أخبار

متجاوزًا الاعتبارات البروتوكولية لكون بيروت من أولويات باريس

هولاند يزور لبنان.. فهل يشهد انتخابًا لرئيس الجمهورية؟

-
قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

يزور الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند لبنان قريبًا، متجاوزًا الاعتبارات البروتوكولية لعدم وجود رئيس للجمهورية في لبنان، فهل تأتي زيارته لتسريع موضوع رئاسة الجمهورية في لبنان، ولإعادة الهبة السعودية إلى الجيش اللبناني؟.

بيروت: يترقب لبنان زيارة للرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند في 16 و17 نيسان (إبريل) المقبل، والتي سيتجاوز عبرها الاعتبارات البروتوكولية، لعدم وجود رئيس للجمهورية حاليًا، تحمل رسالة أساسيّة هي إعادة تأكيد الموقف الفرنسي الداعم للبنانيين في صمودهم أمام تداعيات الحرب السورية، والعمل على تثبيت الاستقرار الداخلي خلال الأشهر المقبلة، ومنع تمدّد اللهيب السوري إلى لبنان، انطلاقًا من المظلة الدولية التي تحمي الوضع اللبناني الداخلي.

وانطلاقًا من تجاوز الاعتبار البروتوكولي، فإن هولاند لن يأتي إلى بيروت، وجعبته خالية من أي حلول أو خريطة طريق، يقدمها إلى اللبنانيين، خصوصًا أن باريس تدرك أن نجاح الزيارة مرتبط بأفق حل الفراغ الرئاسي وتفعيل العمل الحكومي ومجلس النواب، وقد وضعت باريس من خلال تحديد موعد هذه الزيارة الوضع في لبنان ضمن أولوياتها، وخصوصًا بعد سلسلة زيارات قام بها كل من الممثلة العليا للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية فيديريكا موغيريني والأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون ووزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند، إضافة إلى زيارات متكررة لمسؤولين إيرانيين للبنان.

تعقيبًا يعتبر النائب السابق مصطفى هاشم (المستقبل) في حديثه لـ"إيلاف" أن زيارة هولاند إلى لبنان سيكون لها تأثيرها على موضوع رئاسة الجمهورية في لبنان، لأن لبنان تاريخيًا علاقته مع فرنسا جيدة، فهناك احتمال بأن تحرّك زيارة هولاند موضوع رئاسة الجمهورية، خصوصًا أن الفرنسيين يلعبون دورًا في تقريب وجهات النظر بين السعوديين والإيرانيين، بما أن فرنسا لها علاقات ممتازة بين الطرفين، والمعروف أن موضوع رئاسة الجمهورية يرتبط بأمور خارجيّة، وقد يلعب هولاند دوره في تقريب وجهات النظر، ومساعدة لبنان دوليًا، لكي ينتخب رئيسًا للجمهورية.

أما النائب مروان فارس فيؤكد في حديثه لـ"إيلاف" أن الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند مرحّب به في لبنان، وهناك علاقة تاريخية تربط لبنان بفرنسا، ولكن الوقت الذي كانت فيه الدول الأجنبية تعيّن فيه رئيس الجمهورية في لبنان قد مضى، ولم يعد الوضع يحتمل أي تدخل خارجي مع وجود قوى سياسية داخلية تتحمل مسؤولية انتخاب رئيس للجمهورية في لبنان، خاصة مع وجود مرشحين قويين، وانتخاب رئيس يجب أن يأتي من داخل لبنان.

رسالة دعم
وردًا على سؤال هل تحمل تلك الزيارة رسالة دعم إلى لبنان؟، يجيب هاشم أن ذلك مؤكد، لأن هولاند هو رئيس دولة دائمة وذات شأن في مجلس الأمن، ويزور لبنان في ظرف&لا يوجد فيه رئيس للجمهورية، كل ذلك يدل على دعم فرنسا له.

ويرى فارس في هذا الخصوص أن الزيارة لدعم لبنان، خصوصًا مع وجود الهبة السعودية المعلقة بين لبنان والسعودية.

أما هل يعلن هولاند من بيروت التوافق مع السعودية على إبقاء هبة الجيش اللبناني؟، يجيب هاشم أن العلاقة بين لبنان والسعودية تبقى مهمة، والسعودية قدمت مشكورة الهبة إلى الجيش اللبناني، بـ3 مليارات دولار، ولكن لم تلغِ العقود مع الفرنسيين، رغم وقف الهبة.

لبنان أولوية
من خلال هذه الزيارة المرتقبة، هل تضع باريس لبنان من ضمن أولوياتها، رغم الحديث عن أن لبنان ليس من ضمن الأولويات الإقليمية؟، يجيب هاشم أن لبنان فعلًا ليس من الأولويات الإقليمية، غير أن باريس تعتبر لبنان من الأولويات، وتربطها بلبنان علاقات تاريخية ومستمرة مع كل الرؤساء، وتحديدًا لها علاقة تاريخية مع الشعب اللبناني.

في هذا الصدد، يقول فارس إن لبنان من أولوية الدعم الفرنسي، لأن الفرنسيين أعلنوا مرات عدة عبر السفارات ورجال السياسة، أنهم يقفون إلى جانب لبنان.

هل عادت باريس لتلعب دورها الأساس السابق مع لبنان؟، يرى هاشم أن باريس لم تكفّ يومًا عن لعب دورها في لبنان، لكن مع الأسف في هذه الأيام هناك قطبان رئيسان إقليميان، هما الأميركيون والروس.

يلفت فارس في هذا الخصوص إلى أن باريس مهتمة بلبنان، رغم أن هذا الأخير لا يحتمل تدخلًا في شؤونه الداخلية، فالدور الفرنسي مساعد للبنان، كما هو دور الأمم المتحدة أيضًا، ومن يصرّون على الحفاظ على الأمن في لبنان، كفرنسا وغيرها من الدول، إنما بدافع عدم انتقال "الإرهاب" الداعشي إليها، لأن هناك خطرًا بأن ينتقل هؤلاء إلى الدول الأوروبية، وقد وضع الجيش اللبناني حدًا لهذا "الإرهاب" في عرسال وغيرها من المناطق اللبنانيّة، من هنا جاءت المصلحة الأوروبية لدعم لبنان في هذا المجال.
&

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف