لهذه الاسباب غيَّر حزب الله موقفه من الحكومة اللبنانية

يتساءل البعض عن تخلي حزب الله عن الصيغة القديمة التي كان يطالب بها في تشكيل الحكومة اللبنانية، ويُعيد ذلك الى أسباب عدة منها أن حزب الله محشور في المحكمة الدولية وأمنه اصبح مخروقًا.

بيروت: رغم الصعوبات التي تواجه تشكيل الحكومة اللبنانية، الا أن التفاؤل والايجابية هما اللذان يحكمان المواقف، وتبقى العقد في البيان الوزاري للحكومة الجديدة، وما يجب أن يتضمنه، والسؤال الذي يطرح، لماذا غيَّر حزب الله رأيه وقبل بالصيغة الحكومية الجديدة، بعدما كانت نبرة الامين العام لحزب الله حسن نصرالله عالية ولا ترضى بأي تنازلات؟

يقول النائب نضال طعمة ( المستقبل ) في حديثه لـ"إيلاف" إن حزب الله محشور جدًا بسبب حربه في سوريا، وبسبب الاتفاق الايراني الاميركي، الذي ضغط كثيرًا لجهة قبول حزب الله بصيغة حكومية جديدة، وحزب الله يريد المشاركة بحكومة في لبنان على الاقل لتغطية ما يقوم به في سوريا، ولكل تلك الاسباب وضع حزب الله غير مريح بالنسبة لجماهيره، وكذلك وضعه في سوريا أيضًا غير مريح، يريد اليوم غطاءً داخليًا من اجل كل تلك الامور.

ويلفت طعمة الى أنه بعدما كان حزب الله متمسكًا بموقفه، وبأن لا حكومة الا تحت الصيغة التي يريدونها أي 996، اليوم قبلوا بصيغة الـ 888، بسحر ساحر والمداورة بكل الحقائب.

وتبقى صيغة البيان الوزاري غير متفق عليها اليوم، رغم زيارة الوزير الايراني الى لبنان الذي حمل موجة من التفاؤل بتشكيل حكومة جديدة في لبنان.

ولدى سؤاله أن نبرة الامين العام لحزب الله حسن نصرالله كانت عالية في خطاباته في حين قدم الحزب تنازلات كثيرة، اين تكمن اهمية تلك الثنائية الضدية في المواقف برأيك؟ يقول طعمة :" كلما طلع نصرالله وخطب بالجماهير تكون رسالته لتقوية شعبه، من هنا علو نبرته والتأكيد بأن خياراته صحيحة، اما المكتب السياسي للحزب، فموقفه مختلف لأن ما يجري على الارض غير ما يقال.
اليوم نصرالله عليه أن يعود الى لبنانيته، والقرار ليس بيده بل بيد ايران.

المحكمة الدولية

ويرى طعمة أن العدالة ستبدأ قريبًا في قضية رفيق الحريري، والحكم على المجرمين مهما طال الامد سيتم، وحزب الله معروف رأيه بالمحكمة الدولية، وهي برأيه بعيدة عن كل الاتفاقات، ومهما طال الامد المجرم سينال عقابه وسيُعرف من هو، حزب الله لديه متهمون قريبون منه، ويمكن القول إن سعيه الى تشكيل الحكومة بسبب "الحشرة" التي يعيشها في سوريا وغيرها.
الى أي مدى الضغوطات الخارجية ساهمت بتغيير حزب الله رأيه والقبول بالحكومة؟ يجيب طعمة:" كل الاتفاقات تسير بهذا الاتجاه، كل الدول بطريقة من الطرق تضغط كي لا يكون لبنان ساحة قتال، وكل هذه الاتفاقات تسير بهذا الاتجاه، ومن مصلحة لبنان السير بحكومة لكن يجب أن تبقى الثوابت الرئيسية هي هي.

عن خوف قيادات حزب الله بسبب استهداف المناطق التابعة لنفوذها بانفجارات مما حدا بها الى القبول بأي صيغة حكومية تطرح، يقول طعمة :" هذا ايضًا من اسباب قبول حزب الله اليوم بتشكيل حكومة، لأن حزب الله شعر اليوم أن امنه مخروق، فتفجير الضاحية والسفارة الايرانية رسالة موجهة الى حزب الله، وهو ليس بوضع مريح امنيًا اطلاقًا.

ويشير طعمة الى رأيين في قوى 14 آذار/مارس، رأي يقول بأنه لا يقبل بالدخول بحكومة مع حزب الله ونقطة على السطر، ورأي آخر يتطلع الى استحقاق رئاسة الجمهورية وبضرورة أن نكون داخل الحكم، والوجود داخل الحكومة اليوم قد يحل بعض الامور الاقتصادية والسياسية والامنية.
والتعقيد الاساسي برأيه في تشكيل الحكومة يكمن في البيان الوزاري ولن تقبل قوى 14 آذار/مارس إلا بوجود اعلان بعبدا فيه، وبعدم وجود اشكالية الجيش الشعب والمقاومة.

الرأي الآخر

يؤكد مصدر في قوى 8 آذار/مارس لـ"إيلاف" أن حزب الله قام بالخطوة الاولى وتخلى عن صيغة 996، لكن يبقى ذلك ضمن فترة محددة، ويجب على الفريق الآخر الاستفادة من تلك الفترة المحددة، في حين أن الامين العام لحزب الله حسن نصرالله كان واضحًا وصريحًا في خطابه الاخير بعدم التلاعب مع حزب الله من قبل الفريق الآخر، واشار الى أن حزب الله لن يقبل حكومة لا يتضمن بيانها الوزاري الاشارة الى "الجيش الشعب والمقاومة".