أخبار

دعا بريطانيا للتعاون مع المعارضة السورية المعتدلة

عاهل الأردن: معركتنا المصيرية ضد الإرهاب توحدنا

الملك الأردني عبد الله الثاني
قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

&كتب الملك الأردني عبد الله الثاني مقالًا صحفيًا عبّر فيه عن رؤيته للوضع الراهن في المنطقة، لا سيّما لجهة تمدد الإرهاب، مؤكدًا ضرورة تضافر الجهود العالمية لمواجهة هذه الأخطار التي ستحدد مستقبل الإستقرار الأمني والسياسي في العالم.

&نصر المجالي: قال العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني إن الأحداث التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط حالياً ستحدد مستقبل الأمن والاستقرار في أوروبا والعالم لعقود مقبلة.&&وأكد الملك عبدالله الثاني أنه طالما وصف الحرب على الإرهاب بأنها حرب عالمية ثالثة، ولكن بأدوات مختلفة "وهذا يحتّم علينا العمل معاً وخوض هذه المعركة المصيرية، حيث لا يمكننا أن نسمح لهذه الحرب أن تفرقنا، بل على العكس يجب أن تجمعنا على أساس القيم والمبادئ الإنسانية والمصالح المشتركة".&وكتب العاهل الأردني مقالاً، الثلاثاء، في صحيفة (ديلي تلغراف)، جدد فيه التحذير من أن الإرهابيين الخارجين عن كل الشرائع يهددون العالم بأسره، يستهدفوننا جميعاً، رجالا ونساءً، بغض النظر عن العرق أو الدين.&ويأتي مقال الملك عبدالله الثاني متزامناً مع الاستعدادات البريطانية للعمل العسكري في سوريا لضرب تنظيم (داعش)، حيث دعا إلى العمل مع قوات المعارضة السورية الموجودة على الأرض من أجل هزيمة هؤلاء الإرهابيين، كما نعمل وبنفس العزيمة والتصميم من أجل التقدم على المسار السياسي&نص المقال&&إن الأحداث التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط حالياً ستحدد مستقبل الأمن والاستقرار في أوروبا والعالم لعقود قادمة. وفي ظل هذه الحقيقة، فإنني لطالما وصفت الحرب على الإرهاب بأنها حرب عالمية ثالثة، ولكن بأدوات مختلفة. وهذا يحتّم علينا العمل معاً وخوض هذه المعركة المصيرية، حيث لا يمكننا أن نسمح لهذه الحرب أن تفرقنا، بل على العكس يجب أن تجمعنا على أساس القيم والمبادئ الإنسانية والمصالح المشتركة.&لقد قلت سابقاً بأننا نخوض حربًا داخل الإسلام ضد الخوارج. ومع ذلك، فإننا وللأسف نرى هؤلاء الإرهابيين الخارجين عن كل الشرائع يهددون العالم بأسره، يستهدفوننا جميعاً، رجالا ونساءً بغض النظر عن العرق أو الدين. ولهذا، علينا جميعًا خوض هذه الحرب كمجتمع دولي متحدٍ، فهي حرب تتجاوز الحدود، والجغرافيا والديموغرافيا، ولا تنحصر في سوريا والعراق فقط، بل تمتد لتشمل أماكن عديدة في أفريقيا وآسيا، ووصلت نيرانها الآن إلى أوروبا والعالم برمته.&الأردن والمملكة المتحدة&إن الأردن ينظر إلى المملكة المتحدة باعتبارها صديقًا تاريخيًا وحليفًا محوريًا، وتدرك المملكة المتحدة تماماً بأن هؤلاء المجرمين يهددون المجتمعات المحيطة بهم والعالم أجمع، فقد صُدمنا لما رأيناه من جرائم قتل بشعة لرهائن بريطانيين. وكذلك مخططات لضرب المملكة المتحدة، تم إحباطها، وحملات لتضليل وتجنيد شباب من بلدكم وسائر الدول الأوروبية لتنفيذ أفظع الجرائم في كل مكان. وكل ذلك يضاف إلى ما يشهده العالم من جرائم همجية ومروِّعة لهؤلاء الإرهابيين ضد المسلمين في سوريا والعراق وأماكن أخرى. ولن ننسى الصور البشعة لحرق طيارنا الأردني الشاب البطل، الشهيد معاذ الكساسبة، فهي ماثلة إلى الأبد في الضمير الإنساني.&ضد الخوارج&إن بلدينا يعملان معاً ضد الخوارج في العراق، وقد خَبِرنا قدرات سلاح الجو الملكي (البريطاني). ونذكِّر هنا مرة أخرى، أنه في الوقت الذي نحترم فيه الحدود السياسية للدول، فإن الإرهابيين لا يعترفون بها، ولا يتوقفون عندها.&&ولذلك، علينا النظر إلى هذا التحدي بشموليته، فلم يعد كافياً التركيز على العراق فقط، لأن الإرهابيين يسيطرون على مناطق واسعة في سوريا أيضاً، ويؤسسون معاقل لهم في مناطق أخرى في آسيا وأفريقيا.&قوات المعارضة السورية&&إنني على قناعة تامة بأن بلدينا والعالم أجمع لا يمكنهم التريث في هذه المواجهة، إذ يجب علينا العمل معاً لمحاربة الخوارج في سوريا وفي كل مكان، بالتوازي مع العمل لإيجاد حل سياسي للأزمة السورية. وهذا هو المسار الذي اتبعناه في الأردن. إذ علينا أن نعمل مع قوات المعارضة السورية الموجودة على الأرض من أجل هزيمة هؤلاء الإرهابيين، كما نعمل وبنفس العزيمة والتصميم من أجل التقدم على المسار السياسي. وأشير هنا إلى أن المعارضة السورية، خصوصاً في الجنوب، قادرة ومستعدة لخوض هذه المعركة، وهي تستحق منّا الدعم.&العمل العسكري&إن العمل العسكري إنما هو جزء من الجهود الضرورية لتحقيق المستقبل الآمن الذي ننشده جميعاً. ولا بد أيضاً أن نقوم بتنسيق جهودنا ضمن استراتيجية تشمل الدعم الإنساني، بالإضافة إلى إحراز تقدم على الصعيدين الدبلوماسي والسياسي.&في أيلول الماضي، قام رئيس وزراء المملكة المتحدة، ديفيد كاميرون، بزيارة الأردن، واطلع على الأعباء الهائلة التي نتحملها نتيجة استضافة اللاجئين السوريين، الذين باتوا يشكلون نحو 20% من حجم سكان المملكة. ونحن نقدر ما تقدمه بريطانيا من دعم للاجئين ولمجتمعاتنا المحلية التي تحتضنهم.&إننا نرى في محادثات فيينا بارقة أمل، فهناك فرصة حقيقية ماثلة أمامنا لتوحيد صفوف التحالف الدولي، الذي يشكل وجوده اليوم ضرورة على المستويين السياسي والعسكري.&لحظة تاريخية&ونقف اليوم جميعًا، وبكل مسؤولية، أمام هذه اللحظة التاريخية، حيث يتعيّن على كل الدول المنخرطة في الحرب ضد عصابة داعش الإرهابية تحديد موقفها بشكل حاسم. ولقد عقدنا العزم في الأردن على تحمل هذه المسؤولية رغم محدودية إمكانياتنا، وذلك نيابة عن المجتمع الدولي، لأننا على قناعة بأن هذا هو الخيار الصحيح، كونه يجسد التزامنا بقيمنا وحرصنا على الدفاع عن ديننا، الإسلام الحنيف، وعن مجتمعاتنا وأمتنا.&ولا بد من تذكيركم في المملكة المتحدة مع انطلاق حواراتكم الوطنية إزاء هذا الخطر الدولي الداهم، بأن مساهمة بلدكم في هذا الجهد الكبير، من خلال العمليات العسكرية الجوية ضد عصابة داعش الإرهابية في سوريا، ستكون أمرًا في غاية الأهمية. وأدعوكم هنا، أصدقاءنا في المملكة المتحدة، وأوروبا، والعالم أجمع، بأن تقفوا معنا صفًا واحدًا في مواجهة هذا التحدي العالمي والتغلب عليه.&&

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف