فضاء الرأي

روسيا في صراع وادي الرافدين

-
قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

محاور الصراع التقليدي في العراق خلال السنوات الماضية؛ امريكي ـ ايراني ـ خليجي.. ثم دخلت تركيا، إثر النفوذ في سوريا، عندها بدأت الأوصال العراقية تتقطع أكثر، وأصبحت داعش أداة خطيرة، في تحديد ملامح عراق ما بعد سقوط السيادة.

الحديث عن دور روسي تكثف بعد الاتفاق الأخير القاضي بتشكيل لجنة استخبارية رباعية تضم روسيا وإيران والعراق وسوريا. غير ان البداية الفعلية انطلقت بعد زيارة المالكي لموسكو في تشرين الاول 2012، وإبرامه صفقات عسكرية ونفطية. وبهذا بتنا أمام متغير غير تقليدي، يعيدنا لمرحلة صراع الحرب البادرة، لكن هذه المرة بدون ايديولوجيات، او من غير الايديولوجيات المعروفة سابقا.

روسيا اختارت بعد الثورة السورية خوض الصراع في الشرق الاوسط بقوة، فدعمت حلفاءها، مع ضم اخرين، إثر اهتزاز مكاسبها الثابتة، خصوصا بعد سقوط نظام معمر القذافي. ونجحت حتى الان في حماية سقوط نظام سوريا، وضمت بالفعل اطرافاً عراقية عبر القناة الايرانية الى حلفها، وبات حزب الله اللبناني يتحرك ضمن فلكها. ولم تعد فكرة "اسرائيل" هي المركزية في الصراع، كما كان في محور الممانعة الذي تقوده ايران، انما "داعش" على اعتبارها "ذراعاً امريكياً" يضم السعودية وقطر وتركيا، كما يرى خصوم الولايات المتحدة.

هناك الكثير من المكاسب الروسية في التحرك الجديد، أهمها ان العراق يعود مجددا ساحة للحرب كما كان قبل تفكك الاتحاد السوفياتي، وايضا إنها اليوم تتحرك للعب على الحبال الخليجية، في ظل مخاوف السعودية من التقارب الامريكي الايراني. من جانب آخر فإن واشنطن بفعل تحركات موسكو الأخيرة في سوريا ومحاولاتها في العراق، بدت أكثر جدية من السابق في مواجهة داعش، لكن من خلال رؤيتها القاضية بتجزئة المعركة ضد داعش داخل البلاد، وهي رؤية تعتمد جعل السنة في واجهة الحرب.

لكن من جانب اخر، هذا الاستنفار المتبادل بين الدولتين الكبيرتين، يمكن أن يؤدي الى ادخال عناصر جديدة في المواجهة ذات الملامح الباردة. فروسيا لاحظت ان امريكا فتحت الجبهة بالقرب منها (اوكرانيا)، وتوغلت بعيداً في الارض السورية عبر ترك حلفائها الخليجيين والاتراك يواجهون نظام بشار الاسد، لترد هي بنقل الصراع الى الارض التي يفترض انها منطقة نفوذ امريكية، اي العراق، واقتربت اكثر من مصر، وربما ستذهب أبعد.

هذا الصراع له استحقاقات. سوف تتركز الاثمان بدرجة رئيسية في العراق وسوريا، حيث اكثر مكانين ساخنين مستقطبين لكل الأدوات المشروعة وغير المشروعة. واذا كان الدخول التركي على خط الصراع أوجد داعش، فإن للدخول الروسي ايضا تداعيات وادوات ووجودات، قد لا تكون لمصلحة العراق واستقراره.

في الجانب الآخر من النزاع، تلوح في الأفق احتمالات وجود توافق امريكي ـ روسي على تبادل الادوار، وتحديدا بعد الاتفاق النووي. لقاء بوتين بأوباما في نيويورك، وذهاب العبادي اليها ايضا وفي جدول الاعمال لقاء مع الرئيس الامريكي، يعزز هذه الاحتمالات التي خلقت فرضية تقول ان كل ما يجري يخضع لصفقة كبيرة، غير معلنة. وربما تصح هذه الفرضية، لكن ليس في التفصيلات، لأن الاتفاق بين الأقوياء في التفصيلات يحصل بعد النزال وتحديد مناطق النفوذ، وليس قبله.

وسط فضاء واسع الفرضيات والتكهنات، تقدم موسكو نفسها راعية قادة شيعة الشرق الاوسط، وواشنطن ترعى نظرائهم السنة. المفارقة؛ أن الولايات المتحدة تعرضت لأكبر وجع بيد الاسلام السياسي السني "السلفي"، بينما أكثر اسلام سياسي واجه الاتحاد السوفيتي ايديولوجيا وعرض الشيوعية للمذابح هو الشيعي "ولاية الفقيه".

هنا لعبة الصراع، سمي يوما جورج بوش بمنقذ الشيعة بعد أن خلّصهم من قاتلهم، وتلاحقت وفود ساسة المعارضة السنية في سوريا على اوباما كراع كبير ضد قاتلهم.. وبالتزامن مع هذا، بات بوتين عدوا لسنة سوريا، وهو اليوم في العراق صديق الشيعة!
&

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
إلى من يهمه الأمر
ن ف -

أظن أنّ تشرشل هو القائل: ليس هناك عداوة دائمة ولا صداقة دائمة ، إنما هناك مصلحة دائمة. هذا هو المبدأ الذي تؤمن به بعض الدول التي ورد اسمها في مقالة الكاتب كـ روسيا وأمريكا وتركيا وإيران. أما نحن فلا نميّز بين **** واللحاف، كما يقول المثل العراقي الدارج. بعبارة أدق، نحن البلد الوحيد الذي لا يعمل ساسته من أجل مصلحة الشعب والبلد. المؤلم هو أننا في كل مرحلة من المراحل السياسية التي عشناها كُنّا نؤمن بأجندة الحُكّام ونؤيدها دون وعي مِنّا أو إدراك، ابتداء من ((ماكو زعيم إلا كريم)) مروراً بـ ((بالروح بالدم)) واِنتهاء ((باللطم)) والدعم المطلق لأحزاب وميليشيات إسلامية فاشية، قدّمت مصلحتها على مصلحة الشعب والبلد. ولا بُدّ هنا من التأكيد على أنّ جميع المنظمات الإرهابية في العالم ظهرت من تحت العباءة الإيرانية و بمباركتها ودعمها اللامحدود. إيران لها أجندتان: الهلال الشيعي والتسلّح النووي. وكلا الأجندتين تخدم حُلُمها في التوسع وبسط نفوذها الإقليمي. داعش، الفزّاعة الإيرانية السورية العراقية، ولِدت في ربيع عام 2013 لردع العالم للقيام بأي محاولة لضرب سوريا أو محاولة تغيير نظامها، ولها بطبيعة الحال مآرب أخرى. لقد أطلق حزب الدعوة أكثر من 1000 إرهابي كانوا في سجني التاجي و أبو غريب قبل سويعات من محاولة أمريكا ضرب سوريا بصواريخ سكود وتوما هوك. وكانت تلك رسالة مفادها: إن أنتم غيّرتم النظام في سوريا، تُرى مَن سيخلفه؟ وكان لخلق هذا المخلوق العجيب (داعش) التي احتارت فيه تفسيره الألباب سبباً آخراً لا يقلّ أهمية عن سابقه، ألا وهو إخصاء المكون السّني، في غرب العراق، سياسياً. داعش سنّية! فأنظروا ما يقوم به السّنة؟! لم يكتفِ حزب الدعوة بهذا وإنما شرع الأبواب لداعش لإحتلال نصف العراق. تلك المحاولة كانت لتمرير رسالة بسيطة للشعب العراقي والبرلمان مفادها أن البلد مُحتل من قبل داعش وأنتم تفكرون في تغيير رئيس الوزراء؟؟ لنُبقي عليه فهو دولة الرئيس. وهو القائد العام للقوات المسلحة. وهو وزير الداخلية وهو حامي الحمى. لقد جرت الرياح بما لا تشتهي السفن وأبعد المنقذ والمخلّص، ولكنّ روحه الشريرة بقيت في أروقة القصر الجمهوري تنفّذ أجندة الولي الفقيه. الحلف الرباعي المزعوم (روسيا، سوريا، إيران، العراق) هو في الحقيقة حلف قديم. ويطيبُ له الآن أن يزفّ بشرى سارّة للسماسرة وشركات بيع الأسلحة ودول أخرى لها مصلحة في ا

ملخص المقاله
OMAR OMAR -

بوتين شيعي واوباما سني ذو ميول شيعيه

اهل المصائب
د. سعد الياسري -

كل كوارث المنطقة والعالم وكل حروبه وكل الدسائس والمؤامرات القذرة مصدرها اما روسيا او ايران او سورية ولن تستقر المنطقة والعالم بوجود هذه الانظمة الحقيرة سلمت يداك سيد عمار السواد وسلم قلمك واتمنى ان يقرأ سياسيينا مقالاتك وخصوصا الوطنيين منهم وهم القلة طبعا .

روسيا تدخل الشرق الاوسط
لمصالحها وليس حبا بالشيعة -

روسيا المعزولة دوليا دخلت على الخط لفك عزلتها للاستفادة من عدم الحزم الامريكي في اغلاق ملفات المنطقة وللاستفادة من الغضب الخليجي تجاه امريكا بسبب الاتفاق مع ايران .اما دخول العراق في الحلف الروسي السوري الايراني بالاضافة الى حزب الله فقد دخل العراق مثل الاطرش بالزفة وقدتم دخوله باوامر ايرانية دون تمحيص من جانب العراق في فوائد هذه الخطوة .حكومة العراق الشيعية التى لم تبن او لم تستطع بناء شارعا واحدا خلال 12 سنة من حكمها كبف لها ان تنتصر على داعش ؟االعراق له تجربة مرة مع الاتحاد السوفياتي حيث اشترى ببلايين الدولارات اسلحة روسية لم تستطع ان تقف امام السلاح الامريكي المتطور بالاضافة الى ان الروس يفتقدون الى المصداقية في تعاملهم مع العرب كما ان دخولهم المنظقة من خلال العباءة الايرانية يثير الشكوك والهواجس بشان حقيقة نواياها .هاهي حكومة العراق تهرول خلف الشيطان الايراني دون تمحيص اوتدقيق وهي ترتكب خطا استرتيجيا جديدا سوف يدفع ثمنه الشعب العراقى مالا ودما .فحكومة ملوكي الورد اخرجت القوات الامريكية قبل اوانها وفتحت ابواب العراق لداعش حتى تتحجج بارهاب داعش وتقلل الضغط على سوريا كما ان حكومة هذا المملوك افرغت خزينة العراق باسلحة فاسدة واخضعت البلد ومستقبله للاهواء الايرانية .العراق لن يستفاد اي شى من الدخول في الحلف الرباعي الايراني الروسى السوري الحزب اللهي كل يوم يقود حكام العراق البلدالى مزيد من الانهيارات والحسابات الخاطئة لان همهم ليس العراق بل استمرار النفوذ الشيعي باي ثمن