سكان معلولا يزورون بلدتهم بمزيج من الفرح والألم
قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
معلولا: زار عدد من سكان معلولا المسيحية الشهيرة بلدتهم الاحد بمناسبة عيد الفصح، وقد تقاسمتهم مشاعر متباينة تراوحت بين الفرح بخروج مقاتلي المعارضة وبينهم اسلاميون متشددون منها، والحزن لرؤية كم الدمار الهائل الذي اصاب مدينتهم.
وتاتي زيارة السكان لبلدتهم بعد نحو اسبوع من استعادة الجيش السوري النظامي ومقاتلي حزب الله اللبناني السيطرة على هذه البلدة من مسلحين ينتمون بشكل اساسي الى جبهة النصرة الاسلامية المتشددة وتنظيمات اخرى، وبعد ساعات من زيارة الرئيس السوري بشار الاسد لمدينتهم. وتقول ربى التي انتهزت فرصة العيد لتفقد احوال منزلها في معلولا لمراسلة فرانس برس "ان الاحتفال هذا العام ناقص" مضيفة "من الصحيح ان معلولا عادت الينا لكنها مدمرة". واضافت "كيف ستحتفل الامهات بالعيد وبعضهن لا يعرفن شيئا عن اولادهن ... بالامكان اعادة بناء الحجر، لكن من الصعب اعادة البشر الى الحياة". وقال الطالب الجامعي الياس زخم "عدنا لتفقد منزلنا وراينا اثار الدمار عليه" متابعا "ان شعورنا جميل ومحزن في الوقت نفسه، وان شاء الله سيعود كل شيء الى سابق عهده طالما ان الامان عاد". وبدت معلولا التي كانت قبلة للسياحة الدينية لمسيحيي الشرق الاوسط، خالية من سكانها الخمسة الاف الذي هجروها الى اماكن اكثر امنا في العاصمة. وانتشرت في شوارع البلدة قطع الزجاج المحطم والحجارة المكسرة وحطام السيارات وحلت مكان الزهور وشرائط الزينة التي كانت تتدلى من نوافذها وشرفاتها ومكان الشموع وتماثيل السيدة العذراء التي كانت تزينها في مثل هذا الوقت من كل عام. ووسط الساحة الرئيسية للبلدة التي تدعى ساحة "الجرة" او ساحة "البساتين"، كتب على لافتة مرورية ساحة "الشهداء" وسورت بالاعلام السورية وسط تواجد لعناصر من الجيش والدفاع الوطني فيما قبعت على امتار منها دبابة تهافت الاطفال للصعود اليها والتقاط الصور التذكارية من على متنها. وقالت دلال عوض (34 عاما) وهي تشير الى منزلها المدمر والدموع تملأ عينيها "جئت لرؤية بيتي لم اجد جدرانا بل وجدت هذا الدمار وصدمت". واضافت بصوت متهدج "لم اجد حتى العاب الاولاد وصور الذكريات، لكننا سنرجع اليها وسنعمرها لانها بلدنا". وبدت آثار الدمار الهائل على عدد كبير من مباني المدينة فيما احترق عدد اخر منها وتحطم زجاج نوافذها وبدا بعضها غير قابل للاصلاح، حسب ما شاهدت مراسلة وكالة فرانس برس التي زارت المكان مع عدد من الصحافيين. كما طال الدمار الكنائس والاديرة التي اشتهرت فيها هذه المدينة الاثرية والتي يؤمها السياح من جميع انحاء العالم. وتعد معلولا التي تعرف بأديرتها ومغاورها المحفورة في الجبال الصخرية المحيطة بها، من اقدم البلدات المسيحية. وهي الوحيدة في العالم التي ما زال سكانها، وغالبيتهم من الكاثوليك، ينطقون بالآرامية، لغة المسيح. ففي دير مار تقلا المطل على الساحة الرئيسة للبلدة، تبعثر زجاج النوافذ على الارض وكسا الرماد الاسود غرف الدير الذي تحطم اثاثه. وفي الغرف المخصصة لايواء الايتام من البنات، تبعثرت على الارض ملابس شاغلات الغرف كما بدت عدد من كرات الصوف التي كن يستخدمنها للخياطة وصنع اللوحات المشغولة المصورة. وقال الاسد خلال زيارته لدير مار سركيس وباخوس الاحد حسب التلفزيون الرسمي "لا يمكن لاحد مهما بلغ ارهابه ان يمحو تاريخنا الانساني والحضاري". واضاف "ستبقى معلولا مع غيرها من المعالم الانسانية والحضارية السورية صامدة في وجه همجية وظلامية كل من يستهدف الوطن".التعليقات
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف