه وجهوزية اكثر على الارض"، كما سيتم "تعزيز ومراجعة" خطط الحلف الدفاعية. ورفض راسموسن اضافة تفاصيل حول القوات التي سيتم نشرها ومكانها، ولكنه اضاف انه سيكون هناك زيادة في عدد الطلعات الجوية فوق بحر البلطيق، وستتوجه سفن اضافية الى هناك والى غرب البحر المتوسط. واشار الى انه سيتم تنفيذ القرار "فورا" وستصدر قرارات اخرى لاحقا. ومع تصاعد التوتر في اوكرانيا، اتخذ حلف الاطلسي خطوات عدة، من ضمنها ارسال الولايات المتحدة طائرات مقاتلة الى دول البلطيق وبولندا. وأكد راسموسن ان حلف الاطلسي سيدعم اي حليف يواجه تهديدا، وتتلاءم الخطوات المعلنة مع القانون الدولي من جهة ومع التزام الاطلسي باستراتيجيته الردعية من جهة ثانية. ودعا راسموسن روسيا مجددا الى ان تكون "جزءا من الحل" في اوكرانيا، ووقف زعزعة استقرارها، وسحب قواتها من الحدود، واظهار انها "لا تدعم" المتطرفين. وردا على سؤال حول تأثير القرار على المحادثات الرباعية في جنيف الخميس بين الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي وروسيا واوكرانيا، قال راسموسن "اتخذنا خطوات عسكرية نعتقد انها ضرورية لتعزيز الردع"، مشيرا الى انه في الوقت ذاته "اتفقنا على ان الحل السياسي هو الطريقة الوحيدة للتقدم".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف