التحقيق مع شيخ مصري دعا على "الظالمين"

منعت السلطات المصرية داعية إسلاميًا شهيراً من دخول المساجد، بسبب دعائه على الظالمين والإعلاميين المضللين والسياسيين المخربين و"البعثيين" و"الصفويين"، أثناء صلاة التراويح في ليلة القدر بمسجد عمرو بن العاص بالقاهرة، وقررت إحالته للتحقيق، وأن تجعله "عبرة للمتلاعبين بشرع الله".

القاهرة: قررت السلطات المصرية منع الداعية الإسلامي الشهير الشيخ محمد جبريل، من العمل في المساجد، وإحالته للتحقيق، وجعله "عبرة"، بسبب دعائه على نظام الرئيس عبد الفتاح السيسي تلمحياً، ودعائه على الإعلاميين والسياسيين الفاسدين، أثناء صلاة التراويح ليلة القدر بمسجد عمرو بن العاص بالقاهرة.&&واضطرت وزارة الأوقاف إلى السماح لجبريل بأن يؤم المصلين في جامع عمرو بن العاص في صلاتي العشاء والتراويح، بناء على ضغوط وإلحاح من آلاف المصريين، بعد أن منعته العام الماضي، بسبب دعائه على "الظالمين" أثناء الصلاة في العام قبل الماضي.&وأدى جبريل صلاتي العشاء والتراويح إماماً بعشرات الآلاف من المصلين المصريين، ودعا على الظالمين والإعلاميين المضللين والسياسيين الفاسدين، كما دعا على "البعثيين" في إشارة إلى نظام حكم الرئيس السوري بشار الأسد، و"الصفويين" في إشارة إلى نظام الملالي في إيران.&&وقال جبريل أثناء الصلاة: "يا من لا يصلح عمل المفسدين، يا ما من لا يهزم جنده، ولا يغلب أمره، أرنا في كل الظالمين آية، أرنا في كل المنافقين آية، أرنا في كل الفاسدين آية، أرنا في كل المفسدين آية، أرنا في البعثيين آية، أرنا في الصفويين آية، أرنا في الصهاينة الملاعين آية، أرنا في اليهود آية، أرنا في العلمانيين آية، أرنا في علماء السلاطين آية، أرنا في الإعلام المضلل آية، أرنا في الإعلام الفاسد آية، أرنا في الساسة المخربين آية، اللهم أحصيهم عدداً وأقتلهم مدداً، ولا تبقي منهم أحداً، بقوتك يا قوي، يا من قصمت الجبابرة، وقهرت الفراعنة".&وفيما اعتبره الإسلاميون ولاسيما جماعة الإخوان دعاءً لهم، ابتهل جبريل إلى الله من أجل المستضعفين، وقال: "اللهم ارحم المستضعفين والمأسورين وذويهم، واربط على قلوبهم وكن لهم عوناً ومدداً، أرحم شهداءنا وأقبلهم، وأسكنهم في الفردوس الأعلى يا كريم. وأجعل لنا وللمصريين من كل هم فرجاً". وتابع: "وإجعل لنا المصريين والمسلمين من كل هم فرجاً، ومن كل ضيق مخرجاً، اللهم إن كان هناك شر يتربص بنا فاصرفه، وإن كان خيراً فعجل به، واحفظنا وبلادنا وأهلنا".&كما دعا جبريل لمصر بالأمن والآمان وأن يجعلها سنداً للإسلام والمسلمين، وأضاف: "اللهم من عمل على رفعة بلادنا فأعزه في الدارين، ومن عمل على ذلة بلادنا فأذله في الدارين، وأحشره من فرعون وهامان وقارون في الدرك الأسفل من النار".&وأضاف في دعائه: "اللهم يا من مننت على الذين استضعفوا في الأرض وجعلتهم أئمة وجعلتهم الوارثين. ومكنت لهم في الأرض، وأهلكت فرعون وجنوده، اللهم مكن للحق والعدل في بلاد المسلمين ورد الناس إلى الحق والعدل".&&وأعتبر إعلاميون ومؤيديون للرئيس عبد الفتاح السيسي، أن الشيخ محمد جبريل، يدعو على السيسي، وقال الإعلامي أحمد موسى في برنامجه "على مسؤوليتي": جبريل كان هو مرشد جماعة الإخوان يخطب ويدعو على مصر ويدعو علينا، أمام مليون واحد في مسجد عمرو بن العاص. وأضاف: "جماعة الإخوان الإرهابية احتفت بما فعله الشيخ جبريل، الذي شتم الرئيس وهو موجود". وتابع: "جبريل قال على قتلى الإخوان الإرهابيين شهداء"، ووصفهم بـ"شهدائنا"، ولم يدع لشهداء الجيش والشرطة والقضاء، ولم يذكر اسم مصر، ولم يدع لها، ولم يدع على الإرهاب الذي يضرب البلد، ولم يدع على داعش". واستطرد قائلاً: جبريل دعا على الإعلاميين ووصفهم بأنهم سحرة فرعون، وكان يرتدى عباءة بديع ( مرشد الإخوان) فى خطبته بمسجد عمرو بن العاص".&&رسمياً، قررت وزارة الأوقاف منع جبريل من الخطابة والإمامة وإلقاء الدروس الدينية بالمساجد في مصر، واحالته للتحقيق، وقال الوزير مختار جمعة في تصريحات للإعلامي أحمد موسى: "أعدناه خازيًا إلى بيته ولم يُمَكَّن، ولو جاء إلى مسجد عمرو بن العاص سيتلقى إجراءً حاسمًا". ووصفه بـ"المتلون"، وقال: "هذه الوجوه المتلونة تنكشف وتسقط واحدًا تلو الآخر"، مشيراً إلى أن محمد جبريل ليس خطيبًا بوزارة الأوقاف. ودعا &وزير الأوقاف التلفزيون إلى عدم بث أية تسجيلات لجبريل، كما طالب الدول العربية والإسلامية بعدم استضافته.&وقال وزارة الأوقاف في بيان لها: "بناء على خروجه على تعليمات الوزارة في دعاء القنوت ومحاولة توظيف دعاء القنوت توظيفاً سياسيًا لا علاقة له بالدين، إنما هو متاجرة بعواطف الناس على أحسن تقدير، قررت وزارة الأوقاف منع محمد جبريل من أي عمل دعوي بجميع مساجد جمهورية مصر العربية ، سواء أكان إمامة أم إلقاء دروس".&وأضافت الوزارة أنها "ستتخذ إجراءات حاسمة تجاه أي شخص يُمكّنه من المسجد، مؤكدة أن أي صاحب دين حقيقي لا يمكن أن يستغل دور العبادة لتحقيق أمجاد شخصية أو مكاسب مادية أو سياسية على حساب دين الله، وأن من يفهمون دين الله فهمًا صحيحاً لا يمكن أن يقبلوا مثل هذا الابتداع في بيوت الله أو الخروج بدور العبادة عن مقاصدها الشرعية".&وقررت تحرير محضراً رسمياً بهذا التجاوز بموجب الضبطية القضائية الممنوحة لمفتشي الأوقاف"، وتوعد بأن تجعل من جبريل &"عبرة لمن يتلاعبون بشرع الله".&واستنكر وكيل الأزهر، الشيخ عباس شومان، دعاء جبريل على الظالمين، وقال: "ما قام به جبريل بالدعاء على الظالمين من الحكام والإعلاميين، أثناء إمامته للمصلين في صلاتي العشاء والتراويح بمسجد عمرو بن العاص، لا ينبغى أن يكون موجوداً في مساجد المسلمين وخاصة بين المصريين في شهر رمضان الكريم".&ولم يعقب جبريل على الإتهامات والإجراءات التي اتخذتها السلطات المصرية بحقه، واكتفى بالقول: "ليلة من ليالي الله المليئة بالنفحات والبركات والتهاب المشاعر وانتظار فرج الله وحسن الظن به جل في علاه، واحساسي انها ليلة القدر ، الحقيقة التي لامراء فيها". وأضاف عبر حسابه بموقع فايسبوك: "برغم إمامتي للمسلمين في أكثر مساجد العالم إلا أنه سيظل مسجد عمرو بن العاص هو تاج الجوامع كلها، وقد بناه صحابة رسول الله صلي الله عليه وسلم، وأيضاً يكون في ليلة القدر أكبر تجمع في العالم الاسلامي بعد الحرمين الشريفين، وأسأل الله القبول وألا يحرمنا فضل ليلة القدر وبركة ليلة القدر وعتق ليلة القدر وأن يجعلها بداية لأفراحنا ونهاية لأحزاننا ، والحمد لله الذي بنعمته الصالحات".&