سفير أميركا السابق في المملكة يدعو لاستراتيجية إقليمية واضحة
تعاون السعودية مع أميركا لردع داعش وطموحات إيران
قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
الرياض:&"لا تتوقف السعودية عن إدهاش العالم. ففي 23 كانون الثاني (يناير)، خيّبت المملكة أمل كل من ظن بأنها ستقع فريسة الفوضى لحظة وفاة الملك عبدالله بن عبد العزيز، فانتقلت السلطة إلى الملك سلمان بسلاسة، في مبايعة قررت اسماء الملوك القادمين، كما أمسك الملك الحالي بالسلطة بقوة وأعاد تنظيمها فورًا".&ليس غازيًا&هكذا بدأ شاس فريمان، السفير الأميركي السابق لدى المملكة العربية السعودية، كلمة نقلها مجلس السياسية في الشرق الأوسط، مؤكدًا فيها أن العالم أجمع يراهن على الاستقرار الداخلي في السعودية، ورافضًا الصورة النمطية الغربية للسعودية. يقول: "السعودية قلب الاسلام الذي يدين به ربع البشرية اليوم، وهي واقعة على طرق التجارة بين آسيا وأوروبا وأفريقيا، فيها أكثر قليلًا من ربع المخزون النفطي العالمي، واي كلام عن عدم تأثير ذلك في السوق النفطية نافلٌ طبعًا".&بحسب فريمان، السعودية هي البقعة الوحيدة التي لم يطأها الانتداب الغربي، فلا دخلت إليها جيوش أوروبية، ولا اخترقتها الارساليات التبشيرية، وبقيت عاصمتها عصية على الأجانب "غير المسلمين" ردحًا من الزمان، وتبقى مكة المكرمة والمدينة المنورة عصيتين عليهم حتى يومنا هذا، "وحين دخلها الغرب أخيرًا، لم يدخلها غازيًا متسلحًا بفوقية ثقافية، بل أتاها موظفًا مُستَقدمًا أجيرًا للمساعدة في الادارة".&إدارة المتغيرات&يميز فيرمان الملكية في السعودية عن الملكيات في أوروبا، "فالسعودية دولة إسلامية تستمد تشريعها من القرآن الكريم ومن الشريعة، والسعوديون ما انتهجوا منهج التنوير الأوروبي الذي ساد في القرن الثامن عشر، ولا فكروا في إعادة ترتيب مجتمعهم وفقًا لليبرالية الغربية، وبالرغم من صعوبة التدبر مع مجتمع تختلف قيمه عن القيم التي تقوم عليها الولايات المتحدة، إلا أن العلاقات السعودية الأميركية لطالما كانت مستقرة، بشراكة تعكس عمق المصالح المشتركة، رغم أن مجالات التعاون بين البلدين، ما خلا مجال مكافحة الارهاب، تعرضت لضغوط مختلفة".&برأي فريمان، الملك سلمان ورث بلدًا محافظًا جدًا من سلفه الراحل عبدالله، "الذي صرف عقدين من الزمان في شد المملكة نحو الاعتدال، وفي تعزيز دور المرأة في الحياة العامة، وفي تقوية مكانة المملكة على الخريطة الاقتصادية العالمية، وعلى الخريطة السياسية الاقليمية والدولية".
تزعزع الثقة&يفصل فريمان قليلًا حول التهديدات التي تتطاول المملكة، فيراها كامنة في إيران، خصوصًا أن التدخل الأميركي في العراق في العام 2003 أفقد هذا البلد دوره في موازنة الخطر الإيراني، متهمًا الادارة الأميركية بتقوية التأثير الإيراني في بغداد على حساب الرياض، من خلال السماح بتأسيس حكم في العراق موال للنظام الإيراني.&من جانب آخر، زعزعت ثورات الربيع العربي، منذ العام 2011، الثقة السعودية بحليفتها الولايات المتحدة، خصوصًا بعد سماح واشنطن بخلع الرئيس المصري السابق حسني مبارك، أكبر حلفائها في الشرق الأوسط. وبعد سقوط مبارك، أتى دور اليمن، ثم البحرين، جارة السعودية وحليفتها الأولى. فالحوثيون الإيرانيون أسقطوا العاصمة اليمنية صنعاء، ويجرون البلاد إلى حرب طائفية شعواء، بينما تستمر إيران في التدخل بالشؤون البحرينية الداخلية، بتحريكها شيعة البحرين ضد النظام، ما يهدد بانتقال القلائل إلى شيعة المنطقة الشرقية السعودية المجاورة.&داعش&ويتناول فريمان المسألة السورية، فيقول إن السعودية ظنت في ربيع العام 2011 أن الشعب السوري سيتمكن من إسقاط بشار الأسد، وإخراج سوريا من الفلك الإيراني، وشاركتها الولايات المتحدة تفاؤلها ذاك، "واليوم، بعد 225 ألف قتيل، و9 ملايين نازح ولاجئ، ما زال الأسد حاكمًا في دمشق، وصارت سوريا موطنًا لخلافة إسلامية، أعلنها تنظيم الدولة الاسلامية (داعش) ذات القسوة الشيطانية، وجعل منها فكرة ونظامًا وجيشًا على حد سواء".&يضيف فريمان: "سيطر داعش على الحدود السورية العراقية، وهو مصمم على قلب الميراث الكولونيالي في الشرق الأوسط، مهددًا العراق وإسرائيل والأردن ولبنان وفلسطين وسوريا، ومصمم على حكم مكة والمدينة، وهو يحكم الآن منطقة بمساحة إيرلندا، عدد سكانها أكثر من عدد سكان إسرائيل والأردن، وعديد جيشها أكثر من الجيش الكوبي، تجذب إليها المتطوعين من كل أنحاء العالم".&يبدو الملك سلمان، من حيث يقف فريمان، مصممًا على مكافحة داعش، ومحاربة إيران في الوقت نفسه، ويقول فريمان في كلمته إن الرياض تسعى جاهدة لإنشاء حلف يضم أنقرة وعمان والقاهرة وإسلام أباد، ضد إيران وداعش، ما يمكنه إن تمّ أن يغير موازين القوى في المنطقة. فالباكستان دولة نووية، قد تكون رادعًا لمطامع إيران، بينما تقدم مصر قوتها البرية، وتركيا تطورها الصناعي. أما الأردن فهي خط الجبهة ضد داعش، والتمويل سعودي بالتأكيد.&المسلمون أدرى&من وجهة نظر أميركية، هذا الحلف مناسب، لكن إسرائيل لن ترحب به، رغم أن تحقيقه بارقة أمل جديدة وأخيرة لولادة استراتيجية فعالة ضد داعش، "خصوصًا أن ما يحصل اليوم هو حملة عسكرية على التنظيم الارهابي من دون استراتيجية واضحة، مع الاعتراف بأن المسلمين وحدهم القادرون على التعامل مع المسائل الاسلامية، ولا أقدر من السعوديين في هذا المجال، إذ يتمسكون بالسلف الصالح، ويرفضون الممارسات الضالة، رغم أن الاصلاح السلفي حصل في السعودية في القرن الثامن عشر"، بحسب فريمان.&&يضيف: "في حقبة الملك عبدالله كان الميل إلى الاصلاح والوسطية، بالتذكير بأن الاسلام الأول كان متفتح الذهنية، وضمت مجالسه الأولى نصارى ويهودًا، وكانت النساء حينها ناشطات في التجارة والحياة العامة، وهذه العقلية هي التي نحتاج إليها جميعًا لنحارب الفانتازيا السوداء التي يفرضها داعش على الجميع".&لإعادة ترتيب الشراكة&يؤكد فريمان حاجة العالم إلى السعودية، لفكفكة النظام السياسي الداعشي، وحاجة العالم إلى تسوية أو هدنة بين الرياض وطهران، لإنجاح هذه المعركة.&وفي نهاية كلمته، يقول فريمان: "إن توصلت الادارة الأميركية إلى عقد اتفاق مع إيران يتيح لها فرصة التحكم بالبرنامج النووي الإيراني، فهذا يفتح الباب واسعًا أمام تقارب إيراني سعودي. وإن فشلت، أو توصلت إلى تسوية لم تحترمها طهران، فمن الوارد أن تبحث السعودية عن سبل لتتسلح نوويًا، فتقارع إيران في هذا المجال، ما يضع المنطقة بأسرها على كف عفريت، ويقلل من شأن التأثير الأميركي في الشرق الأوسط، ويُضمر تهديدًا إضافيًا لأمن إسرائيل".&يضيف: "صعود داعش وتحدي إيران للمنطقة والعالم يؤكدان أهمية التعاون الأميركي السعودي، وغياب أي استراتيجية أميركية واضحة المعالم حول مكافحة داعش ووضع حد للأطماع الإيرانية يستدعي إعادة تفكير في السياسة الأميركية برمتها، فثمة قيادة جديدة في الرياض، والمملكة اثيتت أنها تقود المنطقة اليوم، وهذه المصادفة تقدم فرصة لإعادة ترتيب الشراكة بين الولايات المتحدة والسعودية، من أجل الأميركيين والسعوديين على حد سواء، لذا علينا أن نغتنم هذه الفرصة، أو أن نعاني من عواقب ترددنا".
التعليقات
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
استعدادات لترك الموصل
Zozo -نقلت مصادر عراقية من الموصل أن "داعش" في طريقه للانسحاب من الموصل، بأمر من البغدادي شخصياً. وقال موقع الحزب الديمقراطي الكردستاني، إن البغدادي أمر مقاتليه بالاستعداد للانسحاب من المدينة، بعد رؤياه التي انتشرت بسرعة في المدينة، ومفادها أن البغدادي "التقى الرسول (ص) في المنام، وأن النبي أمر البغدادي بترك الموصل ومغادرتها". وأضاف الموقع أن الموصل تضج بخبر الرؤيا التي انتشرت سريعاً بين السكان والمقاتلين الذين يستعدون لتركها على ما يبدو، ولكن دون أن يعرف تاريخ المغادرة ولا سبب الأمر النبوي المزعوم، الذي يبدو أنه أتى تبريراً مسبقاً لهزائم داعش المتتالية في العراق.