الربيع بعيد والقوارب للانتقال في الشوارع
المياه تغمر فرنسا من السماء والأرض
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
إيلاف من باريس: "الطقس مقرف هذا العام" تقول سيّدة بينما تفتح شمسيّتها المخلوعة في وسط الشارع في باريس. يشتاق الفرنسيون ولا سيّما سكّان العاصمة إلى الشمس. حتّى أنهم يسافرون أو يقصدون مناطق أخرى بحثًا عن دفء النجمة الكبيرة الصفراء.
الوضع غير اعتيادي، أمطار غزيرة وفيضانات جارفة، وخسائر كثيرة. نهر السين فاضت مياهه. هنا يقف "إيف" أمام محلّه الصغير قرب ضفّة النهر ويفكّر كيف سيُخرج المياه من داخل المقهى حيث يعمل: "لا أذكر أنني رأيت وضعًا كهذا في السنوات الماضية وخصوصاً في هذه الفترة من السنة". وفي الواقع سجّل شهر مايو هذا العام أكبر نسبة تساقط للأمطار في تاريخ فرنسا مقارنة بنسب مسجّلة في هذا الشهر من السنوات الماضية.
في فرنسا يقاس ارتفاع نهر السين حسب تمثال للنحات جورج دييبلو يقع على جسر ألما فوق السين. يوم الثلاثاء غطّت مياه النهر رجلي التمثال ( إرتفاع ثلاثة أمتار و20 سنتيمتراً) والمتوقّع أن يرتفع منسوب المياه قليلًا يوم الخميس إلى خمسة أمتار.
منذ يوم الإثنين الفائت صنّفت هيئة الأرصاد الجوية الفرنسية سبع مقاطعات باللون البرتقالي، ما يعني أنها تحذّر من تساقط كثيف للأمطار وخطر فيضانات، ويزيد هذا التحذير في مقاطعتين صنّفتا باللون الأحمر.
صفارات الإسعاف لا تتوقّف وتتدخّل فرق الإنقاذ لمساعدة المتضررين، وفي بعض المناطق كان لا بد من الإستعانة بالزوارق لإخراج السكان من بيوتهم الملأى بما كان يسمّى بخيرات السماء.
السلطات تحاول طمئنة السكان أن السدود والخزانات في باريس لا تزال تستطيع استيعاب كميات إضافية من المياه، رغم أن البعض حذّر من شبه امتلائها. وقد أقفلت عمدة باريس عددًا من الطرق والساحات القريبة من نهر السين، كما منعت المشاة من الوصول إلى رصيف النهر قرب كاتدرائية نوتردام الشهيرة.
مباريات كرة المضرب التي تحصل حالياً في ملعب لوران غاروس تأجلّت بمعظمها، حتّى أنه تمّ إلغاء مباراة كلّيًا بعد ساعتين من انطلاقها، فاضطر الجمهور إلى المغادرة من دون استرداد قيمة بطاقاتهم، ممّا أثار استياءًا شديدًا على مواقع التواصل الإجتماعي.
الأمطار تسبّبت كذلك في اضطرابات في حركة القطارات في بعض المناطق حتى أنها توقّفت تمامًا في مناطق شمالية.
في الخليج العربي وبعض بلدان المتوسّط بدأ البعض يشكو من الحرارة المرتفعة والشمس الحارقة. أمّا في فرنسا فالسياح والسكان متعطّشون إلى ضوء الشمس وينتظرون بفارغ الصبر توضيب معاطفهم الضخمة. لا أحد راضياً، وخيرات السماء لجزء من العالم صارت نكبات السماء للجزء الآخر، والعكس صحيح.