قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
تصاعدت الضغوط الاوروبية والافريقية الاحد على السلطات الليبية المتنازعة على الحكم من اجل الاسراع في تشكيل حكومة وحدة وطنية تنتشل البلاد من الفوضى الامنية الغارقة فيها وتتصدى لخطر توسع تنظيم داعش.&وبينما عين الاتحاد الافريقي في قمة في اديس ابابا مجموعة من خمسة رؤساء دول للمساعدة في تشكيل الحكومة في ليبيا، اعتبرت باريس انه من "الملح" التوصل سريعا الى حل سياسي لتمكين المجتمع الدولي من تقديم مساعدة عسكرية لمواجهة الخطر داعش.&&في هذا الوقت، واصل رئيس المجلس الرئاسي الليبي المدعوم من الامم المتحدة فايز السراج مشاوراته لطرح تشكيلة حكومة وفاق وطني جديدة على البرلمان المعترف به دوليا من اجل التصويت على منحها الثقة.&
زيارة مفاجئة&وقبل اربعة ايام من انتهاء المهلة التي حددها له البرلمان لتقديم التشكيلة الحكومية، زار السراج في خطوة مفاجئة قائد القوات العسكرية في شرق البلاد خليفة حفتر.&وقال المكتب الاعلامي للسراج في بيان نشره على صفحته على موقع فيسبوك الاحد ان رئيس الحكومة المكلف التقى السبت في مدينة المرج في شرق ليبيا الفريق أول ركن خليفة حفتر "حيث تمت مناقشة العديد من القضايا".&وذكر البيان ان هذه الزيارة تاتي ضمن سلسلة زيارات يستمع فيها السراج "لرؤى ومخاوف وهواجس كافة الاطراف المؤثرة في الأزمة" القائمة على نزاع متواصل على الحكم بين سلطتين منذ اكثر من عام ونصف عام.&وتابع البيان ان السراج يعمل "على اعداد مقترح واقعي يقدم للمجلس الرئاسي لاستصدار ما يتم الاتفاق عليه من قرارات مستندة على الواقع المعاش، وهو ما تقتضيه ضرورات التوافق الذي بنيت على اساسه فكرة تشكيل هذه الحكومة".&ووقع اعضاء من البرلمان المعترف به دوليا في الشرق والبرلمان الموازي غير المعترف به في طرابلس اتفاقا باشراف الامم المتحدة في منتصف كانون الاول/ديسمبر نص على تشكيل حكومة وفاق وطني.&ويحظى الاتفاق بدعم المجتمع الدولي، لكنه يلقى معارضة رئيسي البرلمان في طبرق (شرق) والبرلمان الموازي في طرابلس. كما ان حفتر، الشخصية العسكرية النافذة، من ابرز المطالبين بادخال تعديلات عليه.&وتشكل بموجب الاتفاق مجلس رئاسي عمل على تشكيل الحكومة برئاسة فايز السراج الذي قدم تشكيلة حكومية تضم 32 حقيبة وزارية الى البرلمان المعترف به الاثنين الماضي، لكنها فشلت في الحصول على ثقة المجلس النيابي الذي امهل السراج فترة عشرة ايام تنتهي الخميس المقبل لتقديم تشكيلة حكومية اصغر.&في موازاة ذلك، صوت البرلمان لصالح رفض مادة في اتفاق الامم المتحدة تنص على شغور المناصب الامنية والعسكرية القيادية بمجرد حصول حكومة الوفاق على الثقة، ما يعني احتمال خسارة حفتر الذي يحظى بدعم عدد كبير من النواب، منصبه.&وترفض السلطات الحاكمة في طرابلس وبعض الشخصيات السياسية في المنطقة الشرقية اي دور لحفتر في المشهد الليبي المستقبلي.&وتعليقا على لقاء السراج وحفتر، اكد نائب رئيس المجلس الرئاسي احمد معيتيق على صفحته على موقع فيسبوك ان السراج تصرف بشكل منفرد ولم يطلع المجلس على خطته زيارة حفتر.&ويدفع المجتمع الدولي منذ اشهر باتجاه تشكيل حكومة الوفاق الوطني في ليبيا لتوحيد السلطات في مواجهة تنظيم الدولة الاسلامية الذي يسيطر على مدينة سرت (450 كلم شرق طرابلس) الساحلية التي تبعد بضعة مئات من الكيلومترات فقط عن اوروبا، ويشن هجمات على مدن قريبة منها في محاولة للتوسع شرقا.&وكان رئيس بعثة الامم المتحدة الى ليبيا مارتن كوبلر حذر في وقت سابق ايضا من محاولة التنظيم الجهادي الذي تبنى عدة هجمات دامية في ليبيا، الى التمدد نحو الجنوب والمناطق القريبة من حدود الدول الافريقية المجاورة.&
خطر كبير&وفي هذا السياق، شدد وزير الدفاع الفرنسي جان ايف لودريان &في مقابلة تلفزيونية اليوم على انه "لا بد من التوصل الى تشكيل حكومة وفاق وطني (...) هناك عملية سياسية جدية جارية اقرها مجلس الامن بالاجماع. اعتقد ان الامر ملح. وسنقدم الدعم الى الحكومة الليبية التي ستطلب منا ذلك".&وتابع ان "داعش يترسخ. وانا قلق جدا على ليبيا خصوصا منذ ايلول/سبتمبر 2014. انهم هنا ويتمركزون على نحو 300 كلم من الشواطىء (الاوروبية) ويتوسعون. انهم اليوم على بعد 250 كلم من لامبيدوزا (ايطاليا). وعندما سيتحسن الطقس قد يعبر مقاتلون (الى اوروبا) بعد ان يندسوا في جموع اللاجئين. انه خطر كبير".&وقال لودريان ايضا ان "الكل يدرك خطر نقل النزاع من الشرق لفتح نزاع جديد في ليبيا"، معتبرا ان "الوسيلة الوحيدة لاستئصاله هي الوحدة السياسية لهذا البلد كي يكون لنا محاور".&وفي اديس ابابا، قال مفوض الأمن والسلم في الاتحاد الأفريقي اسماعيل شرقي الاحد إن "ما يسمى تنظيم الدولة الإسلامية يتقدم نحو شرق ليبيا، ويضرب المنشآت النفطية في راس لانوف ويرغب في توسيع تواجده في البلاد، بما في ذلك في الجنوب".&وأوضح أن "هذا جانب يهمنا جميعا ويتطلب اتخاذ إجراءات صارمة، لكن لا يمكننا القيام بذلك إذا لم يكن لدينا في الوقت الحالي حكومة وقوات ليبية لإشراكها وتجهيزها".&وأعلن شرقي أن "رؤساء الدول (المجتمعون في اديس ابابا) قرروا إعادة إطلاق مجموعة الاتصال على مستوى عال حول ليبيا تتألف من خمسة رؤساء دول، لتقديم الدعم للجهود الجارية".&وعين رؤساء الدول الأفريقية أيضا الرئيس التنزاني السابق جاكايا كيكويتي مبعوثا خاصا جديدا للاتحاد الأفريقي إلى ليبيا، خلفا لرئيس الوزراء الجيبوتي السابق ديليتا محمد ديليتا.