الكوليرا تطارد النازحين العراقيين

توفيت اربع نساء من النازحين في محافظة الأنبار، في حين أصيبت العشرات قرب العاصمة بغداد، حيث شكلت الحكومة خلية أزمة لتطويق نظاق المرض ومنع انتشاره.
عبد الرحمن الماجدي من أمستردام: بعد فرارهم من إرهاب تنظيم داعش، يعاني نازحو محافظة الأنبار من مرض الكوليرا الذي فتك بهم &وأصاب أكثر من ستين، وقتل أربعة حتى الآن، وفق ما أعلنه محافظ بغداد علي التميمي يوم أمس الجمعة.ويعيش نازحو محافظة الأنبار في ظروف صحية متدهورة تفتقر لأبسط الشروط الصحية، في مقدمتها مياه الشرب الملوثة، وفقاً لما ذكره مسؤول في وزارة الصحة اليوم السبت "يعاني المقيمون وبينهم نازحون، نقصا في المياه النظيفة".&لجنة عليارئيس الوزراء حيدر العبادي شكل اليوم لجنة عليا تترأسها وزيرة الصحة عديلة حمود، وخلية إدارة أزمات مدنية من أجل العمل على منع انتقال مرض الكوليرا إلى مناطق أخرى في البلاد.وجاء في بيان لمكتب رئيس الوزراء اطلعت عليه إيلاف "بتوجيه من رئيس الوزراء حيدر العبادي، عقدت خلية إدارة الأزمات المدنية إجتماعا عاجلاً لدراسة الإجراءات السريعة واللازمة، لحصر المناطق التي حصلت فيها الإصابات بمرض الكوليرا، وتقديم خطة عمل طارئة لتقديمها إلى رئيس الوزراء لاتخاذ القرارات اللازمة".وأوضح البيان أن "ممثلي منظمة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، ومنظمة اليونسيف، حضروا اجتماع الخلية التي يرأسها مدير مكتب رئيس الوزراء مهدي العلاق، كما حضرها ممثل شبكة الإعلام العراقي التي ستناط بها مهمة إعداد ونشر حملة توعية إعلامية هادفة".&انتشار المرضوكان ناطق في وزارة الصحة العراقية كشف عن انتشار مرض الكوليرا في أكثر من منطقة عراقية، وفق البلاغات الواردة للوزارة من أكثر من محافظة.وأوضح الطبيب رفاق الأعرجي، في تصريح نشرته مواقع أخبارية محلية، أن الوزارة أعلنت الاسبوع الماضي عن "وجود 12 حالة اصابة بالكوليرا" في ابو غريب غرب بغداد ومدينة النجف في جنوب البلاد، مشيراً إلى أنه تم تسجيل هذا الاسبوع "حالات أخرى في أبو غريب".وأكد الأعرجي وفاة أربع نساء من نازحي أبو غريب "توفي لدينا أربعة أشخاص في منطقة أبو غريب، وهم يعانون من احتمالية إصابة بالكوليرا بنسبة عالية، لكننا ننتظر نتائج المختبر".وعزا الأعرجي أسباب الإصابة بالكوليرا في هذه المناطق إلى "شرب المياه غير الصالحة، واعتماد الأهالي الشرب من النهر (الفرات) والآبار والماء الملوث بسبب انخفاض منسوب نهر الفرات هذه الفترة".وأشار إلى أن "وزارة الصحة سجلت عدداً من الإصابات بمرض الكوليرا، وعلى الرغم من أن عدد الإصابات محدود ومحصور في مناطق تعاني من شح المياه في نهر الفرات وروافده، الاّ أن توجيه رئيس الوزراء بتكثيف العمل من قبل اللجنة العليا التي ترأسها وزيرة الصحة وخلية إدارة الأزمات المدنية في مكتب رئيس الوزراء، جاء لتفادي إنتقال المرض إلى مناطق أخرى، حيث ستتم معالجة حالات الإصابات من خلال تنفيذ الإجراءات وتوصيات اجتماع خلية الأزمات".&التوعية ضروريةعضو في لجنة الصحة والبيئة النيابية غادة الشمري، شددت يوم أمس على ضرورة التوعية الإعلامية حول وباء الكوليرا.وقالت غادة الشمري، لوكالة كل العراق المحلية إن "تردي الخدمات وتلوث المياه والطعام، تعد أسبابا أساسية لانتشار مرض الكوليرا، فضلا عن ضعف التوعية الإعلامية".وأضافت "طالبنا وزارة الصحة بتقديم برنامج على القنوات الرسمية خاص بهذا الوباء"، مؤكدة "السيطرة على الحالات المرضية لغاية الان".وأكدت الشمري على "ضرورة إعطاء الموضوع أهمية اكبر"، مبينة "نحن كلجنة نتابع الوباء الذي بدأ بالانتشار قبل شهرين".وكان محافظ بغداد علي التميمي كشف في السادس عشر من الشهر الجاري عن تلوث مشروع ماء أبو غريب بمرض الكوليرا، مشيراً إلى أن وزارة الصحة لم تعلن عن ذلك. ويخشى العراقيون من انتشار المرض الذي تنتقل جرثومته إلى البشر عن طريق تناول طعام أو شرب مياه ملوثة ببكتيريا ضمة الكوليرا من مرضى آخرين.&