العراق: احتجاجات شعبية تطالب بالإصلاح وحل البرلمان

&شهدت بعض المدن والمحافظات العراقية إحتجاجات شعبية واسعة تطالب بالإصلاح السياسي والاقتصادي والإجتماعي، فيما تتجه الأنظار نحو التحرك المقبل أمام البرلمان، لا سيما في ظل اتهامه بمنع الإصلاحات، وبحماية الفساد والفاسدين.&

&أسامة مهدي: طالب محتجون عراقيون في العاصمة بغداد ومحافظات عراقية جنوبية، خلال تظاهرات حاشدة نظموها اليوم الجمعة، بحل البرلمان، مُتهمينه بحماية الفساد، كما وشددوا على ضرورة تشريع قانون يُحرم الطائفية، ودعوا الى اصلاح القضاء واقالة رئيسه واسترجاع الاموال العامة المنهوبة من الفاسدين، فيما منعت السلطات المتظاهرين من الاقتراب من المنطقة الخضراء، في وسط العاصمة. &&ففي بغداد تظاهر آلاف المواطنين في ساحة التحرير، داعين الى اصلاح حقيقي وشامل، وإلى محاربة الفساد ومحاكمة المفسدين وتحسين الخدمات. وشددوا على ضرورة اجراء اصلاحات عميقة في جميع مرافق الدولة، والاعتماد على الكفاءات الحقيقية، وانهاء المحاصصة واحلال نظام المواطنة محلها، وقد رفع المتظاهرون الاعلام العراقية، واللافتات التي تدعو لمحاكمة الفاسدين وناهبيّ المال العام امام المحاكم.&&وقد منعت قوات الامن المحتجين من التظاهر أمام مدخل المنطقة الخضراء المحمية، مقر الرئاسات الثلاث وبعض السفارات الاجنبية، حيث اغلقت القوات الأمنية، منذ صباح اليوم، الجمعة، جميع الطرق والساحة الرئيسة وسط بغداد استعداداً للتظاهرات، كما انتشرت القوات الأمنية بشكل مكثف في جميع مناطق وسط العاصمة، ومنعت حركة السيارات فيها بشكل تام.&المحافظات تحتج&وتجددت الاحتجاجات في محافظات العراق الجنوبية للاسبوع العاشر، حيث طالب الآلاف، من متظاهري &بابل وكربلاء والنجف والديوانية والمثنى وذي قار وواسط وميسان والبصرة وديالى، بتوفير الخدمات، والتصدي الحقيقي للفساد في المؤسسات الحكومية والقضاء، فيما رفض المحتجون محاولات البرلمان الالتفاف على الاصلاحات، ودعوا الى قرارات جدّية تكفل تحسين الحياة اليومية للمواطنين، كما قالت وكالات انباء محلية.&&ففي محافظة البصرة، شارك المئات في تظاهرة سلمية قرب ديوان المحافظة مطالبين بإصلاحات تشمل مكافحة الفساد الإداري ومحاسبة المسؤولين الفاسدين، اضافة الى الدعوة لتطوير الوضع الاقتصادي والنهوض بالواقع الخدمي.&أما في محافظة ميسان، فقد تظاهر أهالي المحافظة وسط مدينة العمارة، مطالبين بإصلاح القضاء ومحاسبة الفاسدين وإلغاء مجالس المحافظات، كما دعوا الى إصلاح القضاء واقالة رئيسه مدحت المحمود، وإلغاء مجالس المحافظات والبرلمان، والتحقيق في ملفات الفساد بشكل علني.&وفي محافظة المثنى، تظاهر المئات من المواطنين الذين تجمعوا في مركزها مطالبين بمزيد من الإصلاحات، كما رفعوا لافتات تحمل شعار "عندما نثور نقتلع الجذور"، وامهلوا الحكومة شهرًا لتنفيذ اصلاحات حقيقية، مهددين ببدء اعتصام مفتوح. وفي كربلاء، طالب المتظاهرون بإصلاح القضاء، ودعوا الى حل هيئة الاستثمار في المحافظة، وإلى اجراء تحقيق حول أسباب سقوط الموصل، وكذلك إلغاء سلم الرواتب الجديد، وتوفير الدعم الكامل للجيش والحشد الشعبي.&وايضًا، تظاهر الآلاف من اهالي الديوانية، داعين الى تنفيذ اصلاحات حقيقية، ومحذرين الحكومة المحلية من استهداف وتهديد قادة التظاهرات، كما طالبوا بتشريع قانون لتجريم الطائفية وتسريع اجراءات كشف الفساد وملفاته في مختلف دوائر الدولة، واكدوا ضرورة إقالة المحافظ وحل مجلس المحافظة، وتقديم المفسدين من المسؤولين للقضاء، وباسقاط الدعاوى المقامة ضد عدد من الناشطين في المحاكم المختصة .&وشهدت النجف، تظاهر المئات من المواطنين الذين دعوا الى تنفيذ الإصلاحات الحكومية، وإلى محاربة الفساد واسترداد الأموال المسروقة، واكدوا استمرارهم بالتظاهر حتى تحقيق مطالبهم وإصلاح الأوضاع السياسية في البلد ورفع مستوى الخدمات.&أما في الناصرية، فقد تظاهر المئات من أهالي محافظة ذي قار وسط المدينة، مطالبين بمحاربة الفساد، كما وصفوا الإصلاحات الحكومية بالإعلامية وغير الحقيقية، وفي الحلة تظاهر ابناء محافظة بابل وسط مركزها الحلة، مطالبين بإصلاحات أوسع، وبمكافحة الفساد، وحمل المتظاهرون لافتات تندد بالفساد، وتشدد على ضرورة محاسبة المسؤولين الفاسدين، واستعادة الأموال التي استولوا عليها.&نحو البرلمان&إلى ذلك، اعلن محتجو التظاهرات ضد الفساد عن وقفة احتجاجية الثلاثاء المقبل أمام مبنى البرلمان في بغداد، وقالوا إن كُتله السياسية مستميتة في حماية الفساد والمحاصصة التي قادت البلاد الى الهاوية.&وقال المحتجون، في بيان صحافي حصلت "إيلاف" على نسخة منه: "لن نتراجع عن المطالبة بحقوقنا المشروعة، باقون في الميدان حتى تتحقق مطالبنا في الاصلاح، وهذا هو شعارنا الذي لن نتراجع عنه بوصفنا مواطنين يدافعون عن حقهم في الحياة والعيش الكريم والحرية"، واشاروا الى ان هذه هي الجمعة السادسة عشرة "وها هي الجموع التي راهن الفاسدون على انها ستتقهقر وتتراجع، فمعركة الحرية معركة طويلة الامد، وسيخسر من يراهن على تعبنا ويأسنا وتراجعنا عن حقوقنا المشروعة". &&وأضافوا: "لذا نقولها بصراحة، ان من يقف بوجه الاصلاحات بالدرجة الاولى هو البرلمان الذي يعكس صورة حقيقية لصراعات القوى السياسية المتمثلة في هذا المجلس دفاعًا عن مصالح هذه القوى، التي تتحكم بالقرار السياسي بحكم حجم تمثيلها في مجلس النواب، واستماتتها في حماية الفساد والمحاصصة التي قادت البلاد الى الهاوية، وعليه، نعلن بأننا سنلحق تظاهرة الجمعة هذه بوقفة احتجاجية عند ابواب هذه المؤسسة التي خالفت الغرض الذي اقيمت من اجله، واصبحت عائقا امام تحقيق اهداف المواطن في الحرية والعيش الكريم، وستكون وقفتنا وصرختنا المدوّية بوجه حيتان الفساد والمحاصصة يوم الثلاثاء المقبل".&إصلاحات&ويشهد العراق منذ حوالى ثلاثة اشهر تظاهرات احتجاج واسعة يطالب خلالها المحتجون، بدعم من مرجعية السيستاني، بمكافحة الفساد ومحاسبة الفاسدين وانهاء تسييس القضاء وتوفير الخدمات، لا سيّما المياه والكهرباء .&ويُذكر ان رئيس الوزراء العراقي، حيدر العبادي، وضمن حزم الاصلاحات التي اطلقها في التاسع من آب (اغسطس) الماضي، قد الغى مناصب نواب رئيس الجمهورية الثلاثة، ومناصب نواب رئيس الحكومة الثلاثة، كما اعفى 123 وكيل وزارة ومديراً عامًا من مناصبهم واحالهم على التقاعد، وأيضًا قرر تقليص عدد المناصب الوزارية الى 22 بدلاً من 33، عبر الغاء ثلاثة مناصب لنواب رئيس الوزراء واربع وزارات ودمج ثماني وزارات وجعلها اربعًا فقط، كما قام بتقليص مرتبات المسؤولين الكبار والغاء غالبية عناصر حماياتهم وإعادتهم الى القوات الامنية.&