عندما تُعطى حق تملّك شقة فتبتعد عن معنّفها
تغييب سياسي واجتماعي واقتصادي للمرأة في لبنان
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
تسعى بعض الحملات الإعلانية& إلى إعطاء المرأة اللبنانية حق تملك شقة في لبنان كي تبتعد عن معنفها في حين هناك تغييب سياسي واجتماعي واقتصادي كبير لها في لبنان.
بيروت: قامت شركة Igroup بالترويج لحملة إعلانية لافتة تحت عنوان "شو بعدك ناطرة صار فيكي تستقلي" وذلك عبر بث صورة لسيدة تعرضت لكدمة على وجهها، وتحمل هذه الحملة معان عدة وكثيرة تدخل كلها ضمن الإطار الإنساني، وهي تشمل المرأة اللبنانية المعنفة التي تجد نفسها مضطرة في مجتمعنا للعيش مع معنفها أكان زوجها أو والدها أو شقيقها، لأنها لا تملك خيار الإستقلالية، ليس بسبب عجزها عن القيام بالأمر، بل بسبب عدم قدرتها على تملك شقة أو حتى إستئجار واحدة، لكي تبتعد عن من يعنفها يوميًا.
مقارنة بالعربية
تتحدث الناشطة الاجتماعية الدكتورة فهمية شرف الدين لـ "إيلاف" عن العنف الأسري وعن وضع المرأة من عدم استقلاليتها المادية والمعنوية، بعدما طال الكثير من النساء سابقًا منهن نسرين روحانا وقبلها كثيرات منهن رولا يعقوب، وتقول إن هناك أوهامًا بالنسبة لوضع المرأة اللبنانية مقارنة بالعربية بأنها أحسن.
وتضيف شرف الدين: "بحكم تنقلي الكبير في البلاد العربية وبحكم معرفتي بقضايا النساء في البلدان العربية أعرف تمامًا أن لبنان في أسفل السلم خصوصًا لجهة التعنيف، وليس شكل المرأة الذي يحدد مكانتها في المجتمع، المرأة كما كل اللبنانيين حصلت على بعض الحريات الشخصية نتيجة للنظام الاقتصادي الحر، ولكن وضعها في المجتمع ليس أفضل من مكانة العربية، وبالرغم من كل امكانياتها وبأنها الأكثر نسبة في انخراطها في العمل لكنها ليست الأكثر مشاركة في صناعة القرار في بلادها".
اهتمام النخب السياسية
وتضيف شرف الدين أنه على النخب السياسية أن تهتم بالموضوع باعتباره جزء من واجباتها تجاه المجتمع.
لأن السياسات الخارجية ليست وحدها ما تدير البلد، بل هناك السياسات الإجتماعية العامة التي أحد أهم بنودها تغيير نظام القيم الثقافية التي لا تزال تقليدية وكأننا لا نزال نعيش بالقرن الخامس عشر.
الوعي إلى حقوقها
وتضيف شرف الدين إن المرأة في لبنان اليوم تحتاج أن تكون واعية إلى حقوقها، وأن تكون قد استطاعت التمكن من ذلك، لأن ذلك يكمن في الاقتصاد وهو الأول ومنه مثلاً أن تمتلك شقة خاصة بها، لكنه غير كاف، لأنه يجب أن يكون هناك تمكين إقتصادي وقانوني وتوعيتها على إدارة التفاوض، حتى المرأة يجب أن يكون لديها القدرة على التفاوض على حياتها وبيتها ومستقبلها.
سياسيَا
أما سياسيًا تضيف شرف الدين فأنه صحيح أن الاحزاب غيبّت النساء وعلى رأسها الحزب الشيوعي في لبنان، ومن ثم حزب القوات، وحزب الله، وحركة امل، وحزب المستقبل، والقوميين بأجنحتهم المختلفة، والتيارالوطني الحر، والحزب التقدمي الاشتراكي، وأقصى ما وصلت إليه المرأة في الاحزاب هو رئاسة اللجنة النسائية، إلا انها أيضا غيبت النائبات عن المشهد السياسي بشكل فاضح حيث لم نحلظ النواب من النساء، ولا من سبق من النائبات، على الشاشات اللبنانية يفصحن عن رؤيتهن ومعلوماتهن وآرائهن في الوضع السياسي العام والداخلي، والسؤال ماذا يفعلن في أوقات فراغهن، خصوصًا أنّه في هذه الايام لا جلسات نيابية ولا جلسات وزارية لمتابعة قضايا الناس؟