من النقيض إلى النقيض لكن لمواجهة (داعش) في العراق
البرلمان البريطاني لكاميرون الجمعة: اذهب للقتال
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
يعقد مجلس العموم البريطاني جلسة طارئة، الجمعة، للموافقة على مشاركة بريطانيا في الضربات الجوية ضد تنظيم (الدولة الإسلامية)، مع تأكيد رئيس الحكومة على أن لندن تنتقل الآن إلى مرحلة عمل جديدة.
نصر المجالي: على عكس موقف البرلمان البريطاني في صيف العام الماضي، حين رفض المشاركة في أي عمل عسكري ضد سوريا، فإنه سيقرر المشاركة لكن ليس ضد نظام بشّار الأسد، بل في العراق ضد (داعش).
ويصوت مجلس العموم العائد من الإجازة، بعد الاستماع إلى كلمة من رئيس الحكومة، على السماح لسلاح الجو الملكي البريطاني بضرب أهداف لتنظيم الدولة الإسلامية في شمال العراق. وتؤيد الاحزاب الثلاثة الرئيسية في بريطانيا (المحافظون والعمال والأحرار الديموقراطيون) هذه الخطوة، لذا فإن من المتوقع اقرارها في البرلمان بسهولة.
وكان رئيس الحكومة ديفيد كاميرون دعا البرلمان للإنعقاد، يوم الجمعة، للموافقة على مشاركة بريطانيا في الهجمات ضد التنظيم في العراق. وقال رئيس الوزراء البريطاني في كلمة ألقاها أمام اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة إنه "يجب على بريطانيا الانضمام الآن والمشاركة في الضربات الجوية التي تقودها الولايات المتحدة ضد تنظيم الدولة الاسلامية".
وأضاف "أدعو البرلمان للإنعقاد يوم الجمعة للموافقة على مشاركة بريطانيا في الهجمات ضد التنظيم في العراق". وجاءت كلمة كاميرون اثناء قصف طائرات أميركية مواقع تابعة لتنظيم الدولة الإسلامية.
مرحلة جديدة
وأشار كاميرون في كلمته امام الجمعية العامة للأمم المتحدة، التي تضم 193 عضواً، إلى أن "من الصواب أنه يجب على بريطانيا الان الانتقال إلى مرحلة عمل جديدة". وأوضح رئيس الوزراء البريطاني في كلمته أن "الأخطاء السابقة لا ينبغي أن تعيق اتخاذ أي إجراء ضد تنظيم الدولة الاسلامية".
وقال كاميرون إنه "يجب أن نعطي ايران فرصة كي تظهر أنها قادرة على أن تساهم في حل" في سوريا. واضاف كاميرون الذي التقى الاربعاء الرئيس الايراني حسن روحاني: "بإمكان القادة الايرانيين أن يساعدوا في دحر تهديد" تنظيم الدولة الاسلامية.
بروفة لكلمة البرلمان
وقال مراسل بي بي سي في الأمم المتحدة نيك تايرنت إن" خطاب ديفيد كاميرون في الأمم المتحدة كان بمثابة "بروفة" على كلمته التي سيلقيها امام البرلمان يوم الجمعة"، مضيفاً أنه "بدا وكأنه يخاطب البرلمان البريطاني وليس دبلوماسيين".
وأضاف تايرنت أن "كاميرون ركز في خطابه على الدور الذي ستلعبه الضربات الجوية البريطانية على العراق"، مشيراً إلى أنه أكد على شرعية المشاركة البريطانية بالضربات الجوية في العراق، وهذا أمر حساس في البرلمان البريطاني.
وأردف المراسل أن كاميرون اوضح في كلمته أنه لا يعتقد "أن على الدول الغربية إرسال أي قوات برية للقتال في العراق، إنما المشاركة بالضربات الجوية".
من النقيض إلى النقيض
والى ذلك، تحدث تقرير لصحيفة (ديلي تلغراف) اللندنية عن تغيير رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون لموقعه من النقيض إلى النقيض، وقال: "فقبل أقل من سنة، توجه إلى مجلس العموم طالبًا تصريحًا بقصف قوات نظام بشار الأسد، وهو ما رفضه مجلس العموم".
وأضاف التقرير: "والآن سيتوجه كاميرون إلى نفس المجلس طالبًا تصريحًا بقصف مسلحي تنظيم الدولة الإسلامية المعارض". واشار الى أنه كانت ذريعة قصف قوات النظام قبل سنة مبنية على افتراض استخدام النظام اسلحة كيميائية.
ويقول التقرير إنه ليس هناك شك في إجرام تنظيم الدولة الإسلامية، الذي يحرص على توثيق ذلك بلقطات فيديو يضعها على الانترنت، "إنه لا يسعى الى طرد المسيحيين والدروز فقط، بل كل المسلمين الذين يختلفون معه". ويعتقد كاتب التقرير أن مجلس العموم سيمنح رئيس الوزراء التصريح، لكنه مع ذلك ينبه إلى خطورة الموضوع.
ويخلص إلى القول: إنه ليس هناك حلفاء على الأرض، فالذين يقاتلون على الأرض ضد تنظيم الدولة هم الجيش النظامي السوري وحزب الله والميليشا الكردية السورية، والولايات المتحدة لا تثق بأي منهم، ومن دون حليف على الأرض لن تؤدي الضربات الجوية إلى نتائج.