أخبار

حادث الرئيس الإيطالي وخاطب حوارات المتوسط 2015

عاهل الأردن: مبادئ الحوار تواجه تهديدًا حقيقيًا

-
قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

قال العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني إن المسلمين في أوروبا جزء من نسيج التاريخ والمجتمع هنا، تماما كما ان&حال المسيحيين العرب جزء أصيل من النسيج الاجتماعي لمجتمعات الشرق الأوسط.

نصر المجالي: قال العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني الزائر حالياً لإيطاليا في كلمة، الخميس، أمام منتدى حوارات المتوسط 2015 إن جيلنا الحالي يعيش في زمن تتعرض فيه مبادئ الحوار الذي يجمعنا لتهديد حقيقي.

واضاف& أن "الإرهابيين الذين هاجموا باريس في تشرين الثاني الماضي، أو أولئك الذين قاموا بتفجيرات عمّان قبل عشر سنوات، أو غيرهم ممن ينتشرون في جميع أنحاء العالم، لن يتوقفوا عند الدمار والعنف فقط، بل إنهم يسعون لإسكات صوت التسامح والتعاون، وزرع الفرقة بيننا".

ومن جانب آخر، أكد العاهل الهاشمي والرئيس الإيطالي سيرجيو ماتاريلا، خلال مباحثاتهما في العاصمة الإيطالية روما، الخميس، ضرورة تعزيز التنسيق والتعاون بين مختلف الدول والأطراف الفاعلة والاتحاد في مواجهة خطر الإرهاب والتطرف، الذي أصبح التهديد الرئيس للأمن الإقليمي والعالمي.

رؤية شاملة لمحاربة الإرهاب

وقال الملك عبدالله الثاني، خلال مباحثات جرت في القصر الرئاسي، على أن محاربة الإرهاب يجب أن تكون برؤية شمولية تشمل جميع بؤر الإرهاب والتطرف في العالم.

كما تم التأكيد، خلال المباحثات التي تخللتها مأدبة غداء أقامها الرئيس الإيطالي تكريما للملك وعقيلته الملكة رانيا العبدالله والوفد المرافق، على ضرورة التوصل إلى حل سياسي شامل للأزمة السورية، ينهي معاناة الشعب السوري ويحفظ وحدة وسلامة أراضيه، ويحد من تداعيات الأزمة إقليميا وعالميا.

وشرح الملك عبدالله الثاني الأعباء الكبيرة التي يتحملها الأردن في التعامل مع أزمة اللاجئين السوريين، خصوصا الأعباء الأمنية وأعباء تقديم خدمات الرعاية الصحية والتعليم والبنية التحتية. وتناول اللقاء مستجدات الأوضاع على الساحة الليبية، وسبل التعامل معها، وبما يحفظ مستقبل وأمن واستقرار ليبيا والشمال الأفريقي بمجمله.

وفي ما يخص علاقات الصداقة الأردنية الإيطالية، أكد الزعيمان حرصهما على تطويرها وتوسيع آفاقها في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية، خصوصا في ظل وضع الشراكة المتقدم الذي ترتبط به المملكة مع الاتحاد الأوروبي.

حديث الرئيس الإيطالي

ورحب الرئيس الإيطالي، خلال المباحثات، بزيارة العاهل الأردني وما تعكسه من حرص على تمتين أواصر العلاقات بين البلدين الصديقين، معربا عن تطلع بلاده لمزيد من التعاون بين حكومتي البلدين، وبما ينعكس إيجابا على المصالح المشتركة.

وأكد الرئيس الإيطالي أن الأردن يلعب دورا قياديا مهما في التعامل ليس فقط مع قضايا الشرق الأوسط، بل مع قضايا منطقة المتوسط والعالم.

كما عبر عن تقديره لرؤية العاهل الهاشمي في التعامل مع ظاهرة الإرهاب الدولي وضرورة مكافحتها في كل مكان، فضلا عن جهود الأردن في تحمل أعباء استضافة اللاجئين السوريين على أراضيه، مؤكدا أن على المجتمع الدولي أن يقوم بمساعدة المملكة، وتقديم الدعم الكافي لها في التعامل مع أزمة اللجوء السوري.

وفي الأخير، لفت الرئيس الإيطالي إلى تطابق وجهات النظر خلال المحادثات في كيفية التعامل مع التحديات التي تواجه منطقة الشرق الأوسط والبحر المتوسط، مشيدا بقيادة جلالة الملك وجهود الأردن في تعزيز حوار الأديان وشرح صورة الإسلام السمحة الصحيحة.

كلمة عبدالله الثاني

وإلى ذلك تنشر (إيلاف) في الآتي كلمة العاهل الأردني في منتدى حوارات المتوسط 2015:

بسم الله الرحمن الرحيم
فخامة الرئيس نابوليتانو، معالي رئيس الوزراء رينزي، معالي الوزير جينتيلونيٍ، أصحاب الفخامة، الحضور الكرام:
أشكركم جميعا. ويسعدني أن أشارك في افتتاح المؤتمر الرئيسي لمنتدى حوارات المتوسط في روما، حيث أعبّر باسم الجميع هنا عن الشكر لمضيفينا على احتضان هذا الحدث، الذي يجمعنا في هذا الوقت المهم.
أصدقائي، إن هذا اللقاء يمثل استمراراً لحوار حي ومتصل، فشعوب الشرق الأوسط وأوروبا وشمال أفريقيا تجمعها قرون من علاقات التجارة والتعاون وطلب المعرفة، والتواصل الفكري عبر الأعمال الأدبية والفنية، وماضينا الثقافي المشترك، والمواقع التراثية والتاريخية والمدن العصرية النابضة بالحياة على ضفتي المتوسط. وبالرغم من أننا نتحدث لغات مختلفة، إلا أن قيمنا المشتركة توحد صوتنا الذي ينادي بمبادئ التسامح والسلام والاحترام المتبادل.
تهديد الحوار
إن جيلنا الحالي يعيش في زمن تتعرض فيه مبادئ الحوار الذي يجمعنا لتهديد حقيقي، فالإرهابيون الذين هاجموا باريس في تشرين الثاني الماضي، أو أولئك الذين قاموا بتفجيرات عمّان قبل عشر سنوات، أو غيرهم ممن ينتشرون في جميع أنحاء العالم، لن يتوقفوا عند الدمار والعنف فقط، بل إنهم يسعون لإسكات صوت التسامح والتعاون، وزرع الفرقة بيننا.
وحقيقة الأمر أن مصيرنا مشترك: فإما أن نحقق الإزدهار معا، وإما أن نفشل معا، فمنطقتانا مرتبطتان مع بعضهما فعليا في جميع الجوانب. ذلك أنه عندما تنهار اقتصاديات الدول أو أنظمتها السياسية، أوعندما يندفع اللاجئون هاربين بأرواحهم، أوعندما يضرب الجفاف آبار الماء والأراضي الزراعية بسبب التغير المناخي، أو عندما يعجز الملايين من الشباب عن إيجاد فرص العمل، فإنه لا يمكن ببساطة احتواء آثار هذه التحديات أو تجاهلها. فالمخاطر التي كان ينظر إليها ذات يوم كتحديات على مستوى وطني، أصبحت اليوم عالمية.
وبالرغم من ذلك، فإن الروابط التي تجمعنا تمنحنا أيضا القدرة على الاستجابة والرد على هذه التحديات. فالعمل كشركاء، ضمن إطار منطقة المتوسط برحابها الواسعة، سيطلق إمكانياتنا الهائلة وقدرتنا على صياغة المستقبل الذي نتطلع إليه، من خلال العمل سويةً في الميادين الاقتصادية والدبلوماسية والأمنية، وقبل كل ذلك في ميدان القيم الجوهرية المشتركة التي علينا حمايتها من أجل مستقبل أفضل لنا جميعاً.
أزمة اللاجئين
وأوضح، مثال على الحاجة إلى الشراكة في ما بيننا يتمثل في أزمة اللاجئين الإقليمية التي نواجهها اليوم. إن بلدكم إيطاليا ودولًا أوروبية أخرى تشهد تدفق أشخاص يائسين. والأردنيون يدركون تماما معنى مواجهة هذا الواقع، والمعاملة الإنسانية المطلوبة منكم إزاءه، ذلك أن الأردن يتعامل ومنذ فترة أطول مع تحدي اللاجئين وأعبائه على مستوى أكبر، حيث تستضيف المملكة حاليا 1,4مليون لاجئ سوري، أي ما نسبته 20% من سكاننا، فيما ننفق ما يقدر بنحو ربع ميزانيتنا الوطنية لتغطية تكاليف استضافتهم.
واجب أخلاقي
وبالنسبة لنا في الأردن، فإن العمل والتعاطف الإنساني واجب أخلاقي. لكن حقيقة الأمر هي أننا، وعدد قليل من البلدان المضيفة الأخرى، نتحمل عبء اللاجئين نيابة عن المجتمع الدولي بأسره. والحل لا يكمن فقط في المساعدات الطارئة، رغم أهميتها، بل بشراكة عالمية شاملة لمعالجة الأزمة، التي نعلم بحكم الواقع أنها لن تنتهي قريبا.
واقتصادياً، يترجم هذا الأمر عبر دعم تنموي مستدام لنا، خاصة من خلال إيجاد فرص العمل وزيادة الدخل للأفراد. وبإمكان أوروبا، ومن خلال الشراكة معنا، وتعزيز الاتفاقيات التجارية، ودعم جهود تطوير بنيتنا التحتية، أن تساعد في بناء جوار متوسطي أكثر منعة وازدهارا، ما يوفّر فرصا واعدة على ضفتي المتوسط.
نهج شمولي
السيدات والسادة، لقد عمل الأردن بجهد مع المجتمع الدولي لصياغة نهج شمولي للتعامل مع مخاطر الجماعات الإرهابية. وقد قلت منذ البداية إننا نخوض حربا داخل الإسلام ضد هؤلاء الخوارج. ومع ذلك، وكما نشهد اليوم، فإن الإرهابيين الخارجين عن كل شرع وقانون يهددون العالم بأسره. وهم لا يستثنون شعبا من شرورهم ولا يحترمون حدودا، أخلاقية كانت أو جغرافية. فالشرق الأوسط وأفريقيا وآسيا وأوروبا والأميركتين كلها مستهدفة من قبلهم. وعليه، فإن هذه حرب علينا خوضها والانتصار فيها كمجتمع عالمي موحد.
استراتيجية أوسع
ولا بد لجهودنا أن تأتي في إطار استراتيجية أوسع تشمل سياسات وإجراءات عسكرية ودبلوماسية وخططا لتعزيز التنمية البشرية. وفي سوريا، فإن العملية السياسية هي السبيل الوحيد للمضي قدما نحو صياغة مستقبل مقبول للجميع بعيدا عن الطائفية، نحو مستقبل يحفظ وحدة سوريا واستقلالها. ونرى في محادثات فيينا بارقة أمل، يجب البناء عليها واستغلال الفرصة المتاحة لدفع العملية للأمام.
ويجب علينا، في كل مكان في العالم، أن نكون أوفياء للمبادئ التي توحدنا. ففي هذا الوقت، يحيي الجميع اليوم العالمي لحقوق الإنسان، ولكن ما لم ينل الشعب الفلسطيني حقوقه، فإن الملايين من الناس في جميع أنحاء العالم ستهتز ثقتهم بواقع العدالة الدولية. في وقت تتغذى فيه الدعاية الإرهابية والقدرة على تجنيد المزيد من الإرهابيين على هذا الصراع، الذي ندفع ثمنه جميعا.
الاحترام المتبادل
السيدات والسادة، إن الاحترام المتبادل هو الأساس الحقيقي للشراكة. ونحن بحاجة إلى أن ندرك أهمية ترابطنا. المسلمون في أوروبا جزء من نسيج التاريخ والمجتمع هنا، تماما كما المسيحيون العرب جزء أصيل من النسيج الاجتماعي لمجتمعات الشرق الأوسط. وبلدان أوروبا ذات الأغلبية المسلمة في البلقان جزء من مستقبل القارة، تماما كما تمثل مناطقنا جزءاً من مستقبل عالمي مشترك. فالكراهية واضطهاد الأقليات لا يمكن أبدا تبريرهما أو السكوت عنهما. وهذه هي الرسالة التي يجب أن ننقلها للجيل القادم.
يأمرنا الإسلام بالرحمة والتعاطف، وحفظ كرامة الجميع دون استثناء. ويقول النبي محمد، صلى الله عليه وسلم: "لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه". وهذه القاعدة الجوهرية راسخة في المسيحية واليهودية وديانات أخرى. إنها الرسالة التي يجب أن ننقلها للجيل القادم.
قيم التعاون
أصدقائي، تقوم شراكتنا بشكل أساسي على قيم التعاون وتقديم المساعدة. ولن تستطيع منطقتانا التقدم إلى الأمام، إلا إذا أنجزنا ذلك معاً. وهذه ليست مجرد حقيقة، بل إنها أكثر من ذلك، حيث تعبّر عن القوة الأخلاقية التي تضمن مستقبلنا المستدام. وهذه أيضاً رسالة يجب أن ننقلها للجيل القادم، ليس فقط من خلال ما نعلّمه بل من خلال ما نعمَلُه.
هنا، وعبر منتدى حوارات المتوسط في روما، تساهم أصواتكم في إيصال هذه الرسائل والمزيد منها بهدف الحفاظ على القيم الأخلاقية المشتركة وتعزيزها، وهي القيم التي تُبنَى عليها المجتمعات المتسامحة المستقرة والمنفتحة على الجميع.
متمنياً لكم جميعا كل التوفيق، وشكراً
&

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
نعم ولا
كمال كمولي -

نعم يا جلالة الملك انت تقود بلدا لا تفرق فيه بين المواطن والاخر على اساس الدين بل ان الجميع مواطنين ولكن مقارنتك في بداية حديثك ليست صحيحة وليست منصفة فالمسلمين في بلاد الغرب واوربا جاؤوا من بلاد المغرب والجزائر ومن تركيا وغرها من البلدان الاسلامية اما المسيحيين في بلاد الشرق في العراق وسورية ولبنان والاردن ومصر وفلسطين فهم شعوب اصيلة ومتجذرة في القدم لابل ينتمي اغلبهم الى حضارات شرقية قديمة اشتهرت بالعلم والثقافة والفن ومنها حضارة السومريين والبابليين والاشوريين والفينيقيين والاقباط في مصر ولو عدنا الى المسلمين في اوروبا نراهم بانهم غير قادرين على الاندماج في المجتمع وغير متقبلين لثقافتهم لذلك وبسبب اختلاف الدين يهاجمون بلدانهم الغربية ويرتكبون اعمالا منافية للانسانية ونعود مرة اخرى الى مسيحي الشرق فنراهم مضطهدين ومهددين بحياتهم وخير مثال هو العراق وسوريا لابل مشردين ونازحين لابل ان الدولة وكما في العراق تمارس التعسف والتمييز العنصري ضدهم ومثال على ذالك قرار البرلمان العراقي بفرض الاسلام على اطفال العراقيين المسيحيين واليزيدين القاصرين في حال تغيير دين احد والديهم