أخبار

إتهام الدول الكبرى بالتورّط في سحق الأقليات

محللون: الضربات الأميركية لتنظيم داعش "رفع عتب"

-
قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
&هاجم محللون سياسيون المجتمع الدولي إزاء الصمت الحاصل في ظل ما تتعرض له الأقليات في العراق من عمليات قتل يومية على يد تنظيم الدولة الإسلامية، وأكدوا أن الصمت يعني تورط تلك الدول في سحق الأقليات. &بيروت: &قال&الكاتب والمحلل السياسي عادل مالك لـ"إيلاف" إن الجانب الإنساني للمجتمع الدولي يدّعي الحرص على حقوق الإنسان والمضطهدين، أما من حيث التطبيق تُترك الأقليات، من دون أي دعم دولي إلا من خلال مجلس الأمن، الذي دعا في رسالة إلى احترام حقوق الأقليات من دون اتخاذ أي قرار فعلي".ويضيف مالك: "لا يمكن التحدث عن موقف مبدئي من الدول الغربية الكبرى حيال المحافظة على ما تتعرض له الأقليات، خصوصًا في منطقة الشرق الأوسط بسبب تنظيم داعش وغيره من التنظيمات التي تستهدف الأقليات".&ويعترف مالك بالتخاذل الدولي تجاه الأقليات في العراق، ويؤكد أن هنالك إزدواجية في المعايير بالنسبة للدول الغربية، فدولة كفرنسا يعلن رئيسها فرنسوا هولاند أو وزير خارجيتها استعداد فرنسا استقبال النازحين من موصل العراق بالتحديد، باعتبار أن فرنسا لها باعها الطويل في هذه المنطقة وتتعاطف تلقائيًا مع الأقليات المسيحية، والسؤال الذي يطرح بحسب مالك هل هذا يكفي؟ طبعًا الإستعداد لإيواء النازحين الذين اضطروا إلى هجرة قراهم ومنازلهم، فكرة جيدة من حيث المبدأ إنما لا تضمن حقوق الأقليات بالتعرض إلى أخطار أخرى، ونعم هناك تخاذل دولي في معالجة قضية الأقليات في الشرق الأوسط".&مصالح الغربويرى مالك أنه ما يُمنح للأقليات هي ضمانات كلامية وليست عملية، وقال:" الدول الكبرى تتبع مصالحها ولا تشكّل جمعيات خيرية، وهي تريد أولاً وأخيرًا الحفاظ على مصالحها".ولكن هل تبقى هذه الأقليات في المنطقة في ظل الإبادة التي تواجهها؟ يقول مالك نتحدث عن داعش وعن تنظيمات أخرى مشابهة تبيد الأقليات وتشكل خطرًا داهمًا على وجودها، والأقليات ليس لها من يدافع عنها بشكل فعلي، وعلى تلك الأقليات أن تستجمع ذاتها وتحاول أن تقيم علاقات جديدة مع دول تؤمن وتدافع عنها.&الضربات الأميركيةويلفت مالك إلى التردد حيال موضوع العراق، خصوصًا بعد مناشدات كثيرة من الدول للتدخل للحد من مخاطر تنظيم الدولة الإسلامية، وأميركا التي تعتبر أن أصابعها احترقت في الشرق الأوسط وخصوصًا العراق، لا تريد تكرار هذه الأزمة، وما فعله الرئيس الأميركي أنه أعطى أوامر بقصف جوي لبعض المواقع التي يتجمع فيها تنظيم داعش، يؤشر إلى إرتباك أميركي، فمن جهة لا يمكن التدخل على الأرض على الإطلاق وفي المقابل الطيران الجوي العسكري قد يسدد ضربات إلى تنظيمات إرهابية، لكنه لن يمنع مخاطر هذه التنظيمات على الإطلاق، فهي تبقى خطوات "رفع عتب" لا أكثر ولا أقل.&عوامل سياسيةبدوره، يعتبر الكاتب والمحلل السياسي معن بشور في حديثه لـ"إيلاف" أن ما يحرك المجتمع الدولي وتنظيماته وهيئاته وحكوماته، هي عوامل سياسية بالدرجة الأولى، وإن كانت لتلك الحكومات وامتداداتها مصالح في تضخيم قضية ما، لا تتأخر، وإذا كانت لها مصالح في التعتيم على قضية ما فلا تتأخر أيضًا.&ويلفت بشور إلى أنها ليست مسألة حقوق إنسان وحماية جماعات ومكونات معينة، بقدر ما هي مسألة مرتبطة بمصالح هذه الحكومات والمنظمات إلى حد كبير، لذلك ما نشهده في العراق هو اضطهاد ديني وعرقي ومذهبي وكلها أنواع يجب مقاومتها وخصوصًا من قبل المجتمع الدولي، لكننا نراه يغمض عينيه أمام مصالحه.ويؤكد بشور أن الضربات الأميركية لن تجدي نفعًا في العراق، ولن تغيّر معادلة الأمور، وربما مثل تلك الضربات تؤدي إلى التدخل الأميركي حيث نتائجها سيئة على مجتمعاتنا، وهي بالطبع لا توقف التمدد الذي يقوم به داعش.&

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف