أخبار

داعش لا تثق بهم فتمنحهم أدوارًا ثانوية

المجموعات الجهادية المتطرفة تجذب الشباب البريطاني

-
قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

يحلم البريطانيون الذين قرروا الانخراط في صفوف الجهاديين المتطرفين في سوريا أو العراق بأن يكونوا في الخطوط الأمامية والسلطوية للجهاد، وليس أن يكون لديهم دور ثانوي. لكنهم على الأرض يصدمون بحقيقة مغايرة تمامًا عندما يلتحقون بداعش، إذ يعهد التنظيم&إليهم أدواراً ثانوية كالانتحاريين أو الحراس، لكونه لا يثق بهم كما إنهم لا يتكلمون العربية.

حملت اللهجة الانكليزية للشخص الذي قام بقطع رأس الصحافي الأميركي جيمس فولي في شريط الفيديو الذي بثه تنظيم "الدولة الإسلامية"، حملت بريطانيا على التساؤل عن الأسباب التي تدفع رعاياها إلى الانضمام إلى المقاتلين في سوريا والعراق.

قالت آرين ماري سالتمان، الباحثة المتخصصة في قضايا مكافحة الإرهاب في مؤسسة كويليام لوكالة فرانس برس، إن جيل الشباب البريطانيين "يواجه صعوبات في صنع هوية خصوصًا في مجتمع يخضع للعولمة، حيث تتشابك الهويات". وأضافت أن "بعض الأشخاص يشعرون بارتياح أكبر في بيئة محددة، وبالتالي هم أكثر عرضة للانجذاب إلى هذه المجموعات، التي تعد بالموت كشهيد، وحيث يصبح الفرد بطلًا ينقذ العالم".
&
عقدة الاضطهاد
وهناك نماذج عدة بين الشباب الذين تجذبهم هذه المجموعات المتطرفة. وقال أفضل أشرف، الخبير في الفكر الإرهابي لدى معهد "رويال يونايتد سورفيسز إنستيتيوت" للأبحاث في لندن: "نجد عددًا كبيرًا من المجرمين واللصوص الذين أصبحوا متشددين في السجن"، وأيضًا "نجد مسلمين تأثروا بالأحداث التي تدور في العالم".
&
أضاف "خلال الحرب الأهلية الإسبانية شعر كتّاب شباب، مثل لوري لي وإرنست همنغواي وغيرهم، بالاضطهاد"، مشبّهًا هؤلاء "بالمسلمين الذين تضطهدهم الحكومات الغربية".

وقال شيراز ماهر من المركز الدولي للدراسات حول التشدد في كينغز كوليدج في لندن إن البريطانيين الذين قرروا الانخراط في صفوف المتطرفين لديهم فكرة واحدة هي "أن يكونوا في الخطوط الأمامية لأي نزاع، وليس أن يكون لديهم دور ثانوي".
&
لكن برأي أشرف، الحقيقة تكون مختلفة تمامًا عندما يلتحقون بصفوف مقاتلي الدولة الإسلامية، وتعهد إليهم الأدوار الثانوية "كالانتحاريين أو الحراس"، مشددًا على أن الدولة الإسلامية "لا تثق بهم، كما إنهم لا يتكلمون العربية".
&
صدمة أكبر
وهذا الشهر قتل محمد حميد الرحمن الموظف البريطاني السابق في متاجر برايمارك للملابس، البالغ من العمر 25، أثناء القتال في صفوف الدولة الإسلامية. وإذا تم التأكد من أن الرجل الذي قتل فولي، وكان يتحدث بلكنة بريطانية واضحة، هو مواطن بريطاني، فهذا خيار لا يفاجئ آرين ماري سالتمان، التي قالت "إنه قرار متعمد 100 بالمئة (...) عندما نرى شخصًا نشأ في ما نعتبره مجتمعًا ديموقراطيًا، فهذا يؤثر فينا أكثر".
&
وظهرت مخاوف التهديد الإسلامي على الأراضي البريطانية في أيار/مايو 2013 عندما قتل الجندي لي ريغبي بوحشية في وضح النهار في أحد شوارع لندن على يد بريطانيين من أصول نيجيرية اعتنقا الإسلام. ومنذ عامين توجه 400 إلى 500 بريطاني إلى سوريا والعراق، وفي الآونة الأخيرة ينشر البعض "إنجازاتهم" على شبكات التواصل الاجتماعي.
&
ونشر مهدي حسن (19 عامًا) صورة له على تويتر، ظهر فيها في سوبرماركت يحمل وعاء نوتيلا، موضحًا أن "زملاءه الجدد لن ينقصهم شيئًا". ونشر عبد الماجد عبد الباري، ويتحدر من غرب لندن، صورة له مع رأس مقطوعة، مع تعليق "لحظة استراحة مع صديقي أو ما بقي منه".
&
أبعد من الانترنت
وحتى إذا كانت عملية التجنيد تتم أساسًا على شبكات التواصل الاجتماعي، تنجح المجموعات المتطرفة أيضًا في جذب بريطانيين في "العالم الحقيقي". وقالت سالتمان "قبل شهر كنت سأقول لكم إن عدد المقاتلين من بريطانيا سينخفض، لكن الأفراد يريدون دعم قضية رابحة. والدولة الإسلامية أصبحت كذلك اليوم في نظرهم".
&
وعمدت الشرطة البريطانية هذا العام إلى توقيف عدد كبير من الأشخاص (69) يشتبه في أنهم توجّهوا للقتال في سوريا وفقًا لأرقام نشرتها هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) مقابل 24 في 2013.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف