أخبار

بسبب السياسات الطائفية والتمايز القومي

أطفال العراق يميلون إلى العنف ويبتعدون عن التسامح

-
قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
منذ سنوات أشّر باحثون في علم الاجتماع إلى نشوء جيل عراقي، لا يؤمن بقيم التسامح والتعايش المشترك، بسبب مايعيشه من حملات التكفير ونبذ الآخر طائفيا وعرقياً من خلال وسائل الاعلام.&عبد الجبار العتابي من بغداد: يرى العديد من الباحثين العراقيين، أن الأحداث التي يشهدها العراق تشير إلى ظاهرة غريبة تتمثل في نشوء جيل يمتلك كميات كبيرة من الكراهية والطائفية والتطرف والتشدد، وهو ما يراه الكثيرون خطرا يهدد المجتمع العراقي.ومع تسارع الأحداث الإرهابية، والتمييز الطائفي في العراق، أصبح من السهل أن تسمع مفردات الطائفية والتشدد، تتصدر الأحاديث بشكل يوخز القلب والضمير، وتشعر أن العدوانية تملكت البعض حتى لم يعد هنالك حيز للتسامح، ولقبول الآخر بأية طريقة كانت، حيث بلغ التطرف اشده.إيلاف سألت باحثين عراقيين عن سبب غياب قيم التسامح لدى الأجيال العراقية الحديثة، فكانت الآراء مختلفة، فهناك من يرى أن احداث العنف المستمرة منذ 12 عاما جعلتهم يعيشون وسط الخوف والرعب، وهو ما جعل قلوبهم تخشوشن ونفوسهم تتحجر، فيما يرى البعض ان القاتل لا يستحق التسامح، بل رد الصاع صاعين، ورأى البعض أن الآخر حينما يريد ان يجعل منك كبشا ليس امامك الا ان تكون ذئبا، وحين طلبنا ان نعرف نتيجة هذا كله او خاتمته كانت الاجابات، عندما تهدأ عواصف العنف وتطمئن النفوس وتتعمق الثقة فلا غدر ولا خيانة ولا تهميش ولا تحريض على القتل والتدمير!&تيارات عدوانية شرسةالكاتب صباح عطوان قال: المجتمع يكتظ بتيارات عدوانية هجومية هي من إفرازات الحروب والفوضى، وقد ذكرت ذلك بتصريح مشهور وكعنوان لمقال، لذلك فالعصابات التي تطوف كاسماك القرش في شوارعنا لها ألف اسم ومسمى".وأضاف "من المؤسف أن التسامح أصبح خياليا، لذلك نحتاج إلى إطفاء نار الكراهية أولا، من ثم إعادة ترتيب البيت الإجتماعي. وخلق أطر تربوية تبتعد عن أطر التدين الطائفي، وانما الدين بمجموعه المتسامح لا الجانب العدائي منه... لا جانب خذوهم بالسيف".وتابع "بالنسبة للوضع العام أنا متشائم لكني أؤمن بطيبة شعبنا وكرم قبائله وعشائره، شعبنا تعرض إلى غزو من الداخل فإنقلبت مسالمة حياته إلى جوارح.. فصار حز الرقاب تسلية المتقاتلين، وبات القاتل للمظلوم قدوة للأسف".وختم بالقول إن "شعب العراق عرف بطيبته وكرمه ونخوته، لا شعب في الأرض بحجم مكارم شعبنا لكنهم اثخنوه جراحا وأكلوا قلبه واطفأوا او كادوا نور شمعته..نور دفئه وطيبه وتسامحه".&أخطر من داعش بألف مرةأما الباحث الاجتماعي محمد غازي الأخرس، فقد أكد أن "السبب راجع لنشوء هذا الجيل في ظل احتراب طائفي، وقال: يمر المجتمع العراقي بأزمة كبيرة وخطيرة، تتمثل في نشوء جيل من الشباب لا يعرف شيئا عن التسامح والاعتراف بالآخر، ولا يتخيل وجود شريك له في المجتمع يختلف عنه في المعتقد والرأي. وهذا راجع لنشوئهم في ظل احتراب طائفي ما أدى إلى انعزالهم داخل أسوار جماعاتهم الضيقة وفقدانهم أي إمكانية لتخيل وجود من هو مختلف عنهم".وأضاف: إنهم يعانون العمى، فلا يرون سوى أنفسهم والمتشابهين معهم في الأفكار. وفي مثل هذا الوضع، تشيع أفكار التعصب والتطرف والتعميم والقولبة، ويسهل ارتكاب الجريمة بضمير مطمئن، هؤلاء أخطر من داعش بألف مرة، وعلينا إعادة تأهيلهم نفسيا وثقافيا لاستعادة تلك القدرة الغائبة.ويرى أن "مفاهيم التسامح ومشاركة المختلف والتعايش معه عبارة عن قدرات تنمو وتضمحل بفعل الظروف الاجتماعية، ومن المؤكد إنها اضمحلت لدى الجيل الناشئ بعد التغيير بفعل الاحتراب والتقوقع الطائفي، وعلينا المساهمة بإنمائها حتى لو تطلب الأمر القيام بثورة ثقافية كاملة تسهم بها المؤسسات الفاعلة".
التربية المنغلقة والموروث المتشدد&الكاتبة الروائية لطفية الدليمي تقول "إننا نعاني في مجتمعنا العراقي من اللاتسامح كافراد وجماعات نتيجة التربية المنغلقة والموروث المتشدد، الذي يحظر مناقشة المقدس او حتى الاقتراب منه، وبسبب التعليم الشوفيني التلقيني الذي لايبيح الحوار والنقاش ويركز على قيم ومفهومات موروثة راسخة، فمعظمنا نشأنا في اجواء اجتماعية لا تؤمن بالحوار بل تفرض بدلا عنه الطاعة المطلقة في البيت والمدرسة وفي الحظيرة السياسية، كما تفرض على الافراد الطاعة التراتبية في البيت والمجتمع، فليس لنا ان نناقش او نعترض على اية فكرة يقدمها من هو اكبر منا، بل يتوجب قبولها دون جدال والا خرجنا على السراط المحدد للناس الأسوياء حسب المعايير السائدة، ومن هنا صارت لدينا نزعة خطيرة لتقييم الآخرين و اصدار احكام سلبية تخص تقويمنا لهم، واعتدنا ان نتسرع في الحكم على الناس والاشياء في ردود فعل لا تعتمد التفكير المنطقي بل تلجأ إلى التعميم المطلق في اصدار الاحكام، وساعد سلوكنا التعميمي في تجذر اللاتسامح والتعصب في شخصية الفرد العراقي الذي صيغت شخصيته تحت مطرقة الطاعة المطلقة والاذعان التام للاوامر العليا من الاباء والمعلمين والساسة".وأضافت أن "المتعصب اللامتسامح هو من يقسم العالم إلى ابيض واسود إلى خير وشر، وإلى حق وباطل فاللامتسامح يسكنه اللون الواحد، والاعتقاد المطلق بانه على حق دائما وكل ما عداه خطأ مطلق. والمتعصب اللامتسامح لايريد ان يعرف اسباب تعصبه ويفككها، فهو موقن من امتلاك الحقيقة المطلقة التي لايمكن الجدال فيها، ويدعو جميع الآخرين إلى الإيمان بما يؤمن به، والا فإن جزاءهم التهميش او الاقصاء والتصفية الجسدية، وهي اقصى ماوصلت اليه نزعة اللاتسامح بتفشي الارهاب المنظم".&إصلاح النظام التربويالتربوي والباحث نبيل ابراهيم الزركوشي، ناشط في مجال مشاريع المصالحة والتعايش السلمي، فقد أشار إلى ضرورة إصلاح النظام التربوي. وقال إن "الأمر يعود بالدرجة الأساس إلى نوع التربية والتي تعتبر المناهج الدراسية جزئية مهمة جداً منها، إذ كانت ولاتزال تعتمد على التفرد بطرح المواضيع وخاصة الآراء الدينية والتي في كثير من الأحيان تخضع للاختلاف، حالها حال الأحداث التاريخية وطريقة عرضها اذا كان من باب اولى، ان تعرض المناهج الدينية الاختلاف بين الآراء، من أجل ان نغرس في نفوس النشأ الجديد ان هناك آراء مختلفة حول الموضوع الواحد، وبذلك نكون قد وضعنا البذرة الصحيحة لثقافة الاختلاف المنطقي، وبالتالي تمت تهيئة الشباب لتقبل بعضهم البعض، وفهم الاختلاف على انه مصدر من مصادر البحث عن الحقيقة، وتعليمهم كيفية الاستنتاج المنطقي للأفكار وعدم تقبل الأفكار على علاتها وعدم تقديس الأشخاص، وجعلهم رموز مقدسة ونسيان أنهم أشخاص يتعرضون لضغوط وقد يصيبون في أمر ويخطئون في آخر".وأضاف "لذا نحن أمام مفترق طرق إما اصلاح النظام التربوي عبر اعتماد مناهج تتلائم مع ثقافة الفكر الحر، او البقاء على المناهج الدراسية القديمة، والتي من ثمارها عدم تقبل الآخر لأنها وضعت وفق سياسات وآراء أشخاص يقدسون الرمز الأوحد، وان الآوان ان نثور عليها كي نبني الإنسان الجديد الذي يرحب ويتقبل الآخر الذي يختلف معه في الفكر والمعتقد".ويرى أن "هناك تباعد كبير بين الأجيال الجديدة والقديمة من حيث الأفكار وعدم تقبل الجيل الجديد لأفكار وآراء الجيل الأكبر منه، كاشخاص او كافكار جماعات، ويعود ذلك إلى الحروب والأزمات التي مر بها المجتمع عبر الفترات السابقة مما أدى إلى عدم وجود أشخاص كبار يقودون العائلة، وأصبحت المرأة مع كل التقدير لدورها الا ان دور الرجل يبقى محورياً ومهما، من أجل طرح وفرض ثقافة الإحترام بين أفراد الأسرة الواحدة وبالتالي ينعكس ذلك على سلوكيات الأفراد في المجتمع".&بغضاء وكراهية متجددةوفي الختام، كان للمختص في علم الاجتماع محمد رضا الساعدي، رأي خاص قال فيه "منذ 12 سنة وليس هنالك سوى أخبار التفجيرات وانباء العنف، وصور القتل والدمار والخوف المنتشرة في كل مكان بل انها ازدادت وصارت لا تفارق الناس حتى في بيوتهم من خلال القنوات الفضائية غير المنضبطة، ومواقع التواصل الاجتماعي (الفايسبوك) مثلا التي صارت اقرب إلى الانسان من ظله وفيها يشاهد ويقرأ ما يستفزه على الطائفية والتشدد والتطرف، وفي الفيس بوك عوالم متجددة من البغضاء والكراهية والحقد ما يفيض عن حاجة اشرس الحيوانات واكثرها وحشية، وفيها من التحريض ما يفرغ القلب من العطف والرحمة".وأضاف أن "جيل الشباب هم المتصدرون لمشهد التلقي فأنهم يفرزون ما يتلقون باضافات كثيرة من دون النظر بروية او تأمل، لذلك تجد البعض منهم يكون اكثر شراسة من غيره ويختفي العطف وتنزوي الانسانية في نفسه او يغلقها إلى اشعر اخر، فيغيب التسامح منه تماما فلا يرى الا الحقد يتجسد أمام عينيه".ويرى أن "التسامح لن يعود الا حينما تكون الدولة حاضرة بشكل قوي بمؤسساتها ودستورها وانظمتها، وان لا يكون لكلام رجال الدين المتطرفين حضور على الشاشات ولا لكلام السياسيين الذين يحرضون على العنف ويعلنون الوفاءوالانتماء لطوائفهم، وحين يطمئن ابناء هذا الجيل على ان العدل ساد والانصاف صار ديدن الدولة".&

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
احذروا
قول الرسول محمد -

قال رسول الله "ص": فِتْنَةُ الدُّهَيْمَاءِ لَا تَدَعُ أَحَدًا مِنْ هَذِهِ الْأُمَّةِ إِلَّا لَطَمَتْهُ لَطْمَةً فَإِذَا قِيلَ انْقَضَتْ تَمَادَتْ يُصْبِحُ الرَّجُلُ فِيهَا مُؤْمِنًا وَيُمْسِي كَافِرًا حَتَّى يَصِيرَ النَّاسُ إِلَى فُسْطَاطَيْنِ فُسْطَاطِ إِيمَانٍ لَا نِفَاقَ فِيهِ وَفُسْطَاطِ نِفَاقٍ لَا إِيمَانَ فِيهِ فَإِذَا كَانَ ذَاكُمْ فَانْتَظِرُوا الدَّجَّالَ مِنْ يَوْمِهِ أَوْ مِنْ غَدِهِ.

لا شعب في الأرض بحجم ....
ابن الرافدين -

لاشعب في الارض بحجم مكارم الشعب العراقي وهذه حقيقه تاريخيه لعله الكاتب لم يسجل شئ ما على صفحاته , لان الانسان العراقي عاش على ارض وبيئه خلقت منه احلى انسان والمدونات التاريخيه تشير الى ذلك نعم اسالوا الحجر عن هذا الانسان الطيب الذي سجل للحضارة الانسانيه ملحمه بعد ملحمه والعلماء يقرون اليوم اكثر من اي وقت اخر ان البيئه هي صاحبه الفضل الكبير على سلوك الانسان ونمو عقله وفكره . اما اليوم ماذا نقراء اعزائي القراء عن هذا الانسان والكوارث التي حلت به وعلى ارضه الطيبه . نعم لقد فقد هذا الانسان او شلت ذاكرته التاريخيه عبر فتوحات وغزوات ومن خلالها زحفت البداوة على هذه الارض الطيبه وفعلت ما فعلت من دمار وتخريب وحرق الاخضر (يقول المؤرخون ان العراق قبل غزو المغول التتر السفاحين كان سله المنطقه في كل الغذاء) لعنة الله على النفط ولعنة الله على يوم اكتشافه ولعنة الله على اول يوم تصديره , ياربي واللهي نصلي لك ومن كل قلوبنا الى يوم اكتشاف مصادر اخرى للطاقه ليتم تعويض التلوث العارم من خلال حرق هذه المواد حتى انه في بعض المدن لايستطيع الانسان التنفس بسهوله ويتخلص الشعب العراقي من هذا الموروث العمقي التسلطي الدكتاتوري والفاشيه التي فقد بها العراقي الطيب كل ما يملكه من حنان وقلب طيب حتى يقال ان العراقي هو الوحيد يغني ليبكي وما ندري ما هو سر هذا البكاء وبالمناسبه هو متوراث على العراقيين عبر الزمان القديم بكاء العراقيين على الحسين وبكوا على المسيح وبكوا على عشتار الاسطورة والرمز وبكوا على اعظم مصارع ومقاتل من الدرجه الاولى الا وهو الاسكندر العظيم ابن العراقيين المولد في ( الايلاذا) التي هي بلاد اليونان اليوم .!!!!! الذين احتضنوه ومات في هذه الارض التي شيعت ابنها الكبير العائد لها .ياالهي ياالهي يالهي نطلب الرحمه والغفران لان الالامنا واوجاعنا وصلت الى الدمار الكامل وانت العليم الاول وسلمت الناموس للعراقيين وهم امناء عليه الى يومنا هذا

الحصاد هو المهم
george -

الذي نزرعه في قلوب وعقول الاطفال في الصغر هو نفسه الذي سوف نحصده في الكبر ..

really this is an article
صومالية مترصدة وبفخر-USA -

Gees I wonder why?? maybe the "civil war" they had all their little lives?? maybe I guess!! go figure

السبب واضح
Rizgar -

السبب واضح مع تأسيس الدولة العراقية عام 1921 بدأت السلطة العربية العراقية بتوسيع سيطرتها والعمل من أجل حماية هذا الكيان المصطنع الجديد وتوطيد حدوده الجغرافية وترسيخ وجودها في جنوب كوردستان . ووضعت خططاً وبرامجاً عنصرية منظمة لأخضاع النسيج القومي السكاني وفقاً لمصالح السلطة العربية .ولهذا الغرض بدأت حملات منظمة لإنشاء مستوطنات بدائية لتوطين العشائر العربية الرحل (البدو) وتشجيعهم للتوجه الى مناطق كوردستان . لقد كانت السلطة العراقية الوليدة تعرف تماماً بأن الشعب الكوردي يحس بعدم الأنتماء لهذه الدولة وأن وطنهم كوردستان لم ولن تكون جزءاً من العراق. وقد تجلى ذلك بوضوح عند الاستفتاء للقبول بالملك فيصل الأول كملك على العراق (عارضت كركوك تنصيب الملك فيصل فيما لم تشترك السليمانية اصلاً في هذا الأستفتاء) . بينما وافق لواءا الموصل وأربيل على تنصيب الملك فيصل بشرط حماية حقوق الكورد (الوفاء بمعهادة سي فر). لقد كان شعب كوردستان يؤمن بأن كوردستان ليست جزءاً من العراق لذا فليس من حقهم التصويت على تنصيب ملك عليه وإعطاء أصواتهم للقبول بذلك. وقد أوضح مواطنو السليمانية ذلك بجلاء لأن كوردستان منفصلة عن حكومة العراق فلا حاجة لأبداء رأيها في تنصيب الملك ... بعد ١٠٠ سنة من التربية العنصرية والحروب والفشل في تحقيق الرغبات والغرائز العربية , فكيف الاطفال لا يميلون الى العنف ؟ الا حباط والحيف بعدم النجاح في انفال الكورد مهمة عظيمة مرض نفسي وتر بوي , تعليم الاطفال ان العراق جزء من الامة العربية والقتل و ابادة الاخرين قد اثر على سايكولوجية الاطفال . تعليم الا طفال -انهم خير امة ارجت للناس - عامل خطر لشيزوفرينا الامة العربيىة المجيدة.

صومالية مترصدة
Rizgar -

On behalf of the Elaph and myself, I offer my apologies to Somalia and we just noticed that / this is really not an article..!!! Thanks for your patience. Satisfied now I guess ..!!!!