مجلس روسيا ـ ناتو يلتقي بعد قطيعة 

أعلنت موسكو وحلف شمال الأطلسي (ناتو) أن مجلس "روسيا - الناتو" سيجتمع في بروكسل قريبا بعد قطيعة دامت أكثر من عامين وذلك لبحث النزاع في جنوب شرق أوكرانيا وبعض القضايا الأخرى.

وقال الأمين العام للناتو ينس ستولتنبرغ في بيان إن الاجتماع سيعقد في مقر الحلف في&العاصمة البلجيكية على مستوى السفراء، وإن اللقاء سيركز على الأزمة الأوكرانية و"ضرورة تطبيق اتفاقات مينسك (حول تسوية النزاع) من العام 2015 على أكمل وجه".&وتم تأسيس مجلس "روسيا - الناتو" في 28 ايار (مايو) من العام 2002 في روما ويتولى الأمين العام للحلف رئاسته.

وفي وقت سابق من يوم الجمعة أعلن نائب وزير الخارجية الروسي أليكسي ميشكوف عن احتمال عقد اجتماع لمجلس "روسيا - الناتو" خلال "أسابيع".&

ترتيبات

وفي تصريح صحافي أفاد ميشكوف بأن الحديث يدور عن ترتيبات أخيرة للقاء قائلا: "إن الحلف هو الذي عرض علينا استئناف العمل ونحن الآن في مرحلة التحضيرات النهائية لاجتماع مجلس روسيا - الناتو على مستوى السفراء، وذلك بعد قطيعة طال زمنها". وذكر الدبلوماسي أن الطرفين قد اتفقوا على أجندة الاجتماع "التي تأخذ مصالحنا في الاعتبار".

وإلى ذلك، قال ستولتنبرغ قائلا إن اللقاء سيتناول كذلك "نشاطات (الطرفين) العسكرية مع التركيز على الشفافية وتقليص المخاطر"، وتطورات الوضع في أفغانستان، "بما في ذلك التهديدات الإرهابية في المنطقة".

سياسة الحوار&

وبحسب الأمين العام للأطلسي فإن اللقاء المرتقب سيجرى في إطار "سياسة الحوار التي نمارسها، وفقا لقرارات رؤساء الدول الأعضاء في الناتو ورؤساء حكوماتها". مع ذلك فقد شدد الأمين العام على أن العلاقات بين الناتو وموسكو لن تعود إلى طبيعتها "ما لم تعد روسيا إلى احترام القانون الدولي"، بحسب تعبيره.

ومنذ مطلع العام الجاري تحدث ستولتنبرغ عن احتمال عقد اجتماع لمجلس "روسيا- الناتو"، مشيرا إلى أن الحلف لم يغلق أبدا باب الحوار السياسي مع موسكو، على الرغم من تجميده أي تعاون عملي معها منذ إعادة شبه جزيرة القرم إلى روسيا (بناء على نتائج استفتاء سكانها) في مارس/آذار عام 2014، الحدث الذي وصفه الغرب بقيام روسيا بـ"ضم القرم"، والذي شهدت العلاقات بين روسيا والحلف بعده تدهورا لا سابق له منذ انتهاء "الحرب الباردة".

تاييد كيري

وكان وزير الخارجية الأميركي جون كيري، اعرب عن دعمه في كانون الأول (ديسمبر) الماضي، لفكرة استئناف الحوار مع روسيا، وذلك وسط تقارب بين موسكو وواشنطن على خلفية جهود البلدين الرامية إلى تسوية الأزمة السورية.

وذكر تعليق نشره الحلف مرفقا ببيان ستولتنبرغ أنه منذ اندلاع الأزمة الأوكرانية عقد مجلس "روسيا - الناتو" لقاءين في آذار (مارس) وحزيران (يونيو) العام 2014، إضافة إلى مشاركة روسيا في اجتماعين عقدهما مجلس الشراكة الأوروبية الأطلسية في مارس/آذار عام 2014 ومارس/آذار عام 2015.

&كما جاء في نص التعليق أن الأمين العام للحلف وغيره من مسؤولي الناتو يلتقون بانتظام مع مسؤولين روس. ويشير النص إلى أن مجلس "روسيا - الناتو" يعد منتدى لإجراء مشاورات بين الطرفين، تعمل فيه دول الحلف وروسيا على قدم المساواة وتتخذ قراراته بالإجماع.
&