على خلفيّة المشادة الكلاميّة الأخيرة بين الخليل والحسيني
تهميش "الآخر" ونبذه يدخل في صلب الإعلام اللبناني
قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
لم تكن مقبولة المشادة الكلاميّة بين المحامية بشرى الخليل، والمحامي منير الحسيني، على إحدى القنوات اللبنانيّة، ما يدفع إلى السؤال هل بات نبذ الآخر وتهميشه من صلب أجندات وسائل الإعلام لاستقطاب جمهور أكبر؟
بيروت: بعد المشادة الكلاميّة بين المحامية بشرى الخليل والمحامي منير الحسيني على خلفية الإعتداء الذي حدث في القاهرة من قبل المحامين السورييّن على المحامين اللبنانييّن، يطرح السؤال هل بات التعمّد في الكلمات التي تقصي الآخر وتنبذه من صلب أجندات وسائل الإعلام لاستقطاب جمهور أكبر؟&أشار الإعلامي علي الأمين في حديثه ل"إيلاف" أن مصطلحات الآخر أصبحت إلى حد كبير من صلب إعداد أجندات وسائل الإعلام، فالجميع متربّص بالجميع، أو هذا الآخر إذا جاز التعبير، ويقوم بنبش وصياغة الأمور وبذل جهد من أجل تناول الآخر وإقصائه، وسبب ذلك الإنقسام في المجتمع وعدم الشعور أن هذا الأمر مكلف، أو يؤثر سلبًا على المؤسسة الإعلاميّة، فربما الوسيلة الإعلاميّة تشعر أنه من خلال هذا الموضوع يتم استقطاب عدد أكبر من الجمهور، بخاصة أن الجمهور الإعلاميّ بات محددًا ب"نحن"، ولم تعد الوسائل الإعلاميّة تطمح الوصول جماهيريًا إلى "الآخر"، لأنها أُنشئت ودُعمت من قبل فئة سياسيّة، ولم يعد هدفها بالتالي الوصول الى الآخر، هدفها أن تسمع نفسها، وجمهورها، وتجعله متماسكًا حول فكرة معيّنة، لذلك الجمهور كوسائل الإعلام &يحب أن يسمع نفسه، هذا الإعلام الذي يعكس ما يقوله جمهوره كل يوم، فكل شخص يقرأ ذاته في صحيفته، ولا يقرأ خصمه، ما يدفع الإعلامي إلى إقصاء الآخر من خلال النظر إلى المرآة فقط ورؤية نفسه والتباهي بها، بغض النظر عن الآخر، وحتى عندما يرى الآخر يكون ينظر إليه من خلال نفسه فقط.&من صلب إعداد الأجندات&أما الإعلامي فداء عيتاني فلفت في حديثه لـ"إيلاف" إلى أن مصطلحات الآخر أصبحت من صلب إعداد أجندات وسائل الإعلام، &فمن الطبيعي اليوم في وسائلنا الإعلاميّة أن يوصف الآخر بالعدو، وحتى القيام بشيطنته، والآخر يصبح الابليس والشيطان، ويتم إفراغه من إنسانيته، ويصبح من السهل تهيئة هذا الآخر للقتل.&الفريق الآخر&وأكد منتظر الزيدي لـ"إيلاف" (إعلامي عراقي مقيم غي لبنان عرف عنه رشقه الرئيس الاميركي السابق جورج بوش بالحذاء) أن استخدام المصطلحات التي تشير إلى الآخر بات من صلب إعداد أجندات وسائل الإعلام، وبتنا نشهد كلمة الآخر والطائفة الأخرى والجانب الآخر والفريق الآخر، وحتى كلمة الأخوان الآخرون، الأخوان الشيعة، السنة، الأخوان المسيحيون، وكأننا في دولتين متجاورتين ولسنا في دولة واحدة، وعندما نقول المكوّن الآخر يظهر وكأن هناك مكونات عدة، ويجب العودة إلى دولة المواطنة وليس إلى دولة الطوائف والمذاهب.&وحتى بعض المصطلحات في بعض الوسائل الإعلامية تسعى إلى شيطنة الآخر، وهذا جزء من أجندتها، وكذلك حيّز المكان المخصص للآخر في المقالات والتحقيقات، حيث يُعطى الآخر مساحة ضيقة ومختصرة وفي أسفل الصفحة في بعض الأحيان، كلها أمور نشهدها من خلال إعداد أجندات وسائل الإعلام في تهميش الآخر المختلف.&مساحة أكبر في لبنان&وأكد الزيدي أنه في لبنان قد يُعطى الآخر مساحة ولو كانت في الكثير من الأحيان ضيقة، إلا انه في العراق هنالك بعض الوسائل الإعلاميّة التي تجلب ضيفًا واحدًا من طائفة واحدة ورأي سياسيّ أحادي، ويقوم بالتنظير والتحليل حتى بدلاً عن الآخر المختلف عنه سياسيًا ودينيًا وطائفيًا في بعض الأحيان، ويكون هو الحكم والخصم والمذيع، لأن الرأي الآخر غير مسموع إطلاقًا في العراق.&التعليقات
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف