الأزمة السورية والمخاوف الخليجية ملفان ينبغي حلهما
محللون أميركيون يتناولون قمة سلمان - أوباما
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
يترقب المسؤولون الأميركيون ما ستسفر عنه المحادثات بين الملك السعودي والرئيس الأميركي اليوم في البيت الأبيض، ويعرفون أن العقدتين الاساسيتين هما بشار الأسد في سوريا والمخاوف الخليجية من السلوك الإيراني التوسعي.
الرياض: تنعقد اليوم في البيت الأبيض القمة السعودية - الأميركية، وتدرك الدوائر السياسية في واشنطن الأهمية البالغة التي توليها إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما لزيارة الملك سلمان بن عبد العزيز لواشنطن، والمحادثات التي يجريها الزعيمان حول قضايا المنطقة.
في هذا الاطار، تنقل "الشرق الأوسط" عن دنيس روس، المستشار السابق لأوباما والمحلل السياسي البارز في معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى، قوله: "لا أتوقع من الرئيس أوباما أن يغير من موقفه وتردده العميق من الانجرار إلى الحرب الأهلية السورية، فقد أوضح أنه يأمل في التوصل إلى تسوية سياسية، لكن احتمالات ذلك تبقى ضئيلة، فالموقف الروسي والإيراني متردد في ما يتعلق بدفع بشار الأسد خارج الحكم، وهناك عدم قبول لدى قوات المعارضة السورية أن تتعايش مع فكرة بقاء الأسد في السلطة، حتى وإن كان جزءًا من العملية الانتقالية، ويعتقد الملك سلمان وكل من تركيا وقطر أن بالإمكان مساندة جماعات مثل جيش الفتح لتحقيق تغيير في التوازن ضد نظام الأسد، لكن الخطط لتحقيق ذلك ليست واضحة المعالم".
ويضيف: "تسعى إيران للحفاظ على اتصالاتها مع حزب الله بأي تكلفة ولا يرغب الإيرانيون في أن يظهروا كأنهم تخلوا عن الأسد بعد إبرام الاتفاق النووي، خشية أن يظهروا بمظهر الخاسر في الاتفاق بدلًا من مظهر المنتصر، لكن الكارثة الإنسانية لا تؤثر فقط على سوريا ولكن على كل الدول المحيطة، والآن أصبحت تؤثر&في أوروبا".
التخطيط المسبق
ويؤكد روس للصحيفة أن الحديث عن تسوية سياسية في الأزمة السورية لا يعني كثيرًا، "ما لم يكن هناك توافق في الآراء بشأن كيفية رحيل الأسد وخلق بعض التماسك في صفوف المعارضة وتوفير ملاذ آمن حقيقي للاجئين والاستعداد لخلق مرحلة انتقالية حقيقية بعيدا عن نظام الأسد".
وفي الملف الإيراني، يقول روس: "أعتقد أن مفتاح حل قضية القلق من تصرفات إيران ومخاوف السعودية حيال ذلك هو التخطيط للطوارئ من الآن، ووضع خيارات لمواجهة تدخلات إيران ودعمها المتزايد لحزب الله والميليشيات الشيعية الأخرى بعد أن تحصل على تخفيف في العقوبات مقابل الوفاء بالتزاماتها في إطار الاتفاق النووي، وسيبحث الملك سلمان العقوبات التي سيفرضها الرئيس أوباما إذا أقدمت إيران على مزيد من الأنشطة لزعزعة الاستقرار بعد أن يتم تنفيذ الاتفاق النووي".
ويعتقد روس أن المحادثات ستركز على القيام بخطوات حقيقية في إنشاء نظام دفاع صاروخي متكامل في المنطقة، وسيقدم أوباما وعودًا لبذل مزيد من الجهود في مكافحة الإرهاب والتعاون في مجال الاستخبارات، ومزيد من تشديد الرقابة لمنع السفن الإيرانية من توفير الأسلحة للجماعات الموالية لها في المنطقة، "لكني أشك في أن أوباما سيزيد الدعم للحملة العسكرية السعودية في اليمن، رغم أنه سيسأل عن خطط السعودية وعما إذا كان بالإمكان خلق عملية سياسية في اليمن".
مصلحة جامعة
ويقول جون ألترمان، نائب رئيس مركز الدراسات السياسية والاستراتيجية في واشنطن، للشرق الأوسط: "لدى كل من الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية وبلدان أخرى هدف مشترك في خروج الأسد من السلطة، وفي الوقت نفسه لدى هذه الدول مصلحة في المساعدة لتكون مرحلة ما بعد الأسد في سوريا أكثر أمنًا داخليًا ولا تشكل تهديدًا لجيرانها، ولا أحد يريد تكرار نموذج ليبيا، والقيام بذلك قد يتطلب نوعًا من التفاوض بين الذين يملكون قدرًا من التأثير والقوة على الحكومة السورية وعلى الشعب الذي خيّبت الحكومة السورية آماله".
وفي الملف الإيراني، يقول ألترمان: "هناك كثيرون في الولايات المتحدة يشعرون بالقلق من السلوك الإيراني في المنطقة، ولا شيء في بنود الاتفاق النووي الذي أبرمته مجموعة 5+1 مع إيران يمنع الولايات المتحدة من معاقبة إيران على سلوكها الإقليمي المزعزع للاستقرار، وأتوقع أن يطالب المشرعون في الكونغرس الإدارة الأميركية بأن تقدم تقريرا حول سلوك إيران الإقليمي، وأن يطلب المشرعون فرض عقوبات على سلوك إيران السيئ خلال الأشهر الستة القادمة".
وتوقع ألترمان أن تسفر المحادثات بين أوباما والملك سلمان عن الإعلان عن تقديم قدرات عسكرية إضافية إلى دول مجلس التعاون الخليجي، وتشكك في استعداد الإدارة الأميركية لتقديم مشاركة أكبر في الحرب في اليمن.
راحل بعد حين
ونقلت الشرق الأوسط عن إليوت أبرامز، نائب مستشار الأمن القومي السابق في عهد الرئيس السابق بوش والمحلل السياسي في مجلس العلاقات الخارجية، قوله إن كلا من الملك سلمان والرئيس أوباما يحرص على العلاقات بين البلدين رغم أن سياسات السعودية والولايات المتحدة قد لا تكون على خط واحد في القضايا الأكثر أهمية على الساحة الآن.
وأضاف: "لا تظهر الإدارة الأميركية الحالية مشاركة حقيقية في هدف إزاحة الأسد من السلطة في سوريا بهدف إضعاف داعش أو إيران، ويبدو أن إدارة أوباما تعتقد أن الفوضى يمكن أن تؤدي إلى رحيل الأسد، ويبدو أنها ترى في إيران شريكًا في سوريا وربما أيضًا في العراق، وستكون القمة السعودية الأميركية فرصة للزعيمين لمناقشة هذه الأوضاع، لكن في تقديري أن الاختلافات السياسية عميقة، والشيء الوحيد الذي يهدي المخاوف السعودية هو سياسة أميركية جديدة تجاه إيران، وهذا أمر لن يقدمه أوباما، وربما علينا الانتظار حتى مجيء رئيس جديد للولايات المتحدة للحصول على سياسية أميركية جديدة تجاه إيران".
وتابع أبرامز: "على دول مجلس التعاون أن تقرر أولا ما تريده، فهل تريد مزيدًا من مبيعات الأسلحة أم تعهدات أميركية أم معاهدة دفاع رسمية مثل المعاهدة التي تملكها الولايات المتحدة مع حلف الناتو؟ لا أعتقد أنه من المرجح مناقشة معاهدة دفاع شبيهة بمعاهدة الناتو، وآمل أن يتم الاتفاق على إنشاء منظومة دفاع صاروخي، لكن المشكلة أن الدول الخليجية لديها فقدان ثقة في التزام الولايات المتحدة بمواجهة إيران، لكن علينا أن نتذكر أن أوباما سيرحل بعد 16 شهرا، وستتعامل السعودية مع مجموعة جديدة تماما من المسؤولين، لذا ينبغي أن تركز الزيارة على الخطوات المطلوب القيام بها خلال الاثني عشر شهرا المقبلة فقط".