أخبار

مؤتمر يونسكو يحض على مساواة الجنسين في تنمية المجتمعات

تمكين المرأة في الإعلام... خطوة نحو عالم جديد

تمثيل المرأة ناقص في هيئات تنظيم الاعلام
قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

المساواة بين الجنسين راية ترفعها الأمم المتحدة، وتمكين المرأة في الإعلام ومن خلاله همّ أممي تحمله يونسكو في مؤتمر تعقده سعيًا لبناء عالم جديد، يساهم النساء والرجال في تنميته وتقدمه، وصولًا إلى عالم حر.

عبدالإله مجيد من لندن: تحمل منظمة يونيسكو لواء مساواة المرأة، في كل الميادين، انطلاقًا من تمكين نصف المجتمع العالمي بتمكينها. وفي خطوة متقدمة على هذا الطريق، تعقد يونيسكو مؤتمرها حول الجندر والاعلام، وتضمّنه اطلاق مبادرة في هذا الاطار، تهدف إلى تشجيع المساواة بين الجنسين، من خلال "اطار التعاون الانمائي الدولي حول الجندر والاعلام"، الذي يمكن أن يدعم ما يُنظم من فعاليات على المستوى الوطني والاقليمي والعالمي وخاصة نشاطات "التحالف العالمي حول الاعلام والجندر".

كما تهدف هذه المبادرة إلى متابعة ما تحقق في إطار إعلان بكين، ومنهاج العمل والمرأة والاعلام بوصفه بندًا محوريًا في المجالات ذات الاهتمام الحيوي، وبناء التحالف العالمي حول الاعلام والجندر بوصفه آلية لتسريع عملية التنفيذ والمتابعة المنهجية؛ وتشجيع التزم التيار الرئيسي أو تعزيز الأهداف المتعلقة بالجندر والاعلام في برامج وميزانيات الشركاء التنمويين وكذلك من خلال استراتيجات الاتصالات التي تنفذها خدماتهم الاعلامية.

دفعة إلى الأمام

يدخل هذا المؤتمر، ومبادرته، ضمن مشروع "اهداف التمنية المستدامة" التي تسعى جاهدة إلى بناء عالم يساهم جميع الرجال والنساء في تنميته، ويجنون معًا الفوائد على قدم المساواة، بناء عالم حيث النساء والرجال من كل الأعمار يستطيعون الوصول بقدر متساو إلى المعلومات من خلال الاعلام بما في ذلك المنصات الالكترونية على الانترنت من أجل التعبير الذاتي، ومنه أشكال التعبير الثقافي والمساهمة في تحقيق السلام.

ويقدم الاجتماع الدولي للتعاون الانمائي حول الجندر والاعلام دفعة إلى سائر الجهات ذات المصلحة للعمل معًا من أجل المساواة بين الجنسين، وتمكين المرأة في الاعلام ومن خلاله، بما في ذلك الاعلام الالكتروني، مستجيبًا للدعوة إلى إقامة شراكات عالمية، كما أتى في الأهداف الانمائية للألفية التي حددتها منظمة الأمم المتحدة ووكالاتها المتخصصة، ومنها منظمة يونسكو.

وأظهرت عقود متعددة من البحث انه بالرغم مما تحقق من تحسن، فإن تمثيل المرأة في الاعلام يبقى ناقصًا على كل المستويات، خصوصًا في صنع القرارات على مستوى المدراء وفي المجالات التقنية، وكثيرًا ما يُساء تمثيلها في المضون.

إلى ذلك، تمثيل المرأة ناقص في هيئات تنظيم الاعلام والمنظمات المهنية الاعلامية.& وتجدر الاشارة في هذا السياق إلى محدودية امكان وصول المرأة إلى الانترنت.

مشاركة كاملة

ولا شك في أن الاعلام - بما فيه المنصات الاعلامية على الانترنت &- يؤدي دورًا في تشجيع مشاركة المرأة مشاركة كاملة في كل نواحي الحياة، وفي تحقيق المساواة بين الجنسين وتمكين المرأة. فالاعلام قادر على الحض على انتهاج سياسات تحريرية لصالح المساواة بين الجنسين في مضمون الاعلام، وانهاء القوالب النمطية، وتمثيل الرجل والمرأة تمثيلًا عادلًا.

كما يستطيع الاعلام منح المرأة صوتًا في الأخبار وشؤون الساعة، وفي كل أشكال التغطية، وكل الأقسام المتخصصة، بما في ذلك اخبار الحرب وصنع السلام والمال والعلوم والتكنولوجيا والسياسة، وتوفير الوقت أو الحيز اللازم لتعبير المرأة عن ذاتها، وممارسة التوعية بالمساواة بين الجنسين في العمل وظروف العمل وحقوق الملكية.& كما يستطيع أن يسلط الضوء على وضع المرأة في مناطق النزاع والعنف ضدها.

إلى ذلك، تؤدي مشاركة المرأة في هيئات تنظيم الاعلام - بما فيها هيئات التنظيم الذاتي والنقابات والجمعيات والمنظمات المهنية للاعلاميين &- دورًا في هذا الاتجاه.& وهذا ضروري للفت الانتباه إلى أهمية المساواة بين الجنسين على كل مستويات صنع القرار في الاعلام، وكذلك في الحياة السياسية والاقتصادية والعامة.

آلية عالمية

تحقيق المساواة بين الجنسين في الاعلام، ومن خلاله ايضًا - بما في ذلك المنصات الالكترونية &- يعزز الزخم الرامي إلى تحقيق المساواة بين الجنسين عمومًا، لا في الاعلام وحده.

من أهم المخرجات الأساس التي سيعلنها المؤتمر الاتفاق على إطار للتعاون الانمائي الدولي، من أجل دعم المساواة بين الجنسين في الاعلام ومن خلاله؛ وتقديم بيانات من جميع الأطرف ذات المصلحة تؤكد دعمها وتمويلها نشاطات من أجل تحقيق المساواة بين الجنسين في الاعلام ومن خلاله؛ وانضمام الحكومات ووكالات الأمم المتحدة ومنظمات التنمية الدولية والجهات ذات العلاقة في القطاع الخاص إلى التحالف العالمي حول الاعلام والجندر ودعمه بوصفه آلية عالمية للمساهمة في تنفيذ مجالات الاهتمام الحيوية لإعلان بكين ومنهاج العمل؛ واعلانات الالتزام الطوعي واطلاق مبادرات بالارتباط مع اطار التعاون الانمائي/خطة العمل من أجل دعم المساواة بين الجنسين في الاعلام ومن خلاله.

حقائق ومناظرات

إلا أن المرأة، على أهميتها، ليست المحور الوحيد الذي يدور حوله مؤتمر يونسكو، فبناء إعلام حر وتعددي مستقل هدف اساس من اهداف يونسكو، التي تساعد بدعمها الاعلام التعددي والمتنوع على توسيع نطاق المعلومات المتاحة للجمهور، خصوصًا الفقراء والشباب والنساء والسكان الأصليين والتجمعات السكانية التي يصعب الوصول اليها.

ويقدم تطوير إعلام اجتماعي مساهمة كبيرة ومهمة في التعددية الاعلامية. وإلى جانب الاعلام الخدمي والتجاري الخاص، فإن الاعلام القائم على توجه اجتماعي شرط ضروري لتمكن الجمهور من الوصول إلى حقائق ومناظرات وآراء مختلفة. لذا، تساعد يونسكو الدول الأعضاء فيها على إشاعة بيئة سياسية ملائمة لنمو الاعلام الاجتماعي، وتعمل على بناء القدرات وتيسير الاطلاع على المعلومات والافادة من تكنولوجيا المعلومات.

وتعزز يونسكو - بمساهمتها في تنوع الاعلام - قدرة المؤسسات الاعلامية إزاء السياسات والاستراتيجيات الرامية إلى تحقيق المساواة بين الجنسين، وتمكين المرأة في العمليات والمحتوى على السواء. كما تعمل على تمكين المواطنين بقدرات اعلامية ومعلوماتية، وتنفذ برامج تدريب وتوعية لمصلحة مستخدمي الاتصلات عمومًا، وتعليم هذه الاختصاصات في المدارس.

تعزيز حرية التعبير

إلى ذلك، تعمل منظمة يونسكو - بوصفها وكالة تابعة للأمم المتحدة لديها تفويض محدد لتشجيع "حرية تدفق الأفكار بالكلمة والصورة" - على تنمية إعلام حر ومستقل وتعددي، سواء أكان مقروء أو مرئيًا أو مسموعًا أو الكترونيًا, فمن شأن هذا أن يعزز حرية التعبير ويساهم في إشاعة السلام والاستدامة واستئصال الفقر وضمان حقوق الانسان. لذا، تشجع يونسكو اليوم على انتهاج سياسات تخدم حرية الصحافة وأمن الصحافيين وتدعم المنظمة الصحافة المستقلة القائمة على الأخلاق المهنية ومبادئ الضبط الذاتي.

ويوفر الاعلام التعددي والمتنوع خيارات معلوماتية ليتمكن الجمهور من الاقدام على خيارات جيدة. ولهذا السبب، تعمل يونسكو على بناء الاعلام الاجتماعي بصفة خاصة، وتحقيق المساواة بين الجنسين في الاعلام.
ومن اجل تمكين الأفراد، بوصفهم منتجين ومستهلكين مطَّلعين للمعلومات، فإن لدى يونسكو مبادرات في التربية الاعلامية والمعلوماتية وتعليم الصحافة.

ويمكن المشاريع الاعلامية المحددة التي تنجسم مع رؤية يونسكو أن تؤمن الحصول على مُنح من برنامجها الدولي لتطوير الاتصالات الذي يدعم ايضا بناء اعلام قائم على المعرفة.

ويشكل عمل يونسكو في كل هذه المجالات جزء من دعمها لحرية التعبير بوصفهًا حقًا طبيعيًا من حقوق الانسان، تنص عليه المادة 19 من الاعلان العالمي لحقوق الانسان.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف