بعد كثرة الشائعات التي طالت أمنهم واستقرارهم
اللبنانيون بمواجهة ... الحرب النفسية
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
قد تكون الحرب النفسية التي يعيشها معظم اللبنانيين اليوم نتيجة تسريب شائعات عبر وسائل التواصل الاجتماعي، أشد فتكًا من الانفجارات التي طالت معظم المناطق اللبنانية.
بيروت: بعد اغتيال الوزير محمد شطح، وما تلاه من أحداث وانفجارات أمنية، يعيش معظم اللبنانيين حالة من التوجس الامني، تغذيها مواقع التواصل الاجتماعي التي بدأت منذ فترة تبث تحذيرات من وجود سيارات مفخخة دخلت الى لبنان، اتضح أنها كانت شائعات بمعظمها.
في ظل هذه الحرب النفسية التي يعيشها معظم اللبنانيين، كيف يمكن مواجهة ذلك؟، وكيف تؤدي هذه الحرب النفسية دورها اليوم من خلال الحوادث المتلاحقة؟
يقول الدكتور ناجي كرم ( اختصاصي علوم سياسية) لـ"إيلاف" إن الحرب النفسية تعتبر من اهم مواضيع الساعة، ويمكن أن نطلق عليها اسم "مرض التحدي"، لأنها تتحدى المعنويات، وتستخدم اسلحة حادة تطعن الشخصية وينتج عنها تلوث فكري وسلوكي، وهذا أمر خطير توقف عنده علم النفس.
واعتبره محورًا اساسيًا في نضاله مع أزمة الحرب النفسية، التي أصر على أنها حرب باردة، أي حرب اعصاب، قد تكون حربًا بلا سلاح موجّه وبلا مدافع، لكنها أشد خطرًا لأنها تعتمد على اساليب خبيثة تصيب الانسان في انسانيته، وتعطيه شعورًا بالخيبة يقلل من قابليته على التحسس بمسؤولياته الوطنية، ويجعله عاجزًا عن تفهم الظروف ومجابهتها بالأساليب الواقعية والعملية.
ويضيف كرم:" هذا تمامًا ما يحدث اليوم في لبنان، حيث اصبحت الشائعات هي المسيطرة على عقول الناس، وتتغذى هذه الشائعات برأيه بسبب الخوف من المجهول والخوف على الامن والاستقرار في البلد".
الشائعات
عن دور الشائعات المتنقلة على مواقع التواصل الاجتماعي، يرى كرم أن الشائعة تأخذ طابع الدعاية نفسها، فهي تهدف الى تزييف الحقائق وتتحرك بالكلمة المنطوقة والمكتوبة بين الافراد، متعمدة بث الشقاق والخوف، وتوسيع الخلاف بين الخصم وحلفائه في الداخل والخارج، واجباره على تغيير خططه وبرامجه، وهي دائمًا تجد اذنًا صاغية وميلاً قويًا لتقبلها كحقيقة ثابتة، رغم أنها لا تحمل دليلاً على صحتها، وتتغيّر تفاصيلها من فرد الى آخر.
ويضيف:"تنطلق الشائعة من واقع المجتمع الذي تبث فيه، وتأخذ حاجات الافرادفي الاعتبار عند بثها، وهي تتسم بطابع الغموض، كونها لا تنتسب الى مصدر محدد، وهذا ما حصل اخيرًا في البلد عندما تم بث شائعات أمنية عدة لم يذكر فيها المصدر الموثوق.
ويعتبر كرم أن الشائعة تُنسب من خبر لا اساس له من الصحة، أو دبلجة خبر فيه شيء من الصحة، وتكون دائمًا موجزة كي يسهل نشرها.
عن انواع الشائعات علميًا، يقول كرم إن هناك الشائعات السوداء، وهي تحمل طابع التشاؤم وتكون سريعة الانتشار والهدف منها ارباك الخصم، اما الشائعات البيضاء فيراد منها تثبيت الثقة وتقوية العزائم.
وبرأيه تكثر الشائعات في اوقات الازمات الامنية، وهذا ما شهدناه في فترات كثيرة في لبنان، حيث لعبت تلك الشائعات دورها السلبي في تحطيم معنويات الناس وبث سموم الفتنة في الكثير من الاحيان.