أخبار

الأمر عائد للإنحطاط السياسي

إدانة الآخر سمة خطابات القادة والزعماء في لبنان

-
قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

يُلاحظ في خطابات قادة وزعماء لبنان، على مختلف توجهاتهم السياسية، سمة إدانة الآخر، ويعتبر الخبراء أن الأمر في الأساس يعود إلى الانحطاط السياسي في لبنان.

بيروت: "الآخر على خطأ" وأنا على صواب، هذا ما يميّز مختلف خطابات قادة لبنان السياسيين، ففي خطاب الأمين العام لحزب الله الأخير وكذلك خطاب رئيس الحكومة الأسبق سعد الحريري في البيال في ذكرى اغتيال والده، الكثير من العبارات التي تدين "الآخر"، ولا تقبله، وتشيد بـ "نحن" ومدى أهميتها.

وتبقى المصطلحات المستخدمة للإشارة إلى الآخر برأي الإعلاميّة سعاد قاروط العشي غير مقبولة، خصوصًا عند الحديث عن حزب الله بالإشارة إليه بحزب السلاح، وعن تيار المستقبل بوصفه التيار الأزرق، أو التيار التكفيريّ، وتضيف في حديث خاص ل"إيلاف" "لو كانت هذه المصطلحات مقبولة أو تم هضمها من قبل اللبنانييّن، لما كان الشرخ زاد إلى هذا الحد بين الفرقاء السياسييّن، وهذا الشرخ، يزيد يومًا بعد يوم، وسببه أن كل الفرقاء على الساحة يزيدون من الضغط من خلال مصطلحات تبقى غير متّزنة، ومن خلال خطاب سياسيّ موتور.

الانحطاط السياسي

ويعود الأمر بحسب الإعلامي رفيق خوري، إلى الإنحطاط السياسيّ في البلد، ويقول في حديث ل"إيلاف" "خلال الحرب كانت بعض المصطلحات أقل قسوة من تلك الموجودة اليوم، كان التحقير موجودًا مع الصراع القائم، واليوم انتهت الحرب والمفروض أننا أصبحنا شركاء في هذا الوطن، ومعظم الحكومات تجمع الكل، وهم شركاء بالسلطة والتعامل اليوم هو على قاعدة الإحتقار، مع استخدام تعابير لا علاقة لها باحترام الشخص الآخر."

أجندات وسائل الإعلام&

ماذا عن دور الإعلام في تغذية مصطلحات إدانة الآخر واتهامه المزمن بأنه المخطىء و"نحن" على صواب، تؤكد الإعلامية شدا عمر لـ"إيلاف" أن هناك بعض التحضير لأحداث معيّنة أدت كلّها إلى أن تصبح مصطلحات الآخر التي تدينه، من صلب إعداد أجندات وسائل الإعلام، ولم تعد الوسائل الإعلاميّة تستطيع تجاوز ذلك الحائط المسدود من المصطلحات التي بنتها لنفسها، هذا الحائط لا يستطيع بالتالي أن يخرق الآخر، والدليل على ذلك عندما نشهد على أشخاص لا يتابعون سوى الإعلام الذي يتوافق مع سياستهم، ولكن لا يزال الإيمان في لبنان بأشخاص يريدون الوسطيّة، ويشاهدون ويسمعون ويقرأون مختلف الوسائل الإعلاميّة الموجودة، لبناء صورة واضحة وخلاصة طبيعية، ولا يأخذون بال"بروباغندا" (الدعاية) التي تطلقها الوسائل الإعلاميّة.

صورة الإعلام المستقبلية

أما الإعلامية سعاد قاروط العشي فتلفت "إلى أن الإعلام اللبنانيّ لا يمكن بناء صورته المستقبليّة نتيجة الوضع الأمني الذي نعيشه، ولا يمكن إنكار كفاءة الإعلام اللبنانيّ، وإذا أعطينا فرصًا يمكننا كإعلامييّن أن نلمع ونبدع، ولكن المشكلة في أوضاعنا المعيشيّة الكارثيّة التي تبقينا متسمرّين في مكاننا، ولا تسمح لنا أن نتقدّم أو نتطوّر، فبعض الدول العربيّة كنا نسبقها بأشواط في إعلامنا، أصبحت اليوم تتقدم علينا مهنيًا وإعلاميًا.

وتقلل العشي من دور المثقفين في منع الإنزلاق نحو حرب سببها الخطاب السياسيّ، وتقول" إن العصر الصعب والعصيب الذي يعيشه لبنان مع وجود التطرّف والمذهبيّة والطائفيّة، ومع غرق لبنان في هكذا بحر من الشواذ، هنا لا يمكن للمثقف أن يقوم بأي دور فعلي، خصوصًا أن المثقفين أصبحوا مسيّسسين اليوم، ولم يعد دورهم فاعلاً، والمثقفون يغرقون بزواريب السياسة ويدينون الآخر أسوة بالجميع."

&

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف