قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
بيروت: &لم تكن لقاءات باريس الأخيرة التي ركزت على الاستحقاق الرئاسي اللبناني وليدة المصادفات، وانما جاءت في سياق مناخ اقليمي ـ دولي جديد، بدأ يخيم على لبنان والمنطقة، اذ انعقدت بين الرئيس سعد الحريري ورئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع وآخرين، وشارك فيها رئيس كتلة "المستقبل" الرئيس فؤاد السنيورة، وذلك بعد ساعات على توجيه وزير الخارجية السعودي الامير سعود الفيصل دعوة لنظيره الايراني محمد جواد ظريف لزيارة الرياض، وكذلك انعقدت غداة اجتماع مجموعة "اصدقاء سوريا" في لندن، الذي شارك فيه الفيصل ثم انتقل إلى باريس، ليشارك في جانب منها حيث التقى جعجع ورئيس اللقاء الديموقراطي" النائب وليد جنبلاط، وقد حمل معه أجواء اجتماع لندن الذي لامس في جانب من جدول اعماله أزمة الاستحقاق الرئاسي اللبناني، من زاوية الدعوة إلى معالجتها، لما لذلك من انعكاسات ايجابية على مستقبل لبنان، وعلى العمل الجاري لمعالجة الازمات التي تعصف بالمنطقة.&
فصل جديد وعُمرةوقال مرجع لبناني بارز لـ"إيلاف" إن انطباعاً يسود الأوساط السياسية اللبنانية في ضوء لقاءات باريس، مفاده أن التوافق السعودي &- الإيراني، الذي أدى قبل اشهر إلى ولادة حكومة الرئيس تمام سلام بعد عشرة اشهر من الخلافات والتعثر بين فريقي 8 و14 آذار، قد دخل في فصل جديد تمثل في الدعوة السعودية التي وجهها الأمير سعود الفيصل لوزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف لزيارة الرياض، وهذا الفصل سيساعد هذه المرة على انجاز الاستحقاق الرئاسي اللبناني، بانتخاب رئيس جمهورية جديد في خلال الشهرين المقبلين على أبعد تقدير، بحيث أن هذا الحدث قد يسبق زيارة الرئيس الايراني الشيخ حسن روحاني المنتظرة للمملكة العربية السعودية، والتي يتوقع لها مصدر ديبلوماسي في بيروت أن تتم في اواخر تموز يوليو المقبل،&الذي يصادف&اواخر شهر رمضان المبارك حيث يزدهر موسم اداء مناسك العمرة في الديار المقدسة.&
دعوة مفتوحةويؤكد هذا المصدر الديبلوماسي، أن التعثر الذي حصل في المفاوضات الاخيرة بين ايران والدول الست لن يغيّر في المسار التفاوضي، الذي سيؤدي حتمًا إلى اتفاق شامل &بين الجانبين على الملف النووي، وأن طرح بعض الدول الغربية موضوع الصواريخ البالستية الايرانية، الذي جاء من خارج هذا الملف، انما اريد منه استدراج طهران إلى تقديم تنازلات في المفاوضات المنتظرة بينها وبين دول الجوار، وعلى رأسها المملكة العربية السعودية في ما يتعلق بتسوية الأزمات الإقليمية، وتحديد الأدوار، واحجام النفوذ المتبادل في المنطقة. لكن المصدر نفسه يشير إلى أن الجانب الايراني، لم يلزم نفسه بعد بموعد محدد لزيارة ظريف للسعودية، اذ اعتبر الدعوة التي وجهها اليه نظيره السعودي هي "دعوة مفتوحة"، ما يعني أنه قد يأخذ وقته في التحضير لهذه الزيارة التي سيمهد لها مساعد ظريف للشؤون العربية امير عبد اللهيان الذي سيسبقه إلى العاصمة السعودية، خصوصًا أن محادثات رئيس الديبلوماسية الايرانية ستركز على تحديد جدول اعمال لحوار مستدام بين الرياض وطهران، بغية التوصل إلى تعاون مثمر بين البلدين على التعاطي مع أزمات المنطقة وايجاد المعالجات اللازمة لها، ولا سيما منها الوضع العراقي والازمات في البحرين واليمن وسوريا.
قرار شاملويشير المصدر إلى أن القرار الاقليمي &- الدولي بتهدئة الوضع اللبناني، والذي بدأ تنفيذه منذ تأليف حكومة الرئيس تمام سلام لم يكن موضوعيًا، وانما يشمل كل الملفات اللبنانية الامنية والسياسية وصولاً إلى انجاز انتخابات رئاسة الجمهورية وسيطاول لاحقًا استحقاق الانتخابات النيابية، ولذلك فإن الفراغ الذي سيحصل في سدة رئاسة الجمهورية لن يدوم طويلاً، وإن قنوات التواصل بين الفرقاء السياسيين ستنفتح واسعة في ما بينهم من اجل تظهير شخصية الرئيس اللبناني الجديد، خصوصاً بين تيار "المستقبل" وحزب الله، لأن انعدام التواصل بين هذين الفريقين هو من الاسباب الرئيسية لتأخر انتخاب الرئيس التوافقي للجمهورية اللبنانية، لأن الواقع السياسي الداخلي المأزوم يحتاج إلى رئيس بهذه المواصفات، إذ ان ايًا من فريقي 8 و14 آذار لا يملك الاكثرية النيابية اللازمة اولاً لتأمين انعقاد جلسة الانتخاب (86 نائبًا من اصل 128 نائبًا يتكون منهم مجلس النواب اللبناني) وثانيًا لتأمين فوز مرشحه بنيله اصوات الاكثرية النيابية المطلقة (65 نائبًا من اصل 128).&
عجز عن اللبننةوتعتقد مراجع سياسية عاملة على خط الاستحقاق الرئاسي اللبناني أن الفرقاء السياسيين اللبنانيين اثبتوا مرة جديدة خلال مهلة الشهرين الدستورية لانتخاب رئيسهم أنهم عاجزون عن حل أي مشكلة داخلية بمعزل عن التدخلات الخارجية، اذ سقطت على مدى هذين الشهرين كل المحاولات التي جرت لما سمي "لبننة" انتخاب رئيس الجمهورية الجديد تحت عنوان "رئيس صُنع في لبنان" لأن هؤلاء اللبنانيين "تعوّدوا" دومًا على ايكال القرار في معالجة قضاياهم للخارج، سواء كان هذا الخارج عربياً أو اجنبيًا، ولم يتعلموا شيئًا من دروس الحقبتين السورية والعربية، ولا من دروس الحقبتين الاوروبية والاميركية. ولذلك يردد رئيس مجلس النواب نبيه بري في مجالسه الخاصة وأمام زواره هذه الأيام أن التدخلات الخارجية في الشأن اللبناني عمومًا، وفي الاستحقاق الرئاسي خصوصاً، ستبدأ واسعة بعد اسابيع وتحت وطأة الضغوط والمضاعفات التي ستنجم من الفراغ في سدة رئاسة الجمهورية، لتجدد الكرّة بانتخاب رئيس للبنان "صُنع في الخارج" كالعادة وطُلب من اللبنانيين الموافقة عليه بلا ابطاء أو تردد. &