قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
بعد الهجوم الدامي الأربعاء في تونس على متحف باردو الشهير، واجه الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي (88 عاما) الامتحان الاول الاساسي في ولايته، فقدم نفسه على انه "أب الامّة" الحريص على مواجهة الارهاب من دون ان يفرط بالمكاسب الديموقراطية الحديثة العهد.
تونس: أسفر الهجوم عن مقتل 20 سائحا اجنبيا مع رجل امن تونسي، وهو الاول من نوعه الذي يستهدف سياحا اجانب في تونس منذ 13 عاما.&وإثر الهجوم الذي أتى بعد أقل من ثلاثة أشهر على تسلم الرئيس مهامه، عاد قائد السبسي الجرحى في المستشفى وتوجه بخطاب إلى التونسيين كما أدلى بتصريحات عدة لوسائل اعلام اجنبية.&وقائد السبسي السياسي المخضرم الذي عمل مع "اب الاستقلال" الرئيس الراحل الحبيب بورقيبة، هو اول رئيس يتم انتخابه بشكل حر وديموقراطي في تونس منذ استقلالها عن فرنسا سنة 1956.&والاربعاء وفي أول تعليق له اثر الهجوم على المتحف، توعد قائد السبسي في خطاب "الاقليات الوحشية" قائلا &"إننا في حرب مع الارهاب، ان هذه الاقليات الوحشية لا تخيفنا وسنقاومها إلى آخر رمق بلا شفقة وبلا رحمة (..) هؤلاء الخونة سيقع القضاء عليهم".&ويشير قائد السبسي في كلامه إلى مجموعات اسلامية متطرفة برزت في تونس بشكل لافت إثر الاطاحة مطلع 2011 بنظام الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي.&ومنذ 2011 قتلت هذه المجموعات في هجمات وكمائن عشرات من عناصر الجيش والشرطة. كما اغتالت في 2013 اثنين من ابرز قادة المعارضة العلمانية ما فجر ازمة سياسية حادة في تونس انتهت باستقالة حكومة حركة النهضة الاسلامية التي حكمت البلاد من نهاية 2011 وحتى مطلع 2014.&والخميس اعلنت رئاسة الجمهورية في بيان عن اولى الاعتقالات في صفوف مشتبه بهم في هجوم باردو.&وحاول قائد السبسي في تصريح ادلى به لتلفزيون فرنسي، طمأنة السياح الاجانب الذين قال ان بإمكانهم "المجيء (الى تونس) في كنف الأمن".&والجمعة قال في خطاب الى التونسيين بمناسبة الذكرى 59 للاستقلال "الوضع الاقتصادي سيء جدا (..) لا بد ان نقدم على اصلاحات موجعة وإلا لن نخرج من (الازمة)".&وعلى غرار ما يفعل دائما ضمن قائد السبسي خطابه آيات قرآنية وامثالا شعبية وابياتا شعرية.&ويرى المحلل سليم الخراط ان تأثير خطابات السبسي "متفاوت" لأنها "كانت في أحيان جامعة ومطمئنة، وفي أحيان اخرى غير موفقة، وحتى شعبوية".&ولاحظ عدنان منصر الناطق الرسمي السابق باسم الرئيس محمد منصف المرزوقي الذي خسر في الانتخابات الرئاسية أمام منافسه قائد السبسي، ان "على رئيس الحكومة ان يكون في الواجهة" في الاوقات العادية لكن (الحبيب الصيد) التكنوقراط "قد تم محوه بالكامل".&وخلال حملة الانتخابات الرئاسية واجه قائد السبسي الذي عمل مع النظام الاستبدادي لبورقيبة ثم تولى رئاسة البرلمان لفترة وجيزة خلال فترة حكم بن علي، انتقادات واتهامات بأنه منتوج النظام الاستبدادي وانه قد يعيد انتاج هذا النظام.&وحذرت منظمات اهلية بأنها ستتصدى لاي محاولة من السلطات الجديدة لاعادة الممارسات التي كانت سائدة قبل الثورة خصوصا التضييق على الحريات العامة وفي مقدمتها حرية التعبير.&وهذا الاسبوع، تعهد قائد السبسي مجددا بأنه "لا رجوع الى الوراء" مشيرا الى الدور الرقابي والصلاحيات الواسعة التي منحها الدستور للبرلمان.&لكنه دعا الجمعة الى "التقليل من الانتقادات" قائلا "نحن مع حرية التعبير لكن في بعض الحالات لا يجب ان نشكك كثيرا في بعضنا البعض".&ويرى الخراط ان باجي قائد السبسي "بصدد اعطاء لون لطبيعة النظام الجديد" في تونس.&وقال المحلل "هذا يتماشى مع شخصيته، إذ ليس له تجربة تقاسم (السلطات). لكني لا اعتقد بوجود خطر لتغوّل الرئاسة" لأن الدستور منح الرئيس صلاحيات محدودة مقارنة برئيس الحكومة والبرلمان.&وقال عدنان منصر "حسنا فعل الرئيس عندما وضع نفسه في الواجهة. لان الناس بحاجة الى تهدئة".&وكان قائد السبسي ركز حملته الانتخابية على "اعادة هيبة الدولة" في تونس التي شهدت اضطرابات اجتماعية وانفلاتات امنية بعد الاطاحة بنظام بن علي.&وقال عدنان منصر "لم أر (في خطاب الرئيس) قرارا (في مستوى الوضع). هناك حديث عن الوحدة الوطنية. نعم، لكن ماذا يمكن ان نفعل أمام التحدي الأمني؟".&واعتبر ان "القرارات (الاولى) المعلنة ليست جديدة" و"مطالبة الجيش بتأمين المدن (الكبرى) ليس هو الحل. الأساسي في هذه الحرب على الارهاب هو الاستخبارات".&ويثير تقدم قائد السبسي في السن انتقادات رغم انه لم يؤثر، على ما يبدو، على عمله.&وردا على سؤال حول افضل السبل لمحاربة الجهاديين، دعا عبد الفتاح مورو (66 عاما) النائب الاول لرئيس البرلمان والقيادي في حركة النهضة الاسلامية، الخميس الى "أن يترك المسؤولون السياسيون الآن المكان للشباب في الأحزاب والجمعيات...".&