إيجارات الإمارات نحو الهبوط المفاجئ.. والوسطاء ينفون
مستأجرون:سماسرة العقارات يصارعون للصمود وثبات الأسعار
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
شهدت أسعار إيجارات الوحدات السكنية في دبي والإمارات الشمالية انخفاضات مفاجئة وملحوظة في مناطق عدة في دبي والشارقة وعجمان، خاصة في الوحدات والشقق السكنية المكونة من غرفتين وصالة، وثلاث غرف وصالة.
أحمد قنديل من دبي: أصبح هناك العديد من تلك الوحدات فارغة، بعد لجوء الكثير من سكانها الوافدين إلى إرسال أسرهم إلى بلدانهم الأصلية بعد الارتفاعات الجنونية التي شهدتها الإيجارات في الأشهر الماضية، والتي جعلت الكثيرين يفكرون في عدم تجديد عقود إيجارات وحداتهم السكنية بعد ارتفاعها إلى درجة أعجزتهم عن الوفاء بالتزاماتها، مفضّلين إدخار أموالهم.
سماسرة العقارات وعمولة 1%
وقال سكان لـ"إيلاف" إنه على الرغم من الانخفاض الذي يبدو طبيعيًا في أسعار الإيجارات، وفق مبدأ العرض والطلب في السوق، إلا أن المشكلة تكمن في "سماسرة" العقارات أو مكاتب العقارات، التي تعمل على رفع أسعار الإيجارات بشكل مبالغ فيه جدًا، من أجل زيادة نسبتها وعمولتها، التي تقدر بـ 1% من المالك، إضافة إلى 1% أخرى من المستأجر.
وذكر المستأجر يوسف عبدالله أن سماسرة العقارات في دبي والشارقة مازالوا يحاولون وقف التدهور الطبيعي، الذي تشهده أسعار الإيجارات السكنية، عبر العمل على تثبيت سعر إيجار الوحدات السكنية، من خلال طرح امتيازات إضافية، لجذب السكان أو حثهم على تجديد عقودهم السكنية، مثل إغرائهم بالموقف المجاني أو الشهر المجاني، وتقسيط الإيجار السنوي على 6 أو 8 شيكات، بدلًا مما هو متبع حاليًا بأربعة شيكات فقط.
عروض إيجارية
وأشار المستأجر أسامة عبدالرحمن إلى أن أسعار الإيجارات في بعض المناطق في دبي والشارقة وعجمان انخفضت بنحو 5 آلاف درهم، بعد دخول الكثير من المشروعات العقارية الجديدة. موضحًا أن لافتات الإيجار والعروض الإيجارية عادت إلى واجهات البنايات وإعلانات الصحف بقوة.
وأوضح عبدالرحمن أن العروض الإيجارية عادت إلى السوق العقارية في دبي والشارقة وعجمان، وأن مكاتب وسماسرة العقارات في الإمارات الثلاثة يسعون الآن بكل السبل إلى وقف تدهور الأسعار من خلال العروض المختلفة والاحتيال بإغراء المستأجر بموقف مجاني أو إيجار شهر مجاني من أجل الحفاظ على الأسعار وعدم تخفيضها في مقابل تلك العروض الملتفة والملتوية.
دخول آلاف الوحدات السكنية الجديدة
وذكر المستأجر رائد عمر أن العديد من البنايات والآلاف من الوحدات السكنية الجديدة دخلت إلى السوق العقارية في كل من دبي والشارقة وعجمان أخيرًا، وهناك الكثير من البنايات أيضًا في عجمان والشارقة جاهزة التشطيب، وتنتظر دخول الكهرباء إليها، لتنضم إلى السوق العقارية قريبًا، وقد أدى ذلك إلى حدوث هبوط مفاجئ في أسعار الإيجارات. مؤكدًا على أن "سماسرة العقارات لن يستطيعوا الصمود وتثبيت الأسعار أمام دخول آلاف من الوحدات السكنية الجديدة.. والهبوط في الأسعار سيستمر رغمًا عنهم".
وأوضح المستأجر حسام سالم وذكر عبدالحكيم أن أصحاب البنايات استغلوا الإعلان عن استضافة دبي لإكسبوا 2020، ورفعوا أسعار الإيجارات بشكل خيالي غير مبرر، ولكن بعدما هدأت الفقعة الآن، وقام العديد من السكان بعدم تجديد عقودهم الإيجارية، إضافة إلى دخول آلاف الوحدات السكنية الجديدة سوق العمل، وجدت الشركات العقارية وسماسرة العقارات أن عدد الوحدات السكنية التي تم إخلاؤها كبير جدًا، وأصبحت الشقق الفارغة تهدد بهبوط مفاجئ لأسعار الإيجارات.
مضيفًا "من هنا لجأت الشركات العقارية إلى طرح عروض إيجارية ومزايا وتسهيلات للمستأجرين، منها الحصول على شهر أو شهرين مجانًا وغيرها من التسهيلات الوقتية، وكل ذلك في محاولات من أجل تثبيت أسعار الإيجارات ومنعها من الهبوط السريع".
هذا وشهدت مناطق عدة من دبي هبوطا سريعًا في أسعار التأجير مثل منطقة البرشاء وتيكوم والمدينة العالمية ومناطق ديرة والكرامة وبر دبي، وفي المقابل استطاعت بعض المناطق التماسك وشهدت هبوطًا بطيئًا، وتعرف تلك المناطق بالمناطق ذات الرفاهية العالية، مثل جميرا بيتش ريزيدنس ونخلة جميرا ومرسى دبي.
توازن العرض والطلب
من جانبهم قال وسطاء عقاريون وأصحاب مكاتب عقارية إن أسعار الإيجارات لم تنخفض، وأن ما حدث هو استقرار وثبات في الأسعار نتيجة توازن العرض مع الطلب. مستبعدين أن تنهار السوق العقارية في دبي والإمارات الشمالية أو أن تشهد انخفاضات كبيرة.
وأضافوا أن هناك العديد من الناس مازالوا يتدفقون للإقامة في الدولة قادمين من دول مختلفة، خاصة الدول العربية، التي تشهد اضطرابات وعدم استقرار سياسي وأمني. وأن هذا سيساعد على ثبات أسعار الإيجارات. مشيرين إلى أن قيامهم بوضع تسهيلات جديدة للمستأجرين مثل الموقف المجاني أو الشهر المجاني ليس بسبب تراجع أسعار الإيجارات، إنما هو بسبب التسهيل على المستأجرين بعد الارتفاعات الكبيرة التي شهدتها السوق العقارية نتيجة تزايد الطلب على الوحدات السكنية.
&