قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
هافانا: كان "قسم المصالح" الاميركية في كوبا خلال السنوات الاخيرة موضع خلاف شديد واستفزازات من على جانبي سياجه الحديدي العالي الذي يقابل فلوريدا.&ويقع قسم المصالح المسى ب"سينا" في مبنى كبير من ستة طوابق تعتبر رسميا في الاراضي الدبلوماسية السويسرية، تحت حراسة شرطيين كوبيين في الجادة الكبيرة المحاذية للبحر في هافانا. وهو بشكل كتلة كبيرة من الاسمنت المسلح والزجاج بشارع ماليكون.&ولا يمكن المرء ان يوقف سيارته او حتى يسير على قدميه الى جانب سياجه دون اثارة غضب حراسها المتشددين.&وحتى الان يقتصر عمل "سينا" وموظفيها ال360 - اغلبيتهم من الكوبيين - رسميا على عمليات قنصلية والدفع بحقوق الانسان لكن يفترض ان تتحول البعثة الى سفارة في اطار التقارب بين واشنطن وهافانا.&وفتحت السفارة الاميركية مجددا في 1977 بعد غلقها في 1961 اثر انقطاع العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، في شكل قسم مصالح بناء على اتفاق بين جيمي كارتر وفيدل كاسترو. ومن حينها كانت السلطات الكوبية ترى فيها رأس حربة عمليات التخريب والمؤامرات التي تحيكها واشنطن.&وتمتد تحت نوافذ المبنى الذي شيد في 1953، ساحة واسعة تطل عليها منصة -يطلق عليها اسم "المنبر المناهض للامبريالية"- كتب عليها في شكل تحد شعار الرئيس فيدل كاسترو الشهير "الوطن او الموت.. سننتصر!" (باتريا او مويرتي، فنسيريموس).&وشهدت الساحة التي بنيت سنة 2000 خلال الخلاف الدبلوماسي الطويل بين واشنطن وهافانا بشان الطفل الكوبي ايلان الذي انقذه خفر السواحل الاميركيون في تشرين الثاني/نوفمبر 1999 لكن اباه اعاده الى كوبا في حزيران/يونيو 2000، ويطلق عليها اسم "مطار الاحتجاج"، العديد من التظاهرات المناهضة لاميركيا خلال العقد الاخير.&وفي اقصى طرفها الشرقي ينتصب تمثال صانع التحرير خوسيه مارتي وهو يشير بالبنان الى البعثة الاميركية ويحمل طفلا في حضنه يشبه بشكل غريب الطفل الكوبي.&وفي 1980 اثارت الحماية التي قدمتها سينا لنحو 400 منشق من طالبي اللجوء بعد تعرضهم الى الضرب، غضب فيدل كاسترو في فترة هجرة "مارييل" التي طرد خلالها 125 الف كوبي خلال سبعة اشهر من كوبا، وحشدت حينها تظاهرات كبيرة ضد الحكومة الاميركية خمسة ملايين شخص اي نصف سكان الجزيرة.&لكن السنوات الالفين هي التي شهدت خلاها النزاعات حول سينا ذروتها.&واعربت هافانا سنة 2004 عن غضبها الشديد من عدد "75" الذي زينت به البعثة الدبلوماسية واجهتها بمناسبة عيد الميلاد في اشارة الى المنشقين ال75 الذين اعتقلوا قبل تلك السنة.&وبعد ايام وضعت امام واجهة البعثة الدبلوماسية لافتة عملاقة تحمل صور التعذيب الذي مارسه الجنود الاميركيون في سجن ابو غريب العراقي، وكتب عليها شعار "فاشيون صنعوا في الولايات المتحدة".&واعتبارا من 2006، زاد قسم المصالح في الاستفزازات ببث رسائل سياسية الى الشعب الكوبي عبر لوحة ضوئية كبيرة، وأمر حينها فيدل كاسترو الغاضب بنصب 138 علما اسود امام قسم المصالح الاميركية لحجب الرسائل المعادية.&ولم تطفأ اللوحة الضوئية حتى 2009 اي قبل اشهر من تولي باراك اوباما الحكم.&وبالنسبة لعشرات الاميركيين العاملين في سينا، كان تمثيل الولايات المتحدة في كوبا لمدة طويلة تحديا كبيرا.&ومن بين ممثلي اميركا الاكثر تعرضا الى المضايقات الكوبية ووسائل الاعلام فيكي هاندلستون (1999-2002) وجيمس كاسون (2002-2005) العميل السابق في وكالة الاستخبارات المركزية (سي اي ايه) الذي كان له الشرف في 2005 ان يمثله "كارتون" (رسوم متحركة) كوبي باسمه.&وتراجع التهديد والوعيد خلال السنوات الاخيرة في دليل على انفراج تدريجي بين البلدين الجارين اللذين لا يفصل بينهما سوى 170 كلم من مضيق فلوريدا.&