فضاء الرأي

العراق: من أين يبدأ الإصلاح؟

-
قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك



&الإرهاب والفساد والمحاصصة الطائفية والأثنية. ثلاثة شياطين تشترك في زوايا صار بالإمكان قياسها سياسيا. مثلث ترتكز أضلاعه على بعض بقوّة ومتانة. التغذية مشتركة والتواطؤ مشترك وإدامة الأزمات وتوليدها كذلك. المشتركات تكاد أن تكون من ضرورات حفظ وجودها. وحدة وصراع الأضداد تتحوّل الى نكتة مضحكة ومبكية في الوقت نفسه. دورة التاريخ ساخرة وماكرة في العراق.
&عُلية القوم ونخبة المجتمع والصفوة من معارضي الديكتاتور السابق في مشهد تعرّي فاضح لا مثيل له. نصحو كلّ يوم على قضية فساد كبرى، ثمّ ننام على وقع التفجيرات لنصحو ثانية على قضية فساد أكبر ثمّ لا شيء... لا شيء. لماذا؟.
&الصفقات وراء الكواليس والمحاصصة كفيلة بترتيب الأوضاع. السياقات الدستورية التي وضعها البشر هي أهم من البشر عندنا. ما بين كتابنا وكتابكم علنا وفاسدنا وفاسدكم سرا، تضيع الملفّات ليبقى الوضع على ما هو عليه. الإستعراض مفتوح أمامكم والدعوة عامّة للجميع على نفقة المنطقة الخضراء ويمكنكم اصطحاب الأطفال، فالجميع معنيون بما يدور على خشبة المسرح. وصولكم متأخرين لا يهمّ، فالفصول ستعيد نفسها والخاتمة لم تكتب بعد.
الاقنعة تتساقط بمرور الايام التي باتت بلا أسماء. هي مجرد صباحات من دخان ورماد هجرتها العصافير منذ زمن. ذكرى غابرة عن صوت فيروز و"طلعت يا محلا نورها". الحاضر هو كابوس مزدوج ليلا ونهارا. للذاكرة سكاكين تذبح المستقبل من الوريد الى الوريد. الماضي وحده يطلّ علينا بأبشع ما فيه من صور ورموز وتأويلات. يجثم فوق صدورنا ثقيلا ليزيح من كلّ طرقات المدينة أيّ معنى للأمل. يمزّق الهويات ويزرع اليأس في الحقول. ثلاثة أزمنة في خصام تاريخي لا ينتهي. هل ثمّة مخرج من هذه المتاهة؟. أهي عبث المقادير أم أنّ الأقدار تدور دورتها ولكلّ مجتهد نصيب؟.
غلمان إبليس نزلوا على أرض العراق ولبسوا ثياب الضحايا. التصفيق والتهليل كان بإنتظارهم كالعادة. ثقافة "بالروح ..بالدمّ" جاهزة على الألسن والحناجر في كلّ الفصول والمواسم. من الصعب التفريق بين الشعراء وبين الذين بلا مشاعر. بين الأدب وقلّة الأدب. بين الساسّة والسماسرة. بين القرصان والمنقذ. بين الحاكم والعارف. بين السارق والمسروق. بين الدين ورجل الدين. وبين الحكيم والدجّال. ما أصعب التمييز في زمن التحوّلات.
داعش وحزب البعث ودعاة القومية والطائفة ينحدرون من سلالات الماضي الذي لا يعتقنا. التحرّر منهم له ثمن باهظ نتردّد جميعا في دفعه. ماكنة سياسية تضخّ الماضي في الحاضر بإستمرار وتعيد إنتاجه ليذبح الحاضر والمستقبل معا كقرابين على مذبح الماضي. هل يبدأ الإصلاح من معبد السياسة نفسها؟. وهل الإصلاح السياسي أولا وقبل كلّ شيء؟. أم أنّه قد يبدأ بماذا نعني بالإصلاح؟.
الإصلاح الخائف والذي يخشى الرموز المتنفذة ويراوغها ويجاملها ويستثنيها ليس إصلاحا. والإصلاح الذي لا يمسّ الأسس العميقة للفساد والمحاصصة المنتجة للإرهاب هو إصلاح تائه وبلا بوصلة وبلا منهج واضح وقاعدة متينة. والإصلاح المتردّد لا يستطيع أن يجتاح القوى غير القابلة للإصلاح وإزاحتها نهائيا من الساحة السياسية وإحالة قياداتها الى قضاء عادل. الإصلاح يحتاج الى مصلحين.
المقامرون كثر والرهان من أصعب ما يكون في اللحظة السياسية الراهنة. قد تنقلب اللعبة على لاعبيها المحليين جميعا وتنتهي بالتقسيم. غير أنّ التقسيم هو بداية وليست نهاية لنزاعات مجهرية سوف تنشأ بين ملوك الطوائف وزعماء العشائر وقادة المليشيات الوارثة للدولة المنهارة وهي تتقاتل في ما بينها حول الخيم والمرابض وآبار النفط.&

باريس
&

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
تعليق
ن ف -

لا شيء يدعوا للتفائل، لا في هذه المقالة ولا على أرض الواقع. أُشعر بالإكتآب. لا أحد يُلام فيما جرى إلا نحن. نحن أمّة بلهاء. أُمّة تُعاني من عسرة في القراءة (قراءة التاريخ) وعسرة في الفهم (فهم الواقع وإدراكه). نحن أقرب إلى المصابين بمرض التوحد Autism ، فأنماط سلوكيتنا مقيدة ومتكررة وينقصنا الحدس. نحن أمّة بليدة. فبلادة العقل تعني ثقل الفهم وركود الذِّهن وضعف الذَّكاء أيضاً. ولا أستبعد أنّ مجتمعنا مصاب أيضاً بإنفصام الشخصية الحاد، لأنه يعاني من التوهم والإدراك الوهمي. ضف إلى ذلك نحن أُمة تؤمن بالخرافة، ناهيك عن أن نسبة الإمية فيها أكثر من 75 %. أُمّة بهذه المواصفات أتوقع منها ما هو أسوء. أنا أخشى علينا أن ننقرض، فالإعراض كلها توحي بذلك. اقتتال بين الطوائف، نضوب الموارد الطبيعية (الماء والبترول)، التصحّر وإنتشار الأوبئة. الحل: ثورة شعبية عارمة؛ أحكام طوارئ؛ كتابة دستور جديد؛ فصل الدين عن الدولة مع ضرورة تغيير الخطاب الديني؛ تغيير مناهج التعليم الإبتدائي والثانوي واستحداث منهج يحثّ على التسامح، المواطنة الصالحة والإنتماء ويُدرّس من رياض الأطفال وحتى المدرسة الثانوية.

تكلف ، هو هو ، تعذب ، هو
جبار ياسين -

العراق بيت مهدم منذ زمن طويل قبل الاحتلال . إعادة البناء بمواد أولية محلية ، أكل الدهر عليها و زرب ، غير ممكن ، بل مستحيل . بلاد متهرئة ليس من شيء صالح فيها غير نفطها الذي تحت الأرض . العالم تغير ولم يعد بسيطا كما كان . قبل نصف قرن كانت اغنية لعبد الصاحب شراد " سفرتكم لطولوها " تعيد الجيش العراقي من معسكراته في المفرق الأردني الى بغداد . قبلها كانت أغاني حضيري وناصر حكيم توقف حروب العشائر الجنوبية . مصالح العراقي تغيرت ، ولا فكر لديه الا اساطير ، وهذا ينطبق على الجميع . العراقي اعزل الا من اساطيره المشوشة . الحروب والعزلة والحداد غير المعترف به تظلل العراقي طريقه .عاد الدين ومن الدين نفذ المذهب ومن المذهب نفذت القومية ومن هذه جميعا نفذت دول الجوار وصراعاتها التاريخية منذ معركة اربيلو وقلقميش والقادسية وكربلاء وحلبجة وطريق الموت ، الواصل بين الكويت والبصرة حتى سبايكر والعشرات من الأمكنة التي جعلت العراق عراقات وأهله جماعات وفلسفته هرطقات ومستقبله محض توقعات .ماسينقذ العراق هو التاريخ بثمنه المدفوع كل يوم دما وحزنا و بؤسا . وحتى يأتي اليوم الموعود سيرثي الفرات دجلة . فالشعوب التي لاتجيد مسك زمام خيل تاريخها تسحقها حوافر خيولها ذاتها .

من أين يبدأ الإصلاح؟
Rizgar -

من أين يبدأ الإصلاح؟ من أين ? اولا من التقسيم ثانيا من التقسيم ثالثا من التقسيم . والكيان المنبوذ الى الجهنم وباس المصير ...............احد مقو لات تشرشل في البرلمان البريطاني بعد الانتصار على ا لمانيا النازية , فقال سنبدا اولا ب education ثانيا education وثالثا education ...اي التعليم ثم التعليم ثم التعليم .

إلى اللي ما يتسماش
سعيد أبو سعود السعداوي -

إذا كنت تقصد العرب بـ ((الكيان المنبوذ)) فتذكّر أنّكم مَن جاء ولصق بنا. هذه أرضنا منذ أن خلق الله البشر على وجه المعمورة. ورغم أنّكم شاركتمونا خيراتنا إلا أنكم طعنتمونا بالظهر أكثر من مرّة. بالأمس القريب، تحديداً في آب 1996، تضامن، مسعود، وليّكم وناهب خيراتكم مع صدام حسين وسمح بدخول دباباته إلى أربيل. وقبل إنتهاء الحرب الإيرانية العراقية أدخل مام جلال الجيش الإيراني في جنح الليل لتحاصر قطعاتنا فتكبدنا خسائر فادحة بالأرواح. ورغم ذلك، نحن مَن أعطيناكم حكماً ذاتياً. ونحن مّن جعل مام جلال رئيساً على بلادنا. ونحن مَن نصّب معصوم أفندي رئيساً على العراق. ونحن مَن جئنا بـ هوشيار زيباري ونصّبناه وزيراً لخارجيتنا. ونحن مَن نصّبنا ثلاثة أرباع سفرائنا من الأكراد في دول العالم. بالمقابل تسلبط إلهكم وسيدكم على نفطنا وبدأ يصدّره إلى اسرائيل.. إذا كنت تحلم بالتقسيم، فمثل هذا الحلم لن يتحقق. على العموم، أنت مطلوب أمام العدالة في بغداد يا رزكار لإرتكابك مخالفات قانونية كثيرة ولعل أخطرها هي الخيانة العظمى. وأنت آخر من يتحدّث عن التعليم لأنك أمّي. حاول ان تتقن لغتك الأم أولاً ثم تعلّم اللغة العربية، لغة أسيادك. أنا متأكد جداً من أنك ليس بإمكانك أن تكتب جملة واحدة مفيدة باللغة الأنجليزية.. أتحداك!

الى الرقم 3
جبار ياسين -

" "فهمنا ان بغداد عاصمة الانفال لكن من هي عاصمة المؤنفلين ؟ ستحتار في الإجابة ولعلك ستحتار في فهم الاغنية التي غناها عبد الصاحب شراد . آه يا زمن احمد الخليل ...هربجي كرد وعرب رمز الخبال .