إشراك إيران يمثل تنازلًا من "أصدقاء سوريا"
المعارضة السورية غير متفائلة باجتماعات فيينا
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
تتحدث تقارير إعلامية عن أن روسيا لم تتوقف عن حربها في سوريا، إلا أنها ربما تريد أن تنهيها، في حين ترى المعارضة السورية، وهي الغائبة عن اجتماعات فيينا اليوم،&أن الحرب ستطول، وترفض أن تنعي "بيان جنيف"، بل تعتبره هو ما يجب أن يكون الأساس لأية عملية انتقالية.
بهية مارديني: قال المحامي رديف مصطفى، عضو الأمانة العامة في الجمعية الوطنية السورية، إن "اجتماع الأطراف الدولية في فيينا يؤكد مرة أخرى أن المجتمع الدولي يسير نحو إجراء تسوية سياسية في سوريا، وبالتالي الدخول في مرحلة انتقالية، تكون في النهاية ضامنة لرحيل بشار الأسد، هذا من حيث المبدأ".
مواقف متباينة
لكن مصطفى يشير في تصريحاته لـ"إيلاف" إلى أن "الشيطان يكمن في التفاصيل، عندما يبرز موقفان أساسيان حول مصير الأسد، وهما موقف إيراني يصرّ على بقاء الأسد ونظامه، وموقف روسي مستعد في النهاية للتخلي عن شخص الأسد، شريطة الإبقاء على (الأسدية) متمثلة في الحفاظ على ما تسمى بمؤسستي الأمن والجيش، ويقابلهما موقف سعودي مدعوم أوروبي، ويقتضي بضرورة رحيل الأسد، وموقف أميركي، يدعم لفظيًا الموقف السعودي، لكنه عمليًا هو موقف ملتبس".
واعتبر مصطفى أن "الخطير في موضوع فيينا هو الإقصاءات والتنازلات التي حدثت، سواء في ما يتعلق بالمرجعية التي يستند إليها اجتماع فيينا، أو بالتنازل الذي حصل من قبل "أصدقاء سوريا" المتمثل في إشراك إيران في المفاوضات، رغم رفضها بيان جنيف 1، إضافة إلى عدم التطرق إلى مصير من ارتكبوا جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، بل ربما إشراكهم في العملية السياسية المستقبلية".
النظام حاضر بالوكالة
أما بخصوص تغييب السوريين عن اجتماع فيينا، فقال: "يبدو أن المجتمع الدولي يسير باتجاه إنجاز اتفاق دولي إقليمي أولًا، ومن ثم إشراك السوريين في الموضوع، عبر فرض نوع من الوصاية الدولية عليهم بطرق وآليات الحل". وأضاف "اختلف مع العديد من المراقبين هنا حول أن السوريين غيّبوا معارضة ونظامًا عن مفاوضات فيينا، فالنظام حاضر عبر إيران وروسيا، وجميعنا يعلم بأن النظام سلّم بالفعل كل الملفات، وترك "السيادة" إلى كل من إيران وروسيا".
وعبّر عن خيبة أمله لأنه "جرى فقط تغييب المعارضة ظلمًا من هذا الاجتماع، الذي خالف مبدأ حق الشعوب في تقرير مصيرها". وشدد المعارض السوري على أنه "لا أثق بكل من إيران وروسيا، اللتين تشنّان عدوانًا مباشرًا على الشعب السوري، بأن تكونا مفتاحًا لأي حل سياسي، خصوصًا في ظل الموقف المتردد للولايات المتحدة". لينتهي بالقول "يبدو أن الحرب ستطول".
محللون سياسيون استضافتهم فضائيات عربية وغربية علقوا على الصور التي صاحبت اجتماع العاصمة النمساوية، وقالوا إن الحل أميركي، لأن جون كيري وزير الخارجية الأميركي هو الذي تصدر الاجتماع، وكان يجلس في المنتصف، ووضع إلى يمينه الموفد الأممي ستيفان دي ميستورا، وعلى شماله في الاجتماع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف. لكن لا يتوقع في المرحلة الراهنة التوصل إلى أي اتفاق حول النقاط الخلافية في مصير بشار الأسد ومستقبل نظامه ومدة المرحلة الانتقالية وكيفيتها.
المدنيون هدف روسي
من جانبه اعتبر الائتلاف الوطني السوري المعارض أن العدوان الروسي على سوريا "استراتيجيته واضحة لا لبس فيها"، بحيث يقع المدنيون على رأس الأهداف الروسية، وذلك بقصد قتلهم أو تهجيرهم.
أضاف&أن ذلك "يستدعي إدانة شديدة من المجتمع الدولي ومجلس الأمن، ويستلزم اتخاذ إجراءات عاجلة لوقفه ومحاسبة مرتكبيه، والتأكيد أن الإستراتيجية العسكرية للاحتلال الروسي تساهم في زيادة تعقيد المشهد العسكري في سوريا، وتفتح الباب واسعًا أمام امتداد الإرهاب وانتشاره، وبالتالي تقويض الحل السياسي". كما طالب الائتلاف مجلس الأمن باتخاذ إجراءات "حازمة وفعالة" لوقف العدوان الذي تشنه روسيا على الشعب السوري.
ولفت الائتلاف في بيان، تلقت "إيلاف" نسخة منه، إلى أن "وقف العدوان وعمليات القصف الجوي، ومكافحة الإرهاب بأشكاله كافة، وفي مقدمه إرهاب نظام الأسد وداعش وحزب الله، والتزام مبادئ جنيف وما صدر من مجلس الأمن من قرارات، وخاصة القرار 2118 يشكل أساسًا لاستئناف العملية السياسية؛ بما يضمن تشكيل هيئة حاكمة انتقالية كاملة الصلاحيات، وانتقال السلطة في سوريا نحو نظام مدني ديمقراطي".
خالية من الأسد
واعتبر رحيل الأسد شرطًا جوهريًاً لنجاح أية "تسوية سياسية، وأن لا يكون له أو أي ممن تلطخت أيديهم بدماء السوريين دور في أي مرحلة انتقالية أو دائمة". وطالب "كل الأطراف المشاركة في اجتماعات فيينا بأن تبدي جديتها في التوصل إلى حلّ سياسي، بدءًا باعترافها العلني والصريح ببيان جنيف، وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، وامتناعها عن أي أعمال عسكرية عدوانية ضد الشعب السوري".
وأكد الائتلاف أن "التزامه بالحل السياسي نابع من إيمانه بوقف العنف والقتل وحماية أرواح السوريين، ولكن لا ينبغي أن يؤدي ذلك إلى ترك السوريين ضحية للمجازر والقتل الوحشي، الذي يقوم به نظام الأسد وميليشيات إيران وحزب الله وطيران العدوان الروسي، وعلى الدول الشقيقة والصديقة والمجتمع الدولي تحمل مسؤولياتهم في دعم قوى الثورة السورية، والعمل على إنهاء الأزمة بكل الوسائل المتاحة".