مجلس الأمن يدعو القوى العراقية لتعزيز الوحدة الوطنية
علاوي يريد هدم نفق الطائفية والمالكي تشكيل الحكومة سريعًا
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
فيما يتطلع العراقيون إلى نتائج الانتخابات البرلمانية وحصاد كل فريق متنافس فيها من عدد مقاعد البرلمان البالغة 328 مقعدًا، دعا علاوي إلى الخروج من نفق الطائفية السياسية، فيما شدد المالكي على ضرورة تشكيل الحكومة الجديدة للبدء بالاعمار، بينما اعتبر النجيفي أن العراقيين اثبتوا بمشاركتهم الواسعة في الانتخابات رغبتهم في التغيير، في وقت دعا مجلس الامن الدولي جميع الكيانات العراقية إلى العمل لتعزيز الوحدة الوطنية وسيادة العراق واستقلاله.
لندن: قال زعيم قائمة الوطنية العراقية أياد علاوي، التي يبدو أنها حققت نتائج جيدة تصل إلى 25 مقعدًا، ورئيس الوزراء الاسبق، اليوم لمناسبة الإنتهاء من التصويت للإنتخابات النيابية، إن العراقيين تحلوا بالشجاعة مثمنًا من شارك فيها "سواء من انتخبنا منهم أو انتخب غيرنا رغم حظر التجوال والانفلات الامني والتحديات التي واجهت المواطنين".
واضاف في تصريح صحافي مكتوب تلقت "إيلاف" نسخة منه الخميس أنه بانتظار النتائج النهائية التي ستعلنها المفوضية العليا للانتخابات "نؤكد من أن نجاح العملية الانتخابية بشكلها الحقيقي الشفاف هو ليس باجراء انتخابات فقط، وإنما مرهون بمدى عكسها لمبادئ الديمقراطية الحقيقية ونزاهتها، والتي تعرضت لمخاطر حقيقية بسبب مداخلات جهات نافذة أدت إلى إبعاد شرائح واسعة من أبناء الشعب عن الإدلاء بصوتهم أو حتى الوصول إلى صناديق الاقتراع بأساليب رخيصة ومتعددة، بالاضافة إلى الفوضى المتعمدة والخطيرة المدمرة لانتخابات الخارج".
وأشار إلى أنّه برغم ذلك "يبقى نجاح الانتخابات بالاساس مرتبطاً بخروج العراق من نفق الطائفية السياسية والجهوية المقيتة المظلمة وتحقيق التوازن للعملية السياسية لتكون شاملة لكل شرائح الشعب عدا من تورط بالارهاب، وثم بناء المؤسسات المدنية القادرة على اداء ما عليها للشعب خاصة في مجال أمانه ورفاهيته وبناء دولة المواطنة التي تقوم على العدل والمساواة وليس بناء سلطة المكونات لأنها لن تقود إلى بناء الدولة، فضلاً عن ذلك، فإن الخروج من دوائر النفوذ الاجنبي، أياً كان، لا بد أن يكون في مقدمة عملية الاصلاح والمصالحة وبناء الدولة الناجزة".
وحيا "المجاهدين والمناضلين الاشراف الذين استبعدوا زوراً وظلماً من جميع الكتل لا لسبب وإنما لأنهم رفضوا الظلم والظالم".. ودعا إلى العمل السلمي لبناء ديمقراطية حقيقية توصل العراق إلى عملية سياسية لا مكان فيها للتهميش والاقصاء والتفرد، "فالعراق لابد أن يكون لكل العراقيين" بحسب تأكيده. وكان علاوي قال لدى ادلائه بصوته امس أنه اضطر للادلاء بصوته في عمان نظراً لعدم اصدار بطاقة الكترونية له.
المالكي: يجب تشكيل الحكومة سريعًا
ومن جهته، قال زعيم ائتلاف دولة القانون الفائز بحصة كبيرة من مقاعد البرلمان رئيس الوزراء نوري المالكي إنه قد اوفى بوعوده للعراقيين "بإجراء الانتخابات النيابية في موعدها المحدد بانسيابية عالية واجواء تنافسية حيادية وفرتها الحكومة بمهنية عالية يفتخر بها".
وشدد في كلمة إلى العراقيين بالقول: "لم يستطع الإرهابيون والمراهنون التأثير على سيرها أو تعكير أجوائها وواجهنا الصعاب والشائعات والأكاذيب التي روج لها المشككون الذين حاولوا افشال العملية الانتخابية أو تأجيلها، كما رغبت بعض القوى وانجزت قواتنا المسلحة والاجهزة الامنية البطلة واجبها في حماية وتأمين العملية الانتخابية".
وخاطب العراقيين بالقول "إن حماستكم ومشاركتكم الواسعة أثارت إعجاب العالم واحترامه وأكدت تمسك العراقيين بالتجربة الديمقراطية كخيار وحيد لبناء العراق القوي الواحد المزدهر، وكلنا امل أن تسهم نتائج الانتخابات بتسهيل عملية تشكيل الحكومة بأسرع وقت لاستئناف عملية الاعمار والبناء".
ودعا المفوضية العليا للانتخابات إلى مواصلة جهودها في الحفاظ على نزاهة الانتخابات، وشكر "كل زعماء العالم والمسؤولين الدوليين الذين اعربوا عن تهانيهم واعجابهم بهذه الممارسة الديمقراطية الشفافة". وكان المالكي أكد لدى إدلائه بصوته امس ثقته بفوزه في الانتخابات وتشكيل الحكومة الجديدة سريعًا.
النجيفي: العراقيون مصممون على التغيير
اما زعيم ائتلاف متحدون للاصلاح الذي حصد معظم اصوات الناخبين في نينوى والانبار، رئيس مجلس النواب أسامة النجيفي، قال في كلمة وجهها إلى العراقيين "الان وبعد أن وضعت معركة الانتخابات التشريعية اوزارها، وهدأ مرجلها، وانصبت ارادتكم وخياراتكم على من شئتم، واودعتمونا امانة لله وللعراق والتاريخ في صناديق الاقتراع، اتوجه اليكم بالشكر والعرفان على جهدكم بالسعي إلى مراكز الاقتراع رغم ضخامة التحديات وجسامة التهديدات مؤكدين اصراركم وعزيمتكم على استمرار عملية التأسيس الخلاق للعراق الدستوري الديمقراطي المؤسساتي واحيي ما بذلته نسوة العراق الماجدات وشيوخه الاكارم وشبابه المتألق بالعنفوان وارادة التغيير".
وكان النجيفي أعلن لدى ادلائه بصوته امس عن اتفاق مشترك بين جميع القوى السياسية على عدم التجديد لرئيس الوزراء نوري المالكي بعد سنين طويلة من الفشل والتراجع في جميع المستويات. وقال للصحافيين إن"الانتخابات الحالية يجب أن تحمل التغيير للعراقيين، ويجب أن تأتي بشخصيات وطنية نزيهة قادرة على إدارة البلاد وتوحيد شعبه وتعالج سنوات الفشل والإخفاق الحكومي".
واضاف: "سنتحالف مع جميع الشركاء العراقيين باستثناء المالكي لأسباب يعلمها جميع العراقيين ولا يمكن أن تتكرر سنوات الفشل والتخبط، والتغيير قادم"، مضيفاً أن "التحالف مع المالكي من الخطوط الحمراء التي وضعناها مقدماً، ونحن بحاجة الآن إلى بدء مرحلة تغيير حقيقية في العراق".
مجلس الأمن يدعو لتعزيز الوحدة الوطنية
ومن جهته، دعا مجلس الامن الدولي جميع الكيانات السياسية العراقية إلى العمل معًا في عملية سياسية شاملة تهدف إلى تعزيز الوحدة الوطنية وسيادة العراق واستقلاله. ورحب أعضاء المجلس في بيان مشترك اليوم بإجراء الانتخابات البرلمانية العراقية مشيدين بالشعب العراقي لإثبات التزامه بعملية سياسية سلمية وشاملة وديمقراطية. واعربوا عن تطلعهم إلى إعلان المفوضية العليا المستقلة للانتخابات عن نتائج الانتخابات، وناشدوا جميع الكيانات السياسية العمل معًا في عملية سياسية شاملة تهدف إلى تعزيز الوحدة الوطنية وسيادة العراق واستقلاله.
وطالب الاعضاء قادة العراق إلى المشاركة، في أسرع وقت ممكن، في تشكيل حكومة تمثل إرادة وسيادة الشعب العراقي. وأكدوا أن العراق يستطيع من خلال مؤسساته الديمقراطية وبالتعاون مع المجتمع التصدي للتحديات التي تواجهه وتحقيق رغبة الجميع في عراق قوي ومستقل وموحد وديمقراطي.
وشدد أعضاء مجلس الأمن على دعمهم لجهود الحكومة العراقية للمساعدة في تلبية الاحتياجات الأمنية لسكان العراق، ولا سيما في البيئة الأمنية الصعبة الحالية وخلال الانتخابات. ومن جهته، أشار مندوب العراق لدى الأمم المتحدة محمد علي الحكيم الى أن الانتخابات البرلمانية التي جرت في العراق أظهرت تصميم الشعب على دحر "الإرهاب".
وأكد أن الحكومة القادمة ستعمل بجهد كبير "لدحر الارهاب وطرده من العراق". وقال الحكيم للصحافيين في نيويورك إن "الانتخابات البرلمانية التي جرت في العراق تثبت التزام الشعب والحكومة بالعملية السياسية الديمقراطية في تحدٍ لتهديدات الإرهابيين"، مشيرًا إلى إصبعه الذي صبغ بالحبر بعد الإدلاء بصوته الانتخابي، رافضاً الإفصاح عن اسم من انتخبه.
وقد أعلنت المفوضية العليا المستقلة للانتخابات عن عدم تحديدها موعداً للاعلان عن نتائج الانتخابات البرلمانية لعام 2014 مبينة أن "عملية العد والفرز للاصوات الانتخابية تحتاج على الاقل سبعة ايام لاستكمالها".
وأشارت إلى أنّ "المفوضية تعمل اليوم على نقل صناديق الاقتراع من المحطات إلى المراكز الفرعية"، مبينة أنه "إلى الآن لم تكتمل عملية نقل الصناديق، وبالتالي فإنه لا يمكن الاعلان عن نتائج الانتخابات البرلمانية الا بعد انتهاء عملية نقل الصناديق والعد والفرز للاصوات الانتخابية".
وأوضحت أنه سيتم استكمال عملية نقل صناديق الاقتراع إلى معرض بغداد في تمام الساعة الواحدة من ظهر اليوم الخميس، وبعدها ستتم عمليات العد والفرز. وأعلنت المفوضية العليا المستقلة للانتخابات امس الاربعاء بعد اغلاق صناديق الاقتراع العام في تمام الساعة السادسة بعموم العراق أن نسبة المشاركة في الاقتراع العام بلغت {60%} عدا المناطق الساخنة.