يشكل حكومة جديدة الاثنين
تسيبراس يعود بسهولة إلى السلطة في اليونان
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
بعد فوزه في الانتخابات التشريعية اليونانية على رأس حزب سيريزا من اليسار الراديكالي، يعتزم رئيس الوزراء اليوناني المنتهية ولايته الكسيس تسيبراس منذ الاثنين تشكيل حكومة قابلة للاستمرار تكلف تطبيق خطة المساعدة للبلاد، التي وافقت عليها اثينا مرغمة في تموز (يوليو).
اثينا: أعلن& رئيس الوزراء اليوناني المنتهية ولايته الكسيس تسيبراس مساء الاحد لانصاره في وسط اثينا، "اعتبارا من الغد سننكب على العمل"، بعدما فاز بثلاثة رهانات اذ اعاد حزبه سيريزا بسهولة الى السلطة واعاد تشكيل ائتلاف مع اليسار السيادي وتخلص تمامًا من الجناح اليساري من حزبه.
وبحسب النتائج، بعد فرز شبه كامل للاصوات (90%)، فإن حزب سيريزا فاز بـ35,53% من الاصوات مقابل 28,05% لحزب الديموقراطية الجديدة اليميني برئاسة فانغيليس مايماراكيس، أي بتقدم يفوق سبع نقاط.
ومن المتوقع تنصيب تسيبراس رئيسًا للوزراء الاثنين، فيما يدعو الدائنون الى تشكيل حكومة بسرعة تبدأ العمل لتطبيق الاتفاق مع الدائنين، الذي ابرم خلال الصيف، وتنفيذ ما نص عليه من اصلاحات وتدابير مالية.
تهنئة
وهنأ رئيس مجموعة اليورو (يوروغروب) لوزراء مالية منطقة اليورو يورين ديسلبلوم رئيس الوزراء اليوناني في تغريدة على موقع تويتر، مشيرًا الى انه ينتظر "تشكيل حكومة جديدة سريعًا" من اجل "مواصلة عملية الاصلاح".
كما وجه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين برقية تهنئة الى تسيبراس "عبر فيها عن الامل في مواصلة حوار بناء وتعاون نشط" مع اثينا.
وجاء في البرقية ان موسكو "ترغب في تعزيز التعاون الروسي-اليوناني الذي يفيد الطرفين في عدة مجالات لا سيما التجارة والاقتصاد والطاقة والشق الانساني".
فرصة ثانية
وبالرغم من امتناع نسبة كبيرة من الناخبين عن التصويت (حوالى 44%)، منح اليونانيون فرصة ثانية لتسيبراس الذي كان اول رئيس حكومة من اليسار الراديكالي في اوروبا وقد استقال في اب/اغسطس بعدما خسر غالبيته في البرلمان، مراهنًا على الفوز بتفويض جديد يكون اكثر متانة.
وبعدما حل محله رئيس حكومة بالوكالة خلال الحملة الانتخابية التي استمرت شهرًا، حدد تسيبراس الاحد حكومته المقبلة على انها "حكومة كفاح" مستعدة "لخوض معارك دفاعًا عن حقوق شعبنا".
وكان تسيبراس الذي وصل الى السلطة في كانون الثاني/يناير وسط موجة امل كبيرة عمت البلاد في ظل ازمة خطيرة مستمرة منذ ست سنوات، استقال بعد تفكك غالبيته النيابية لدى تصويت النواب على خطة المساعدة الجديدة للبلاد بقيمة 86 مليار دولار، وهي ثالث خطة يمنحها الاتحاد الاوروبي وصندوق النقد الدولي لليونان خلال خمس سنوات.
ووقع تسيبراس على هذه الخطة تحت الضغط، موضحاً انها اهون الشرور سعيا لتجنيب البلاد خروجًا كان يبدو محتوماً من اليورو.
وكانت الاجواء الهادئة السائدة في مقر حملة رئيس الوزراء، الذي لم يكتظ مساء الاحد بالحشود كما في كانون الثاني/يناير، تتباين مع الابتسامة العريضة على وجه الزعيم البالغ من العمر 41 عاماً حين اعتلى المنبر.
فهو فضلاً عن الفوز في الانتخابات، قد كسب رهانه الثاني اذ سيتمكن من اعادة تشكيل التحالف ذاته كما في ولايته الاولى مع حزب اليونانيين المستقلين (انيل)، وهو حزب من اليمين السيادي كانت معظم استطلاعات الرأي تتوقع عدم تخطيه العتبة الضرورية للدخول الى البرلمان.
اما الحزبان الآخران الطامحان للانضمام الى ائتلاف حاكم، وهما حزب تو بوتامي (النهر) الوسطي الذي انشأه عام 2014 ستافروس ثيودوراكيس الصحافي السابق في التلفزيون، وحزب باسوك الاشتراكي الواسع النفوذ سابقًا، فاخذا علمًا بنوايا تسيبراس وانضما الى صفوف المعارضة.
ومن المتوقع ان يفوز سيريزا بـ145 مقعداً وانيل بـ10 مقاعد (مقابل 149 و13 في البرلمان المنتهية ولايته)، ما يمنح الائتلاف بالاجمال 155 مقعدًا من اصل 300 في البرلمان الجديد.
كما فاز تسيبراس برهان ثالث اذ لم يتمكن حزب "الوحدة الشعبية" الذي يضم نوابًا انشقوا عن سيريزا لمعارضتهم الاتفاق مع اوروبا في 13 تموز/يوليو، من جمع الاصوات الضرورية للدخول الى البرلمان.
وتساءل كوستاس (19 عامًا) "لا افهم، اعتقد ان الناس خائفون لأن الجميع معارض لهذه الاجراءات الجديدة التي ستفكك المجتمع".
وبذلك يكون تسيبراس تخلص من شخصيات قوية مثل وزير الطاقة السابق بانايوتيس لافازانيس المؤيد للعودة الى الدراخما، ورئيسة البرلمان السابقة زوي كونستانتوبولو الداعية الى عدم تسديد ديون البلد.
وستكون عودته الى السلطة محط متابعة شديدة من دائني اليونان، الاتحاد الاوروبي وصندوق النقد الدولي، كما من القادة السياسيين الاوروبيين.
وفور اعلان النتائج الاولية، اجرى تسيبراس مكالمة هاتفية مع مارتن شولتز رئيس البرلمان الاوروبي والرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند والمستشار النمساوي فيرنر فايمان.
واعلن هولاند عن زيارة يعتزم القيام بها لأثينا "خلال الاسابيع المقبلة على الارجح".
كذلك سيكون هذا الانتصار الجديد موضع متابعة عن كثب في اسبانيا والبرتغال وايرلندا، البلدان التي تعاني من الازمة، والتي تنظم انتخابات مهمة خلال الاشهر المقبلة.
وكتب الامين العام لحزب بوديموس الاسباني (يسار معادي لليبرالية) بابلو ايغليسياس على موقع تويتر ،"اليونانيون قالوا بوضوح تام من يريدونه رئيسًا للوزراء"، مهنئًا "صديقه" الكسيس تسيبراس الذي ظهر الى جانبه على منصة تجمعه الانتخابي الاخير الجمعة في اثينا.
وعلى صعيد آخر، عزز حزب "الفجر الذهبي" للنازيين الجدد بحسب النتائج الجزئية موقعه كثالث احزاب البلاد في ظل ازمة المهاجرين الحالية، بحصوله على 6,96% من الاصوات ما يمنحه 18 نائبًا (بزيادة نائب).