وصول 13 وزيرًا الى عدن لإتمام قوس الشرعية
هادي يحبط محاولة انقلابية نفذتها القوات الخاصة
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
أحبط الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي محاولة تمرد ضده في عدن، خطط لها موالون لنجل الرئيس السابق علي صالح، فيما تبحث الأطراف المتحاورة عن مكان للحوار خارج صنعاء.
إيلاف - متابعة: قالت مصادر رئاسية في عدن إن عددًا من ضباط القوات الخاصة، أي الحرس الجمهوري سابقًا، الموالين لقائده السابق العميد الركن أحمد علي عبد الله صالح، حاولوا تنفيذ حركة انقلابية ومحاصرة القصر الرئاسي في عدن، غير أن المحاولة فشلت بعد اشتباكات مع قوات عسكرية تابعة للرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، واللجان الشعبية الموالية له.
اللجان الشعبية تسيطر
وأضافت المصادر لصحيفة "الشرق الأوسط" أن الرئيس اليمني أتبع المحاولة بقرار إعفاء تلك القوات من حماية القصر الرئاسي والمباني الحكومية المهمة في المدينة، وسلمها إلى قوات موالية له، وإلى اللجان الشعبية التي أسسها شقيق هادي، اللواء ناصر منصور هادي، وكيل جهاز الأمن السياسي في محافظات عدن وأبين ولحج.
وقال شهود عيان في عدن لـ"الشرق الأوسط: إن اللجان الشعبية تسيطر على أكثر من 90 بالمئة من المنشآت والمؤسسات في عدن، إضافة إلى انتشارها الأمني المكثف وفرض النقاط الأمنية المسلحة حول أقسام الشرطة والمعسكرات. وقالت المصادر إن بعض النقاط التي نصبت رفع عليها علم اليمن الجنوبي السابق، وتسلح أفرادها بقذائف صاروخية من نوع "آر. بي. جي"، إلى جانب الأسلحة الرشاشة والقنابل.
وكانت عدن شهدت في الأسبوعين الماضيين مواجهات عنيفة سبقت وصول هادي إلى المدينة، بين ميليشيات اللجان الشعبية وقوات الأمن الخاصة التي يحسب قائدها على جماعة الحوثي، وتنازع الطرفان السيطرة على المؤسسات الأمنية والعسكرية والحكومية.
أول وزير تهامي
وبحسب الصحيفة نفسها، يواصل هادي إجراء لقاءات ومشاورات في عدن مع القوى السياسية التي تصل إليها من شمال البلاد. وعلمت "الشرق الأوسط" أن وزير المياه والبيئة في الحكومة المستقيلة، الدكتور العزي هبة الله شريم، تمكن الثلاثاء من الوصول إلى عدن، كأول وزير شمالي &- تهامي يصل إلى عدن لمقابلة هادي. وذكرت المصادر أن رحلة الوزير شريم إلى عدن كانت محفوفة بالمخاطر، ومنع أكثر من مرة من مغادرة الحديدة، لكنه تمكن من السفر بحرًا ثم برًا.
وأكد شريم للصحيفة أنه سيلتقي بهادي وسيتلقى منه الأوامر بشأن القيام بأي مهام تخدم الوطن. وأكدت تقارير مختلفة علم الامناء وصول وزراء من حكومة بحاح الى عدن، بلغ عددهم ثلاثة عشر وزيرًا، ما يبشر بمزاولة أعمالهم الوزارية بصورة طبيعية من عدن.
وذكرت مصادر الشرق الأوسط أن الحراك الجنوبي لا يرغب في الوقت الراهن بخوض مواجهة مع هادي، "حتى تتضح الأمور في ما يتعلق بتطورات الموقف والاتجاه الذي سيسلكه الرئيس وكيفية تعاطيه مع قضية الجنوب".
ويرى المراقبون في عدن أن الرئيس يواجه معضلة أكبر في كيفية التعاطي مع مطالب الحراك بالانفصال وتبني قضاياه، وفي نهاية المطاف سيضطر إلى إعطاء الجنوبيين المزيد من الامتيازات والخطاب الإعلامي المرضي لهم ولقضيتهم وتجنب إثارة حفيظتهم في الوقت الراهن، من أجل تطبيع الوضع مع الجنوبيين، وإلا سيفتح جبهات متعددة هو في غنى عنها.
دور سعودي - عُماني
كشفت صحيفة "العرب" الصادرة في لندن أن سلطنة عمان عرضت على المملكة العربية السعودية خطة سياسية في إطار المبادرة الخليجية للمساهمة في حل الأزمة اليمنية، بعد كسر هادي الاقامة الجبرية الحوثية وانتقاله إلى عدن.
وجاء ذلك في أثناء استقبال العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود الثلاثاء فهد بن محمود آل سعيد، نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء بسلطنة عُمان. ونقلت "العرب" عن مصادر سعودية قولها إن دورًا سعوديًا-عمانيًا فاعلًا مع القبائل أفسح ممرًا آمنًا لهادي، للتوجه إلى عدن، وإن المسؤول العماني فتح الملف اليمني بكل تعقيداته على طاولة العاهل السعودي.
وأوضحت الصحيفة أن اللقاء تناول دور حضرموت وما صار يسمى بالسد الشافعي أمام التمدد الحوثي ودور قبائل حضرموت ورجال الأعمال في مواجهة الحوثيين.
خارج صنعاء
إلى ذلك، قررت الأطراف اليمنية المتحاورة البحث عن مكان جديد لعقد جلسات الحوار، وترك القضايا الكبيرة المتعلقة بحلول الأزمة حتى يتم اختيار مكان جديد للحوار خارج صنعاء, وفقًا لما نقلته وكالة أنباء الأناضول عن مصدر سياسي يمني مطلع.
قال المصدر، الذي طلب عدم الكشف عن هويته، الثلاثاء: "الأطراف السياسية في اليمن أقرت تأجيل النقاش في القضايا الكبيرة حتى حسم اختيار مكان جديد للحوار خارج العاصمة صنعاء".
وبحسب مراقبين، بدأت الأطراف السياسية اليمنية، التي تحاور الحوثيين، في طرح آرائها بحرية أكبر بعد خروج الرئيس اليمني من صنعاء إلى عدن، وانتقال الشرعية الدستورية إلى هناك، ما خفف الضغط وسلب الحوثيين ورقة كبيرة كانوا يراهنون عليها، فيما كان سقف الحوار ضعيفًا قبل خروجه في ظل فرض جماعة الحوثي سيطرتها على العاصمة صنعاء بقوة السلاح.