ما ينذر بإجهاض أي اتفاق نووي مع الغرب
إيران مقبلة على جولة جديدة من الصراع الداخلي
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
يحذر مراقبون من أن تجهض الصراعات الداخلية الإيرانية بين المتشددين والاصلاحيين أي اتفاق بين طهران والغرب حول الملف النووي الإيراني.
إعداد عبدالاله مجيد: يخوض المفاوضون الايرانيون ونظراؤهم من مجموعة القوى الدولية الست سباقًا مع الزمن للتوصل إلى اتفاق بشأن برنامج إيران النووي، قبل انتهاء الموعد في 31 آذار (مارس) الجاري.
حدثان
في هذه الأثناء، يشير حدثان أخيران إلى أن ايران مقبلة على جولة جديدة من الصراعات الداخلية الدورية بين قادة الأجنحة المختلفة في السلطة. ويحذر مراقبون من أن النتيجة يمكن تجهض أي اتفاق أو تلزِم الغرب باتفاق لا يمكن التحقق من تنفيذ بنوده.
وجاءت نذر الصراع المقبل في ايلول (سبتمبر) الماضي عندما أُعلن عن ادخال المرشد الأعلى علي خامنئي المستشفى للعلاج من اصابته بسرطان البروستاتا. ونشرت وسائل اعلام ايرانية رسمية صورًا نادرة ظهر فيها المرشد الأعلى يستقبل زوارًا في المستشفى، وكان مرضه بمثابة اشارة للطامحين بخلافته أن يهيئوا أنفسهم للصراع المقبل.
محافظ برغماتي
وكان الحدث الثاني انتخاب آية الله محمد يزدي، وهو من المتشددين، رئيسًا لمجلس الخبراء الذي يختار المرشد الأعلى. وفاز يزدي على منافسه اكبر هاشمي رفسنجاني احد مؤسسي الجمهورية الاسلامية وغريم خامنئي في السنوات الأخيرة.
وتولى رفسنجاني رئاسة البرلمان طيلة عقد الثمانينات وكان رئيس ايران طيلة الشطر الأكبر من عقد التسعينات. وهو من مؤيدي الرئيس الحالي حسن روحاني المحسوب على الجناح الاصلاحي المعتدل.
وكثيرا ما يوصف رفسنجاني بأنه "محافظ برغماتي" رغم أن النظام شن في ظل رئاسته حملة من التفجيرات والاغتيالات ضد المعارضين في الداخل والخارج.
طموح رفسنجاني
والمعروف في ايران أن رفسنجاني (80 عامًا) ما زال يطمح بمنصب المرشد الأعلى، وأن خامنئي قطع الطريق على محاولته الأخيرة العودة إلى قمة الهرم من خلال مجلس الخبراء. وقال عضو سابق في البرلمان الايراني لصحيفة وول ستريت جورنال: "إن خامنئي لم يكن يريد أن يتولى رفسنجاني رئاسة مجلس الخبراء، وكل ما بُذل من مجهود كان لمنع رفسنجاني".
وكان مجلس الخبراء اختار خامنئي مرشدًا أعلى بدعم من رفسنجاني الذي ظن بأنه يستطيع التأثير عليه لاحقًا، لكن اتضح أن ذلك كان خطأ فادحًا في حسابات رفسنجاني، إذ تمكن خامنئي من تعزيز سلطته بكسب دعم مهم من بعض مراكز القوى الكبيرة في ايران وخاصة الحرس الثوري الايراني، القوة المسؤولة عن حماية النظام في الداخل وتصدير الثورة إلى الخارج.
&
ويتمتع رفسنجاني بدعم عناصر في المرجعية الدينية والمؤسسة الأمنية ونخبة التجار. لكن كثيرًا من الايرانيين يرون أن رفسنجاني الثري ثراء فاحشًا يمثل الوجه الفاسد من الجمهورية الاسلامية.
ومن المقترحات التي تعوَّم بين حين وآخر لتفادي نشوب صراع قد لا تحمد عقباه تشكيل لجنة قيادية محل المرشد الأعلى. ولكن مثل هذه الخطوة تتعارض مع تقاليد مجتمع اعتاد طيلة 2500 عام على طاعة فرد واحد. كما تردد أن الحرس الثوري يمكن أن يأخذ مقاليد السلطة بيده وينحي الملالي جانبًا بعد أن تنامت سطوته إلى حد السيطرة على ما لا يقل عن ثلث الاقتصاد الايراني ومد أذرعه في بلدان عربية مهمة مثل سوريا والعراق ولبنان.
ويشير أصحاب هذا الرأي إلى الجنرال قاسم سليماني، الذي يقود عملية انقاذ نظام الأسد في سوريا، وميليشيات شيعية تقاتل ضد تنظيم الدولة الاسلامية (داعش) تحت راية الحشد الشعبي في العراق.
سيناريو كابوسي
وكان الحرس الثوري بقي طيلة العقود الماضية في الظل رغم دوره الكبير، لكنه الآن يستعرض سطوته ويتباهى بما ناله من سمعة. وقادته ليسوا من النمط الذي يقبل بتسويات ومساومات توافقية.
ويمكن أن ينشأ سيناريو كابوسي إذا سيطر قادة الحرس الثوري على مجلس الخبراء بعد وفاة خامنئي، وقرروا تعيين آية الله محمد تقي مصباح يزدي الذي يُعد متشددًا حتى بمعايير المتشددين، وكتب داعيا إلى "انتاج أكثر الأسحلة تطورا حتى إذا كان هذا لا يروق لأعدائنا".
ما زال خامنئي المرشد الأعلى الذي له الكلمة الأخيرة في السياسة الداخلية والخارجية الايرانية، لكن هناك سياسيين وأجنحة ينتظرون رحيله، واحتمالات أن يلتزموا بأي اتفاق نووي ستكون حتى أقل من التزام القيادة الحالية به، بحسب صحيفة وول ستريت جورنال.