أخبار

يقدم شكلاً هجيناً لنظام الدولة

أميركا وروسيا تصنعان دستوراً لسوريا

-
قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

انتهى مسؤولون روس وأميركيون من كتابة دستور لسوريا، وهو ما اعتبره قانونيون ومعارضون سوريون أنه قدم شكلاً هجينًا لنظام الدولة القادم في سوريا، كما يعدّ تجاوزاً لإرادة الشعوب وتدخلاً خطيراً في الشؤون الداخلية المفصلية.

وقال لـ"إيلاف" الدكتور مخلص المبارك، استاذ القانون الدستوري في جامعة دار العلوم سابقاً، والخبير في القانون الدولي، إن "المشروع الروسي المسرب للدستور السوري القادم لا يعتبر طرحاً عملياً، ويفتقر الى الكثير من أسس الواقعية السياسية ويتناقض مع سياق التطور التاريخي والاجتماعي والثقافي لسوريا".

كما اعتبره "سابقة دولية مستغربة ومستهجنة تؤسس لنوع جديد من الدساتير المفروضة من الخارج، والتي تشكل تجاوزاً لإرادة الشعوب وتمثل شكلاً جديداً من أشكال فرض الوصاية على الدول وانتهاكاً لسيادتها، وهذا يتناقض مع أبسط المبادئ والاعراف الدولية التي تؤكد على حق الشعوب في تقرير مصيرها واختيار شكل نظامها السياسي، وفي الحالة السورية يعتبر ضرباً بالحائط بكل المقررات الدولية التي تؤكد على أن الشعب السوري هو صاحب الحق الوحيد في اختيار نظامه السياسي والاقتصادي والاجتماعي دون ضغط أو تدخل خارجي".

وأوضح المبارك أن "هناك اتجاهاً واسعاً في الفقه الدستوري ينكر امكانية أن يوضع الدستور بموجب اتفاقية دولية أو أن يفرض من خارج الدولة، نظراً لأن رأي الشعب صاحب المصلحة في الدستور مغيب في ذلك، كما أن أي دستور يعتبر انعكاساً طبيعياً لتاريخ الدولة السياسي وتطوره وحصيلة تفاعل عوامل داخلية سياسية واجتماعية واقتصادية وثقافية ومرآة لما تشهده الدولة من تطورات وتغييرات، وبالتالي فإن فرض الدستور السوري من الخارج يتنافى مع ماهية الدستور ووظيفته".

وأكد أن "المشروع الروسي قدم شكلاً هجيناً لنظام الدولة القادم في سوريا، حيث استبدل النظام شبه الرئاسي الموجود حالياً بموجب دستور 2012 بنظام هجين يجمع بين النظام البرلماني وبين النظام المجلسي المعمول به في سويسرا، ويجمع معظم السلطات ومظاهر السيادة في الدولة بيد السلطة التشريعية بمجلسيها (جمعية الشعب وجمعية المناطق)، مما يشكل تحدياً سياسياً واجتماعياً تاريخياً أمام الشعب السوري وسعيه للاستقرار السياسي والاجتماعي".

وشدد على "أن وضع دساتير الدول يمر بمسار تأسيسي وهو مسار إنجاز الدستور الذي يبدأ بتحديد الهياكل الوطنية والافراد التي سوف تشارك في صياغته (جمعية تأسيسية أو مجلس تشريعي، لجنة خاصة) وينتهي بدخول الدستور حيز التنفيذ، وخلال هذا المسار التأسيسي يتم الاتفاق على مضامين الدستور بما يعكس توافقاً وطنياً جامعاً، ومن ثم تأتي عملية كتابة الوثيقة الدستورية بلغة قانونية محكمة وتجعل من النصوص قابلة للتطبيق". وبالنسبة للوضع السوري، أضاف المبارك في هذا الاطار فهو يتطلب "أن يكون المسار التأسيسي للدستور مساراً تفاوضياً وتشاركياً من مختلف مكونات المجتمع السوري".

من جانبه، شجب أبو زهير الشامي، القائد العام لغرفة عمليات دمشق وريفها، "أي إعلان يشاع عن وضع دستور الجمهورية العربية السورية بنصوص وبنود تشرعن التقسيم ووجود المحتل الروسي، ويصاغ تحت بنود الوجود العسكري و بالقوة العسكرية في مناطق فرض وجوده غير المشروع جملة وتفصيلا".

واعتبر في بيان تلقت "إيلاف" نسخة منه، "أن هذا التواجد العسكري الذي فرض نفسه بقوة السلاح، لقصف وقتل الشعب السوري بكل&عنجهية، منتهكًا كل الأعراف الدولية لحقوق الإنسان وحرمة الوطن والمواطنين، غير مؤهل وليست له الصلاحية بفرض شروطه تحت أي بند قانوني دولي أو داخلي".

وشدد "أن من له الحق الوحيد لصياغة الدستور الوطني للجمهورية العربية السورية هم فقط الشعب &السوري"، مجددًا الرفض الدائم لأي تواجد لأية دولة تنتهك "حرمة أراضينا، وبالتالي نرفض التدخل في الشأن السوري العام والخاص من أي طرف كان،&سواء أكان عدوًا أو صديقًا".

وكانت جريدة الاخبار اللبنانية قد سربت موادَّ من الدستور الجديد، تقول في احدى فقراتها، "في حال عجز رئيس الجمهورية عن تأدية مهامه الرئاسية، يتحتم على جمعية الشعب&في كافة المحافظات السورية والمناطق أن تقوم بتأدية المهام الرئاسية واتخاذ القرارات اللازمة"، وهو ما رأى فيه الشامي "إتخاذ الخطوة الأولى في طريق التقسيم لخلق دويلات على اختلاف المناطقيات المزمع رسمها".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
بدون مزاودة ...
OMAR OMAR -

بدون مزاودة ... لقد أثبت السوريون فشلهم في قيادة دولة

دستور تركي او داعشي
الباتيفي -

اعتقد بانه دستور ليس كامل وتام وناقص ولكنه افضل من دستور الجمهوريه العربيه السوريه فتصوروا ياساده يا كرام دستور تكتبه المخابرات التركيه كيف سيكون او تكتبه الجماعات المتناحره الارهابيه المرتبطه بدول عربيه وتركيه او ان تكتبه بدل الجميع داعش فاي دستور هو افضل دستور روسي امريكي غربي ام دستور داعش واخواتها وداعمتها تركيا ودول خليجيه ام دستور فارسي شيعي يكتبه قاسم سليماني ام دستور البعث العربي الفاشي الهدام بما انهم لحد الان يتكبرون باسم العروبه فلا تتوقع خيرا منهم وسوف يتقاتلون لعشرات السنين حتى ولو انتهى امر بشار وحكمه وطردت روسيا من سوريا فان الجماعات المسلحه الارهابيه سوف تتقاتل لعقود من اجل السلطه والمال والنفوذ على خرائب سوريا

اين دستور امريكا !!
علي البصري -

شتم لورسيا وتلميح لدستورها دون ذكر للدستور الامريكي واذا كان الدستور مشترك لماذا الشتم لروسيا فقط !!! ايضا هناك قوات امريكية الان في الرقة وهي اكيد غير محتلة لانها صديقة ،امراء المؤمنين كثيرين في سورية فلا حاجة للدستور يستمدون من الشريعة والاسلام هو الحل !! سورية تقسمت وانتهت ايها المغفلين (نايمين ورجليكم بالشمس ) وبقيت التخريجات والترتيبات لان قرائنا الفاتحة على روح سايكس بيكو بمرو 100 عام ،والكيكة اكتملت يجوز فقط الكريمة ، ولاحاجة لملاحظات هذا الدكتور ليحتفظ بها في كانتونه ان سمح له أمير المؤمنين في الرقة!!

حرية الشعوب
طوني جيفارا -

لا بل فشل العرب بادارة دولهم ويجب فرض الوصايه الدوليه عليهم من الخارج واعادة البلدان والشعوب التي احتلها العرب في عهد الفتوحات الاسلاميه الى شعوبها وحضاراتها الاصليه

بشار أنتهى
OMAR OMAR -

المهم بشار أنتهى في شهر آب اللهاب...تعازينا لكل المنحبكجية ... عقبال عندكم

كوهين الأسد
@@علي الازرقي العراقي@@ -

هذا ماجلبه البعث الطائفي وحافظ كوهين الأسد

والذبح والتعريب والانفال
Rizgar -

داعمو العروبة يراودهم الخوف من فقدان السيطرة على الشعوب الاخرى ومن محاولة التعرف على أصولهم الحقيقية وحضارات أجدادهم ومن أن يحذو حذو شعب إسرائيل في نضالهم من اجل الحفاظ على الهوية التاريخية والتحرر من الأحتلال والذبح والتعريب والانفال . مصورين إسرائيل كعدو امبريالي قاتل غريب في المنطقة تريد القضاء على “عروبة” الشرق الأوسط، معششين الحقد في قلوب شعوبهم تُجاهها حتى لا تنتقل عدوة الحرية والمطالبة بالهوية الأساسية إلى أبناء الحضارات الأصلية للمنطقة

كثيرا يردد المرددون ما ي
Rizgar -

كثيرا يردد المرددون ما يوحي بان تقسيم دولة ما الى دويلات جريمة ومؤامرة وتخريب وما الى ذلك من الاهوال الكبيرة، ولم يشرح لنا احد من هؤلاء الببغاوات تلك الاهوال او المساوئ، وكانهم يعتمدون مقولة: (هكذا قال اباؤنا ونحن على دربهم سائرون)