أخبار

محللون: تجيير ملف الشرق لموسكو يفاقم الفوضى الإقليمية

تنازل أوباما لبوتين عربيًا خطأ فادح

-
قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

لاحظ مراقبون أن ما يُقرأ بين سطور الفقرات التي تناولت الأزمة السورية من خطاب الرئيس أوباما في الأمم المتحدة هو اعتراف بالفشل، وكأنه أراد أن يقول إن الولايات المتحدة لم تتمكن من إعداد استراتيجية ناجعة ضد داعش، و"لا مانع في أن نترك الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يجرّب حظه".

عبدالاله مجيد: من أبرز ما قاله أوباما للتأكيد على هذا الفشل هو أن الولايات المتحدة "لا تستطيع بنفسها أن تفرض الاستقرار على بلاد أجنبية"، وفي المستنقع السوري أعلن "أن الولايات المتحدة مستعدة للعمل مع أي دولة، بما في ذلك روسيا وإيران، لحل النزاع".

عجز أميركي
في المقابل جاء خطاب بوتين في الأمم المتحدة متضمنًا انتقادات لاذعة للولايات المتحدة، بسبب سياساتها في العراق وسوريا واليمن وليبيا، من دون أن تكون لديها القدرة على إعادة الاستقرار في هذه البلدان. وحمل بوتين على تناقضات السياسات الأميركية التي تطالب برحيل الأسد من دون أن تقدم أي بديل عملي لعربدة داعش في سوريا.&

وقال الدبلوماسي المخضرم رابن كروكر، الذي عمل في كل بؤرة ساخنة تقريبًا في الشرق الأوسط: إن "روسيا لعبت أوراقًا ضعيفة ببراعة، ونحن فرطنا بما كان من الجائز أن يكون أوراقًا قوية".

ونقلت صحيفة واشنطن بوست عن كروكر قوله إن "الروس تمكنوا من تحويل موقف دفاعي إلى موقف هجومي، لأننا كنا غائبين تمامًا". وحذر محللون آخرون من أن القوى الإقليمية والدول الحليفة للولايات المتحدة في المنطقة ستنظر إلى التطورات الأخيرة على أنها "تراجع أميركي كامل، على غرار انسحاب بريطانيا المنهَكة من شرق السويس عام 1971"، حيث وُصف ذلك الانسحاب بأنه الحشرجة الأخيرة لموت الإمبراطورية البريطانية.

يأتي إرسال قوات وأسلحة روسية إلى سوريا والاتفاق الرباعي على التعاون الاستخباراتي بين روسيا وإيران وسوريا والعراق في وقت تدرس الولايات المتحدة أسباب فشلها في مواجهة داعش في العراق وسوريا، بعد التقويم القاسي، الذي قدمته الباحثة لندا روبنسون من مؤسسة راندا، إلى الكونغرس.

خطأ جسيم
وجاء في التقرير أن القوات العراقية، التي تشكل دعامة الاستراتجية الأميركية ضد داعش، "ليست قوات فاعلة في الوقت الحاضر"، وأن قوات البيشمركة الكردية قوات قادرة، ولكنها "في موقف دفاعي، وليست الحل السحري الذي يتمناه البعض". أضافت أن قوات العشائر السنية العراقية "ما زالت قوات وليدة". وفي سوريا جاء برنامج الولايات المتحدة لتدريب وتسليح فصائل معتدلة "متأخرًا جدًا وضئيلًا جدًا".

وقال المحلل ديفيد أغناتيوس إن تنازل إدارة أوباما أمام الكرملين إزاء هذه التراجعات الأميركية سيكون خطأ جسيمًا، وإذا كان شركاء الولايات المتحدة في المنطقة، مثل العربية السعودية ومصر وتركيا، يرون أن واشنطن تتراجع أمام موسكو، فإن ذلك يمكن أن يزيد الفوضى، التي تضرب أطنابها في المنطقة تفاقمًا.

توازن قوى
وأعطى تخبط إدارة أوباما دفعة جديدة للدعوات التي تطالب الولايات المتحدة بالتعاون مع حلفائها الإقليميين لفرض "مناطق آمنة" في شمال سوريا وجنوبها لإيصال المساعدات الإنسانية وتحسين الوضع الأمني. ونقلت صحيفة واشنطن بوست عن القيادي في المعارضة السورية وليد الزعبي أنه إذا أُقيمت مثل هذه المناطق فإن المعارضة السورية ستعمل مع مؤسسات الدولة السورية على إعادة الخدمات الأساسية، وأن هذه المناطق ستكون اعترافًا بحقيقة أن الأسد لا يستطيع أن يسيطر على أكثر من نصف الأراضي السورية حتى بمعونة القنابل الروسية.&

ويرى المحللون أن مثل هذه المناطق الآمنة يجب أن تقترن بزيادة الدعم للقوات الكردية السورية، البالغ تعدادها 25 ألف مقاتل، وللعشائر السنية، التي حشدت 5000 مقاتل في شمال الرقة، واصفين هؤلاء بأنهم مقاتلون ملتزمون وأصحاب قضية. وكان بوتين نفسه اعترف يوم الاثنين بأن كرد سوريا "حقًا يقاتلون داعش وغيرها من المنظمات الإرهابية في سوريا". ولهذا السبب تستحق دعمًا أميركيًا أكبر.
&

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
الأزمة السورية
أغناتيوس -

من الطبيعي ان يحمي الاسد شعبه بطلب تدخل روسيا كما طلب الرئيس اليمني هادي من السعوديه و هي تغير ليل نهار على المعارضة اليمنيه

المرحلة الراهنة
سوري -

كل يبحث عن مصالحه ، في المرحلة الحالية مصالحنا متقاطعة مع اوباما وادارته ، بل ان مواقف اوباما وادارته اقرب الى العداوة منه الى الصداقة لأنهم منعوا وصول الاسلحة المناسبة الى شعبنا ليصد براميل الموت والكيماوي والقصف الجوي ، من هنا اجد ان التحالف مع اي جهة تقاتل معنا ضد الاحتلال الروسي والايراني والعصابات الفارسية المجرمه مرحب به ومقبول بغض النظر عن رضا الادارة الامريكية ، أعطيناهم الافضلية فرفضونا ، مصالح الشعب السوري اليوم ليس ابدا مع اوباما وادارته ، وإذا استمر اوباما بهذا الخط فمن غير المستبعد ان تتطور الامور معه ومع ادارته نحو الاسوء ، على الدول العربية وخاصة السعودية ان تأخذ موقفا حازما وحاسما تجاه ادارة اوباما وان تسلح المعارضة السورية بصواريخ مضادة للطائرات رغما عن أنف اوباما وادارته ، وفي النهاية هو أعجز عن القيام باي شيء ، اوباما وادارته صفحة عار وذل وخزي وجبن في تاريخ الولايات المتحده العظيمة وشعبها العظيم البطل