أخبار

فقدان للاستقرار الأمني وفراغ في المؤسسات

حزب الله يقاتل في سوريا ولبنان يدفع الثمن

-
قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

ثمن كبير يدفعه لبنان جراء متابعة حزب الله قتاله في سوريا، منه عدم الاستقرار الأمني، وكذلك الفراغ الذي بات يهدد كل مؤسساته بدءًا بالرئاسة ثم مجلس الوزراء والنواب.

بيروت: الثمن الأخير لقتال حزب الله في سوريا تمثل بمقتل 16 من عناصره، وإصابة 24 آخرين في اشتباكات أمس الأول مع قوات المعارضة السورية على الحدود مع لبنان. لكن انجرار الحزب إلى مستنقع القتال إلى جانب قوات الأسد في سوريا يزيد من تعقيد المشهد اللبناني ويزيد من مأزوميته، وهو ما يؤكده نواب وخبراء تحدثوا لـ"إيلاف".&حجج واهية&يقول النائب نضال طعمة (المستقبل) إن الحجج التي كان يعطيها حزب الله في قتاله في سوريا، من خلال قوله إنها معركة استباقية كي لا يصل المتطرفون إلى لبنان، لمسنا أن كل الحجج سقطت لأن المتطرفين أصبحوا اليوم على الحدود اللبنانية، وقتاله في سوريا استجلب المتطرفين إلى لبنان، إن جبهة النصرة وداعش&تنظيمان مرفوضان لكنهما نتيجة تدخل حزب الله في سوريا.&ويتابع طعمة في حديثه لـ"إيلاف": "هناك بعض الشباب غرر بهم، وليس محبة بداعش أو بجبهة النصرة، بل كردة فعل لما يفعله حزب الله في سوريا، والمفروض على حزب الله أن يرد اعتباره، ونناشده الانسحاب من سوريا اليوم قبل غد، إذ كلما طال مكوثه في سوريا كلما زاد الخطر، والسفينة ستغرق الجميع، ورفضنا التام اليوم أن يدخل داعش أو جبهة النصرة الأراضي اللبنانية، يجب على الدولة اللبنانية والقوى الأمنية أن تتشدد في الموضوع، وعلى حزب الله القليل من التواضع".&جريمة كبرى&ويلفت طعمة إلى أن "من يموت من حزب الله هم شباب لبنانيون، واستشهادهم بغير مقاومة اسرائيل هي جريمة كبرى، وخيارات حزب الله الأخيرة في القتال في سوريا كانت خاطئة ونتمنى ألا يستمر أكثر في الخطر، خصوصًا أننا نسمع أن حزب الله قد يشارك في الأحداث العراقية أيضًا".&ويؤكد طعمة أن الثمن الذي يدفعه لبنان في قتال حزب الله في سوريا هو أولاً عدم الإستقرار الأمني، والفراغ في كل المؤسسات، فالنواب والوزراء يمتنعون عن الإجتماع اليوم، والفراغ يصيب كل المؤسسات، والمجلس النيابي أكثر من غيره مهدد بالفراغ أيضًا، عندها قد نحتاج إلى هيئة تأسيسية جديدة تمامًا، كما ذكر الأمين العام لحزب الله، فالوضع الأمني غير مستقر والوضع الدستوري غير مريح أيضًا.&ضربية الاشتراك&بدوره، يعتبر النائب سليم سلهب (التيار العوني) في حديثه لـ"إيلاف" أن الأمر يعود إلى اشتراك حزب الله في الحرب السورية، وهذه أحد مسببات الحرب بينه وبين جبهة النصرة، ويعتبر سلهب أنه من الضروري أن يتم تحييد لبنان ومنع بعض العناصر المتطرفة من الولوج إلى لبنان على الحدود الشمالية.&ويؤكد سلهب أن الجميع خاسر، وكل العرب هزموا، لأن اسرائيل تستفيد من خلافاتنا وانقساماتنا كي تقوم بما تريد، ونحن نلتهي بمن هو الرابح ومن هو الخاسر، وبحسب سلهب الجميع يخسر في لبنان.&ويلفت سلهب إلى ضرورة أن نصل إلى نتيجة لا نتعاطى فيها بغير الأمور اللبنانية، ونتجنب كل الأمور التي تجر إلى الإرهاب والراديكالية، لأننا بلد رسالته الإعتدال ويجب تجنّب المشاكل مع البلدان المجاورة، ويجب أن نبقى محافظين على حد أدنى من توافق داخلي.&كلفة تدخل حزب الله&يؤكد المحلل في علم الجيوبوليتيك الدكتور فريد نصر لـ"إيلاف" في قراءة لكلفة تدخل حزب الله في سوريا، ويقول إن حزب الله غامر لأنه قد خاض الحرب في سوريا كحزب لبناني، وشارك فيها كحزب شيعي، وهذا ما سوف يستجلب نقمة السنة حتى لو بعد أعوام.&أما داخليًا، يتابع نصر، فهو لم يستجلب تأييد حليفه الإستراتيجي التيار الوطني الحر بقيادة العماد ميشال عون، أما أمنيًا فهو بات مستهدفًا فقد رأينا الإنفجارات التي حصلت داخل الضاحية وفي المراكز التابعة لحزب الله في بيروت والبقاع، من دون أن ننسى أن قاعدته الشعبية ليست كلها مؤيدة للانخراط في حرب سوريا، بل أن بعضها لا يؤيد ذلك، رغم أن حجة حزب الله كانت دائمًا أن انخراطه في الحرب السورية إنما لدرء المتطرفين عن لبنان.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف